شاهد؛ بيان لـ"قسد": تركيا فشلت بحربها المفتوحة ضدنا

الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

أفاد مراسل قناة العالم من سوريا ان قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أعلنت فشل دولة تركيا في حربها المفتوحة ضد الشعب الكردي وقد بدأت الحرب بالهوية الرسمية للجيش التركي هذه المرة.

العالم - مراسلون

ونقل الزميل حسام زيدان، بيان قوات سوريا الديمقراطية والذي جاء على لسان الناطق الرسمي باسم "قسد"، كينو كبريل حيث جاء في البيان:

"مما لا شك فيه أن جهود العالم في مكافحة الإرهاب قد وصلت إلى ذروتها مع تحرير الموصل و الرقة وملاحقة تنظيم داعش الإرهابي حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة في منطقة البوكمال السورية، ومنح الأمل للمكونات السورية و للعالم بالحرية والديمقراطية والتنوع والتعدد، ومعه أصبح الحديث عن الاستقرار والسلام موضوع بحث جاد لكل المعنيين بإنهاء آلام السوريين، ومعه كان التحالف الدولي يهيئ النفس للإعلان الرسمي عن النصر النهائي ضد إرهاب داعش في غضون أسبوع أو يزيد.

ولكن ونتيجة العداء والاستعلاء القومي العنصري لحزب العدالة والتنمية ضد مكونات سوريا عامة والشعب الكردي خاصة فقد بدأ جيش الغزو التركي بعدوان غادر ضد قوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة عفرين مستكملاً ممارساته العدائية ضد السوريين والتي كانت قد حولت سوريا إلى جحيم لا يطاق نتيجة دعمه و تقديمه كل التسهيلات للتنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وأحرار الشام وداعش وغيرها، وشعوره بتحطم آماله في ما تحقق من نصر على يد قواتنا ضد تنظيم داعش في كل الشمال السوري، حيث بدأ العدوان ضد قواتنا لإتاحة الفرصة للتنظيم الإرهابي بالتقاط أنفاسه ولكي يطيل عمره الذي شارف على النهاية من خلال استهداف مقاطعة عفرين و إشغال قواتنا بالدفاع عنها.

إن هذا الهجوم الهمجي و بقدر ما نعتبره عداء سافراً ضد كل مكونات سوريا، لأنه دعم واضح وصريح لتنظيم داعش الإرهابي، حيث أنه رغم خسارته لمعاقله الأساسية من مدن و بلدات أمام قواتنا، إلا أنه ما زال يمتلك قوة لا يستهان بها في مثلث الحدود السورية العراقية، حيث يقدر قوام مرتزقته بآلاف المقاتلين، يضاف إليها عشرات الخلايا النائمة في المناطق المحررة والتي تنتظر إشارة التنظيم للتحرك.

لقد روجت السلطة التركية قضية مأسسة قواتنا و بالتشاور مع التحالف الدولي وإنشاء قوات حرس الحدود كذريعة لشن هذا العدوان على شعبنا، وهي ذريعة مردودة، ذلك أننا نتشارك حدوداً طويلة مع تركيا، وعبر ست سنوات هي عمر الحرب في سوريا، لم تستطع تركيا أن تسجل خرقاً واحداً من قبل قواتنا تجاه حدودها ،بينما بإمكاننا تقديم عشرات الخروقات لخرق القوات التركية لهذه الحدود وانتهاكها لحقوق الإنسان وتعذيبها لمواطنينا حتى درجة القتل العمد بدم بارد، لا بل زد على ذلك أن تركيا خرقت هذه الحدود براً وجواً وقصفت قرانا ومدننا في انتهاك واضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية وبما يتعارض من كل علاقات حسن الجوار، ومع ذلك كان ضبط النفس والتزام الصبر هو المبدأ الذي آمنا بأنه سيفضي إلى بناء علاقات حسن جوار وليس غير، حيث وضعنا نصب أعيننا تركيز كل جهودنا في حربنا ضد داعش، وهو ما نعتقد أنه السبب الأساسي الذي يجعل حزب العدالة والتنمية يستهدفنا لا غيره كما يدعي ساسة السلطات التركية.

ولأن الدولة التركية التي فشلت في حربها المفتوحة ضد شعبنا، بمسميات تنظيماتها المختلفة فإنها في هذه المرة قد نزعت القناع وبدأت الحرب بالهوية الرسمية للجيش التركي، وبدأت بالهجوم على عفرين، والتي ستكون مستنقعاً لن يخرج منه الجيش التركي إلا بعد أن يتكبد خسائر فادحة.

بالمثل فإننا في قوات سوريا الديمقراطية، على قناعة كاملة بأنه ما كان للدولة التركية أن تتجرأ على قصف قرانا و مدننا، وارتكاب المجازر بحق أطفالنا، إلا لأن روسيا الاتحادية قد تنصلت من التزاماتها الأخلاقية ومنحت الضوء الأخضر لهؤلاء بتحليق طيرانهم في أجواء عفرين، حيث تعتبر هذه المنطقة خاضعة لمراقبة محطات الرادار الروسية، ولا يسمح لأي طائرة بالتحليق إلا بعد إذن مسبق، ولذلك فإن روسيا الاتحادية مطالبة بتوضيح ملابسات هذا العدوان التركي على شعبنا المسالم.

إن روسيا الاتحادية وعبر مؤسساتها الرسمية مدعوة لتوضيح الموقف الصريح إزاء هذا العدوان التركي، كما أن التحالف الدولي، شريكنا في مكافحة الإرهاب والذي خضنا سوية معارك مشرفة لدحر الإرهاب وحققنا انتصارات مشتركة ضده، والذي شارف على إعلان النصر النهائي، يعلم بكل جلاء أن التدخل التركي جاء لإفراغ هذا النصر من مضمونه ولذلك فالتحالف أيضاً مدعو للاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين، كما أننا نناشد القوى الديمقراطية والشعوب المحبة للسلام بالوقوف إلى جانب شعبنا لما يتعرض له من غزو همجي يستهدف وجوده وإبداء الموقف الحازم ضد هذا العدوان.

إننا في قوات سوريا الديمقراطية نثمن عالياً جهود الدول التي استنكرت هذا العدوان، كما نؤكد لشعبنا، بأننا مصممون على إلحاق الهزيمة بالغزاة مثلما ألحقنا الهزيمة بهم في كوباني (عين العرب)، و بنفس المعنويات العالية فإننا نحيي صمود شعبنا في عفرين وتشبثه بقراه ومدنه وعدم انجراره إلى ألاعيب التهجير والنزوح، حيث إننا نخوض المراحل الأخيرة في كفاحنا ضد الإرهاب وستكون خاتمة تحقيق النصر هي عفرين".

2