خالد الجيوسي:

هل يجوز أن يشعر "أمير الكبتاجون" بعُقدة نقص مُقارنةً برفاقه في الريتز كارلتون؟

هل يجوز أن يشعر
الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

يَظهر الأمير السعوديّ، عبد المحسن بن وليد آل سعود، الموقوف في لبنان، والمَعروف بأمير الكبتاجون، مُحْتَفِلاً بعيد ميلاده من مكان توقيفه في زنزانته في مخفر حبيش في لبنان، ويبدو فيما يبدو أن الرجل يُمارس حياته طبيعيّاً، لا بل تُضاء له الشّموع احتفالاً بعيد ميلاده.

العالم - السعودية

المقطع القصير الذي صَوّره الأمير بنفسه على طريقة “السيلفي”، والذي عرضته قناة “الجديد” حَصريّاً، ظهر فيه مُؤكدّاً أنه يحتفل هو وشادي، الرجل الآخر الذي ظهر معه في الفيديو، وقد أمّنت له الدولة اللبنانيّة داخل محبسه، كل أدوات الرفاهية، واستحدثت له غُرفته دوناً عن المساجين، فلا يجوز أن يشعر الرجل باختلاف، أو عُقدة، تُشعره بالنقص عن رفاقه الأُمراء المَحبوسين في الفندق الفاخر الكارلتون بالعاصمة الرياض.

تاجر المُخدّرات يُعدم في العربيّة السعوديّة، دون أي شفقة ورحمة، وفي لبنان لا تتوفّر له أي سُبل للراحة والاستجمام، لكن وحده “صاحب السمو” له الحق في أن يضرب عرض الحائط قوانين بلاده، والبلاد التي تتبع له، فبينما تُهان كرامة السجين اللبناني لسرقته رغيف الخبز، يتباهى هذا بشُموع عيد ميلاده، فأين كرامة اللبنانيين؟

تَتحمّل الحُكومة اللبنانيّة، بكُل تأكيد مسؤوليّة هذه اللامُبالاة والتعالي التي ظهر بها الأمير السعودي، ضارباً بهيبتها، وقوانينها، وبؤس سُجونها عَرض الحائط، وهذا يُثبت بكُل تأكيد مدى التبعيّة والنفوذ السعودي في بلاد الأرْز، والمُواطن اللبناني له كل الحق أن يُطالب بحُقوق مُرفّهة ليس فقط وهو يُمارس حُريّته، بل وهو يُنفّذ مَحكوميّته، ربّما لو يتم إطلاق سراح الأمير، لأن لا “هيبة”  لبقائه في مَحبسه مُرفّهاً على حِساب “هيبة” لبنان.

خالد الجيوسي/راي اليوم

106-