في الرقة.. أمل وسط الدمار

في الرقة.. أمل وسط الدمار
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠١٨ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

عندما كنت حاملة بندقيتي، دائماً ما كنت أفكر بيني وبين نفسي: هل سأنجو من هذه الحرب وأعود إلى الرقة وأرسم اللوحات في ساحتها التي طالما اشتهرت بجز الرؤوس؟!

العالم - منوعات 

نطقت سما كوباني بهذه الكلمات، بينما كانت لا تزال تحمل فرشاتها مع ابتسامة لا تفارق محياها في نفس المكان الذي كانت سما تقاتل فيه قبل شهرين.

سما ابنة الـ26 عاماً، ومع العشرات من نساء شمال سوريا، قاتلن تنظيم داعش في مدينة الرقة، ففي سوريا كل شيء ممكن عندما يمر المرء ولمدة سبع سنوات بحرب لا هوادة فيها.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب السورية لا تشبه سواها، خصوصاً في ما يتعلّق بمشاركة المرأة في الحرب والقتال ضد تنظيم داعش.

المقاتلة سما وعدد من الفنانين اجتمعوا في دوار النعيم الذي حوّله تنظيم داعش إلى ساحة للقتل وقطع الرؤوس، وتحت شعار الفن ضد الحرب رسموا لوحاتهم، ولكن ما لفت نظري أن لوحة سما يغلب عليها اللون الأسود.

فتوجهت إليها بالسؤال: كيف تستطيعين أن توفقي بين شيئين متناقضين: الفن والحرب؟

أطلقت تنهيدة قبل أن تتوقف عن الرسم، وقالت لي: خلال هذه السنوات التي مرت بنا كل شيء ممكن، هل يمكن تصديق أن «داعش» كان يركل الرؤوس المقطوعة في هذه الساحة؟...لا أبداً، لا يمكن تصديق ذلك، ولا يمكن تخيل تلك المشاهد المؤلمة! لذلك ونظراً لهذه الظروف، قررت حمل السلاح.

نعم، أنا فنانة، ولكن عندما يتم استهداف وجودي كشعب أولاً وكامرأة ثانياً سأحمل السلاح وأقاتل، فعندما لا أقاتل في هذه الحالة ذلك يعني أنني لا أملك أحاسيس، وكما هو معروف الإحساس هو أساس الفن.

وصلنا إلى مدينة الرقة باكراً، فالأحياء المحيطة بمركز المدينة غير مدمرة بالكامل، والسكان ملتهون بترميم بيوتهم وانتشال مخلفات الحرب من الشوارع.

ويحدوهم الأمل بأن تعود مدينتهم أجمل مما كانت، فحتى الآن لم تبدأ عملية بناء المدينة بشكل جدي، بالرغم من أن مجلس الرقة المدني يرحل الأنقاض خارج المدينة بكل طاقته، ومع ذلك العمل غير كاف بالنسبة إلى مدينة كبيرة كالرقة، 70 في المئة منها مدمر.

نعود إلى الفن ضد الحرب، فلوحات سما ورفاقها تعبر عن وقف الحرب وعودة الحب والسلام.

سما تؤكد أن العام الجديد سوف يحمل معه آمالاً جديدة، وتتوقف الهجرة، وسيكون للمرأة رأي في مستقبل هذا الوطن.

المصدر: القبس 

120-104