دبلوماسي ايراني سابق: اوروبا امام اختبار الالتزام بتعهدات الاتفاق النووي

دبلوماسي ايراني سابق: اوروبا امام اختبار الالتزام بتعهدات الاتفاق النووي
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠١٨ - ٠١:١١ بتوقيت غرينتش

اعتبر الدبلوماسي الايراني السابق محمد علي حسيني بان اوروبا تمضي الان في مسار يلبي رغبة اميركا نوعما وستكون نهايته نقض مختلف بنود الاتفاق النووي وتشديد اجواء القلق للاطراف التجارية الايرانية وتخريب مسار بناء الثقة الذي كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية رائدة فيه.

العالم - ايران

وكتب المتحدث الاسبق باسم وزارة الخارجية الايرانية في مقال له، ان اوروبا خاصة المانيا وبريطانيا وفرنسا التي تعد من الدول الموقعة على الاتفاق النووي هي الان على اعتاب اختبار كبير حول تعهدات الاتفاق النووي وواحدة من اهم مسؤولياتها الدولية. وفي ضوء مهلة الاشهر الاربعة التي حددها ترامب للكونغرس الاميركي واوروبا لمعالجة نقائص الاتفاق النووي حسب تصوره، لم تعد هنالك فرصة تذكر لاتخاذ الموقف.

واضاف، رغم ان اوروبا اكدت لغاية الان دوما في مواقفها المعلنة على صون الاتفاق النووي وسعت عمليا ايضا (وبالطبع ليس في مستوى الضرورة والمنشود)، الا ان بعض الملاحظات كالواردة ادناه قد اثارت تساؤلات حول سلوك الجانب الاوروبي حيث يبدو ان السبيل الوحيد امامه لمعالجة ذلك هو الابتعاد عن السياسة المتعثرة والضعيفة الراهنة والتحدث بمزيد من الصراحة والشفافية في اعلان القرارات والمواقف.

وتابع حسيني، ان وزير الخارجية الاميركي تيلرسون اخذ منذ فترة يتحدث عن تاسيس فريق عمل بحضور الاطراف الاوروبية هدفه الاساس "اصلاح نقائص الاتفاق" والعمل للوصول الى "اتفاق ثنائي اخر" او الوصول الى "آلية لتبديد هواجس اميركا". فريق العمل هذا يبحث في برنامج الدفاع الصاروخي وكذلك انشطة ايران الاقليمية او بزعمهم "سياسات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

واضاف، ان الاطراف الاوروبية تقول في مواقفها المعلنة بانها تعارض اي اتفاق جانبي اخر حول الاتفاق النووي، ولكن رغم ذلك يبدو انها وبغية الحفاظ على وجود الاتفاق النووي تسعى جديا وراء "آلية لتبديد هواجس اميركا". ان الادلة والقرائن تشير الى ان الاطراف الاوروبية وللوصول الى هذا المطلب الاميركي اللامشروع وغير القانوني ترتكب الان خطأ استراتيجيا يتعارض في النهاية صراحة مع ادعاء الحفاظ على وجود الاتفاق النووي.

واشار حسيني الى ان مجلة "شبيغل" الالمانية كشفت اخيرا بان "المانيا وفرنسا وبريطانيا تسعى لفرض اجراءات حظر جديدة ضد ايران" واوردت نقلا عن محافل دبلوماسية بان "اوروبا الموحدة تعتزم من خلال فرض اجراءات الحظر هذه التصدي لسياسات ايران المزعزعة للامن في المنطقة". ان هذا الاتهام المكرر والقرار الذي تتحدث عنه يمكن تقييمه بدقة في سياق ذات الالية التي تحظى باهتمام تيلرسون لرفع هواجس اميركا في اطار فريق العمل المشترك مع الاوروبيين.

وكتب حسيني، ان الصحفي الالماني البارز يورغن تودنهوفر وفي مقابلته الاخيرة مع وزير خارجية بلادنا سرد مقدمة لطرح سؤاله اشار فيها علنا الى محاولات الدول الاوروبية لفرض اجراءات حظر جديدة ضد ايران وقال "هنالك بين الدول الاوروبية قضايا تطرح حول فرض اجراءات حظر جديدة ضد ايران وهم يربطون هذه الخطوة بالبرنامج الصاروخي الايراني ودور ايران في المنطقة".

وتابع، انه لو اردنا غض النظر عن التحليل المتشائم ظاهريا المبني على تقسيم الدور الجيد والدور السيئ بين اوروبا واميركا فان الادلة المشار اليها للاسف تلبي طلب الاميركيين الى حد ما ونهايته تفضي الى نقض البنود المختلفة للاتفاق النووي وتصعيد اجواء القلق لدى الاطراف التجارية الايرانية وتخريب مسار بناء الثقة الذي كان فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية رائدة فيه.

واضاف حسيني، انه في حال اقرت اوروبا بهذه الحقيقة الناصعة وهي انها ان كانت غير قادرة على صون الاتفاق النووي فان تعزيز الجهود والمشاورات بين ايران واوروبا قادر على ادارة الازمة الراهنة رغم المحاولات المشتركة لمثلث اميركا والكيان الصهيوني والسعودية، وبالتالي تحديد الطريق الصحيح للعبور من هذا المنعطف الحساس.

106-10