في لقاء خاص..

فيصل المقداد لقناة العالم: "اسرائيل" ستدفع الثمن

السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

في حوار امتد لساعة كاملة، سجل الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري مواقف في شتى المفاصل السياسية التي تمر بها سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. وجری اللقاء الخاص في مكتبه بوزارة الخارجية السورية، حيث كانت فلسطين والجولان حاضرة في الخرائط المعلقة على الجدران مع بعض الملاحظات التي سجلت بخط يده، بالاضافة الى بطاقات تكريم من منظمات دولية، وحركات واحزاب عربية، ومنظمات شبابية، تمنحك صورة عن خبرته في العمل الدبلوماسي والسياسي. وفيما يلي نص اللقاء ..

العالم - خاص بالعالم

حسين مرتضی:
ربما القضية التي فعلا تفرض نفسها في ظل كل هذه التطورات هي ما يجري في فلسطين. اولا سوريا ما الذي تقوله وكيف تنظر إلی اعلام ترامب القدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي؟


فيصل المقداد:

اولاً أرحب بكم و أحيي مشاهدي العالم في كل مكان. مما لا شك فيه اننا نمر في اوقات عصيبة وحزينة. نحن اكدنا دائما ان هذه الحرب الارهابية علی سوريا والمدعومة كما اتضح من قبل الولايات المتحدة الاميركية في دعم لايخجل للارهاب وللقتلة، داعش وجبهة النصرة والمجموعات الارهابية وكل من يعمل علی حرف الانتباه السوري عن القضية الاساسية التي كانت محور التركيز السوري طيلة العشرات من السنوات الماضية عن الهدف الاساسي وهو فلسطين وقضية الصراع العربي الصهيوني.

انا اؤكد بأن كل ما حدث في المنطقة العربية، ليس فقط خلال السنوات السبع الماضية او الثمانية او التسع سنوات الماضية، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ماحدث من محاولات لإضعاف مصر، ماحدث من جهد لتدمير ليبيا، ما حدث لاعمال لاستمرار هذا الدمار والقتل الذي لامعني له في الیمن الهدف الاساسي هو تهيئة الظروف لاتخاذ هذا القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب.

انا اقول ان كل ما حدث في المنطقة وبشكل خاص في سوريا هو مرتبط بالقضية الاساسية الصراع العربي الاسرائيلي. سوريا ذات موقع متقدم في هذا الصراع إن لم نقل انها من بين الدول العربية، هي الدولة العربية الوحيدة تقريبا التي بقيت علی تماس مباشر مع القضية الفلسطينية وتدافع عنها علی مختلف المستويات، بل جعلت منها ايديولوجيا وعسكريا وثقافيا القضية الاولی، لذلك كان لابد من تهيئة هذه الاجواء بحيث عندما يتخذ مثل هذا القرار، يتم تمريرة بسهولة من خلال المقولات التي استمعنا إلیها خلال الايام والاشهر القليلة الماضية وهي ان الاحتجاجات علی قرار ترامب وعلی أي قرارات يمكن ان تتخذها الادارة الاميركية ستستمر اسبوعا لرفع العتب من جهة ولتضليل الرأي العالم العربي والدولي حول الابعاد الحقيقية للحرب التي تشهدها سوريا وكافة انحاء المنطقة والتدخل الاسرائيلي المباشر في احداث هذه المنطقة حيث لم يعد سراً ان "اسرائيل" تدعم داعش وأن "اسرائيل" تتعامل بشكل مباشر مع عصابات جبهة النصرة وأن "اسرائيل" تعالج وتقدم الخدمات الطبية حتی الغذائية للمسلحين والمجرمين في سوريا اضافة إلی أنها قامت بشن اعتداءات عدة خلال الاشهر الاخيرة مباشرة عندما شعرت "اسرائيل" بأن عملاءها في الداخل السوري قد بدءوا ينهارون.

كل هذه العناصر تبرز توقيت هذا القرار الذي اتخذه ترامب وبأنه جاء امتداداً للقرارات السابقة يعني هم اتخذوا هذا القرار في السبعينات من نقل السفارة منذ وقت طويل من السبعينيات من القرن الماضي لكن الرؤوساء الامريكيين لم يروا ان الظروف كانت مهيئة من اجل أن يبتلع العرب مثل هذه القرارات وان يبتلع المسلمون مثل هذه القرارات لذلك كانت عملية تأجيل لااكثر ولااقل. مما لا شك فيه ان القرار الامريكي مرة اخری كما قلنا عن وعد بالفور، هو قرار من لايملك لمن لايستحق من جهة وثانيا الدول لاتبنی بالقرارات ولا بالمراسيم؛ الدول تبنی بالنضال وبإرادة الشعوب وانا أثق بأن الكيان العنصري الصهيوني يفتقد إلی كل هذه المقومات.

حسين مرتضی:

لديك أمل دكتور يعني من خلال هذا الحراك الذي نشهده الان إن كان في داخل فلسطين من خلال التظاهرات أو إن كان من خلال ربما التأييد الشعبي الموجود في داخل البلدان العربية والاسلامية وغير ذلك يعني حتی في بعض الدول الاوروبية لكن هل نحن ربما نكون امام متغيرات تستطيع الامة بشعوبها ان تقف في وجه مثل هذا القرار ام لا؟ ربما لأن انطلاقاً من المعارك التي تفضلت وتحدثت عنها لم تستطع ولم يعد باستطاعة هذه الامة ان تواجه مثل هذه القرارات.

 

فيصل المقداد:

لو كان جذوة الامل غيرموجودة لدينا ولدی الشعب الفلسطيني ولدی المسلمين ولدی المكافحين من اجل الحرية في كل انحاء العالم تخبو بطريق سهل لما عشنا لا انتصارات لما حققنا الاستقلال في الاربعينات من القرن الماضي ولما حققنا انتصارات تشرين ولما نشهد في هذه الايام انتصارات علی الارهاب، وعلی داعش وعلی المخطط الصهيوني الامريكي الغربي لهذه المنطقة.

لم ترتكب سوريا أي جريمة كان يجب ان تعاقب علیها بهذه الطريقة أن يأتي الغرب وعملاء الغرب وأدوات الغرب لقتل عشرات الالاف من السوريين ولتدمير كل البنی التحتية التي انجزها الشعب السوري بعرقه وبجهده وابداعه وبفضل صمود مواطنيه. نحن لايمكن لهذا الامل ان يخبو فينا ليس فقط علی المستوی الرسمي بل علی المستوی الشعبي. والسوريون في كل مكان وحلفائهم والقوی الرديفة للجيش العربي السوري الان تحقق هذه الانتصارات امام الجميع. كانوا يراهنون علی ان تركع سوريا خلال اسبوع، عشرة ايام، اسبوعان وخاصة بعد.. اصبحوا في بعض الايام يعدون بالساعات وانا اعرف من كان يقوم بذلك علی مستوی قيادات في دول. لكن كما قلنا، نحن صمدنا الاسابيع وصمدنا الاشهر وعندما قالوا في العيد القادم، صمدنا في العيد القادم والعيد الذي أتی بعده وصمدنا العالم الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس وها هو السابع يكاد أن ينتهي.

لذلك من يفقد الامل هم أدوات الارهاب وصانعي وداعمي الارهاب والدول التي دفعت مليارات الدولارات من اجل ان ينجح الارهاب لكي تبقي "اسرائيل" لكن طالما سوريا صامدة بفضل دعم حلفائها او اصدقائها لها وخاصة في المقاومة الوطنية اللبنانية وبشكل ادق الدعم الذي يقدمه حزب الله لقضيته لان الارهاب عندما ينتصر في سوريا سينجح في لبنان وهذا كاد ان يتحقق لو لا الدور الحازم والتعاون الوثيق ما بين القوی الوطنية اللبنانية ممثلة بحزب الله والجيش العربي السوري لولا التحالف الصادق المشرف والذي لم ترتقي أي علاقات عربية إلیه مع أي طرف خارجي، بين سوريا وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، لما حققنا هذا الانتصار وهذا الصمود الذي يشهد به العالم الیوم ولابد ان نقول بأن الدور الروسي الداعم لسوريا ايضا كان دوراً مميزاً حيث تقدم روسيا بلا حدود هي وكل حلفاء سوريا الاخرين الشهداء والامكانيات المالیة والاقتصادية لكي تزداد سوريا صموداً ونجاحاً في مواجهاتها  لقوی الارهاب وللمخططات الاصلية التي اعود واذكر بأن "اسرائيل" هي التي تقف في رسمها وفي التوجية بتنفيذها وهي التي تأمر دول مثل السعودية وغيرها في المنطقة من اجل دفع المليارات لكي تسقط آخر قلاع الصمود في المنطقة سوريا المتحالفة مع الثورة الاسلامية الايرانية ومع الاصدقاء الروس ومع حزب الله وقوی خيرة اخری كثيرة في العالم لكنها غير قادرة علی اعلان نفسها لانها ستتعرض لضغوط هائلة وعقوبات هائلة ايضا.

 

حسين مرتضی:

سأتحدث عن موضوع ربما يعني بما انك دخلت اكثر في العمق السوري مباشرة دكتور هنا أفهم من كلامك يعني نحن عمليا الان وأنا انقل للمشاهد ربما انا اعيش الحالة علی الارض ونحن شاهدنا الانتصارات الكثيرة التي حققها الجيش السوري مع حلفائه في الاونة الاخيرة. هل هذا يعني فعلا انه بتنا يعني كما يقال بالمثل او بالعامية امام الساعات الاخيرة ربما امام الاشهر الاخيرة لهذا الارهاب عملياً الان قد انتهی كل هذا المشروع الذي كان منهم من يقول دولة اسلامية ومنهم من يقول كان امتدادا لبعض المناطق العازلة، هل تعتبر انه فعلا قد انتهت كل هذه المشاريع الان؟

فيصل المقداد:

مما لا شك فيه ان ما تقوله دقيق جداً نعم نحن نحقق انجازات كبيرة، بل كبيرة جداً في الحرب علی الارهاب وبدلاً من استخدام الارهاب لذبح الشعب السوري، ودفاع مليارات الدولارات لقتل السوريين وانا احمل هنا السعودية وغيرها والدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية كل قطرة دماء سالت علی الارض السورية. واذا كنا نعمل الان من اجل متابعة هذه الانجازات لأن جيوب الارهاب مازالت موجودة في بعض المناطق السورية ونحن نتابع هذه الجيوب للقضاء علیها لكن كما يقال، عرق الخجل انتهی لدی الولايات المتحدة الامريكية ولدی "اسرائيل" ولدی اصحاب هذا المخطط من ادوات "اسرائيل" والولايات المتحدة في المنطقة بما في ذلك كما ذكرت السعودية.

نحن صامدون في وجه كل هذا الجهد. كما ذكرت لك "اسرائيل" وصل بها الامر إلی ارتكاب اعتداءات مباشرة وانا اقول ان "اسرائيل" ستدفع ثمن هذه الاعتداءات.

 

حسين مرتضی:

ستدفع.. سيكون هناك رد سوري؟

فيصل المقداد:

انا هذه الامور العسكرية والجيوبوليتيكية لا اريد ان اتحدث عنها الان فنحن لدينا معركة اساسية ..

 

حسين مرتضی:

لكن انت تؤكد انها ستدفع الثمن..

 

فيصل المقداد:

ستدفع "اسرائيل" الثمن، كل هذا السلوك العدواني المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية و من حماتها في الغرب، لأن الشعب السوري، لا يمكن ان يقبل لا ان يعيش ذليلا علی ارضه وفي وطنه ولا يمكن ان يقبل ان تقوم "اسرائيل" بالاعتداء علیه دون أي رادع واذا كان المجتمع الدولي أو ما يسمی بالمجتمع الدولي عاجز الان عن وقف "اسرائيل" فان "اسرائيل" ستضطر إلی التوقف عن ذلك في اللحظة المناسبة وستدفع ثمن ذلك.

 

205