"بارين كوباني" تذكروا هذا الاسم جيدا ..!

السبت ٠٣ فبراير ٢٠١٨
٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش
هناك قوات عسكرية سورية وفيهم عدد  لا بأس به من الأجانب  تامر بأمر تركيا ، يدفعها الجيش التركي أمامه في معاركه من الباب إلى جرابلس والآن يهاجمون عفرين ، من سخرية الزمن والقدر انهم يسمون أنفسهم الجيش الحر .

أي حر هذا الذي يعمل تحت إمرة دولة أجنبية ووفق مصالحها فقط . أثبت هؤلاء منذ زمن ليس بالقصير انهم مقاتلون لا يتمتعون بأدنى أخلاق المقاتلين . يتمتعون بحصانة الإعلام المكابر بشكل محير فعلا ، ذاك الذي يكرر وصفهم بالجيش الحر المخلص للبلاد والعباد من الدكتاتورية والقمع . إنها كوميديا سوداء استفاق منها جزء مهم من الرأي العام العربي المضلل ، ومازال البغض تحت تأثير المخدر يقاوم صدمة الحقيقة و نكران الوقائع التي لم تعد تغطيها الغرابيل.

لم يصدمني المقطع المصور الذي نشره الحر المسلوب القرار من تركيا  أمس وهم يمثلون بحثة المقاتلة الكردية ” بارين كوباني ” يدوس أحدهم على صدرها بقدمه ، يتغنى آخر بجمالها ثم ينزع عنها ثيابها.  كالذئاب على كبرياء الغزال داروا حولها ينهشون ما تبقى من جسدها الغض .  إنهم ثوار الحرية والكرامة على الشاشات الكالحة ، والصحافة المملوله بمال السحت.  إنهم المعارضة المعتدلة في أدبيات المستعمرين والمستعربين ، أنهم رجال الحق ورافعوا الظلم وراية أهل السنة على السنة اللحى المتدليه من منابر الحقد والظلام والجهل والارتزاق.

“بارين كوباني” سورية كردية  كانت تقاتل دفاعا عن أرض لاجدادهاوعن أهلها . حصارها الغزاة في قبو في قرية كورنة، رفضت الإستسلام وقاتلت حتى الطلقة الأخيرة  ونزعة الروح الأخيرة .  ليخرجها الغزاة جثة تفننوا في إفراغ حقدهم فيها .

هل ليست حادثة يتيمة تحدث في معركة يتجاوز فيها المقاتلون برغبة فردية بالانتقام ، هي ليست كذلك . إنها نهج هؤلاء وعقلية جمعية تحكم نفوسهم المريضة .

أتذكر الآن الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى ، هي ذات الايدي الاثمه التي هربت من حلب والتحفت بالعباءة التركية  الان من قتله  بالسكين ذبحا،  طلب الطفل منهم أمنية أخيرة قبل الموت ، قال ” قواص” أي اقتلوني بإطلاق الرصاص ، رد المجرمون لا” ذبح ” ، وتسلى مقاتلون حركة” نور الدين الزنكي ” المعتدلة بأعمال السكين في رقبة الطفل ، وهللوا وكبروا فوق دمه . الافت انهم هم أنفسهم من يصورون ضحاياهم،  هم من ينشرون المقاطع المصورة الدموية ، ثم يأتي من يقول إنها معارضة معتدلة تقاتل من أجل سوريا حرة ديمقراطية .

أتذكر الجندي السوري ، الذي شق صدره هؤلاء ، قبل ظهور داعش في سوريا ، وقبل وصول جبهة النصرة . حمل المقاتل الحر قلب الجندي واكله أمام عدسة الكاميرا .

أتذكر الطفلة ذات السبع سنوات التي فخخوا جسدها الصغير وإرسلوها لتنفجر في مركز شرطة في دمشق .

أتذكر الأب الذي انتحر مع أطفاله وزوجته دفعة واحدة ، كي لا يقع في يد المعتدلين في مدينة عدرا العمالية عندما وقفوا على باب بيته بالسواطير .

هل هناك صفحات فعلا تتسع  لذكر كل الأحداث والحوادث المشابهه بالبشاعة . وهل تقودنا السذاجة للاعتقاد أن كل السبي والسحل وقطع الروؤس كان حكرا على تنظيم داعش .

عاشت سوريا أربعين عاما متآخيه مزدهرة مستقرة ومؤثرة في محيطها  في ظل حكم يصفونه بالاجرام والديكتاتورية ،  هو ليس حكما مثاليا شأنه شأن كل الأنظمة العربية وليس حالة استثنائية . وعاش السوريون الجحيم في سنوات سيطرة هذه الجماعات وشرعييها  الغرباء  ومشايخها البلهاء  على المناطق التي اتخذوها إمارات ومعاقل…هذه هي الحقيقة .

الشعب الكردي شعب عنيد ، مرغ أنف تنظيم داعش في عز قوة التنظيم  في كوباني ومنعه من احتلالها  ، وسيقاتل بشراسة أكبر دفاعا عن عفرين ومنبج حتى آخر مقاتل . ولكن على الكرد ايضا أن يحتموا بدولتهم وشعبهم السوري بكل مكوناته ، وعلى الحكومة السورية والشعب السوري كله أن يتحملوا مسؤوليتهم بالدفاع عن السوريين الكرد وأرض عفرين السورية .

“بارين كوباني” ستكون رمزا لصمود الكرد ، ودافعا لهم ليقاتلوا بشراسة أكبر ، وستكون بالمقابل وصمة عار جديدة في وجوه الغزاة ومن يقاتل تحت راية الغزاة .

كمال خلف - رأي اليوم

0% ...

آخرالاخبار

صنعاء: نحذر الاحتلال من استمرار خرق وقف النار في غزة


شهيد في الخليل وحملات اقتحام تطال مدن الضفة الغربية


أسرى صهاينة أفرجت حماس عنهم يدعون للجنة تحقيق وتنحي نتنياهو


غارات إسرائيلية تُسفر عن شهداء وجرحى جنوب لبنان


فائز ثانٍ بيوروفيجن يعيد جائزته احتجاجاً على مشاركة الاحتلال


عودة 'داعش' ..صفعة لواشنطن وإحراج للجولاني


الجهاد الزراعي ورقة من أوراق قوة إيران


الجنوب اليمني بين صراع النفوذ ومحاولات الاحتواء


حماس تنعى القائد رائد سعد وتتوعد بالثأر


مآلات النووي الإيراني