منظمة حقوقية عراقية تنفي تعرض عائلات داعش لعقاب جماعي

منظمة حقوقية عراقية تنفي تعرض عائلات داعش لعقاب جماعي
الإثنين ٠٥ فبراير ٢٠١٨ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

ردت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، الاثنين، على اتهامات منظمة "هيومان رايتس ووتش" حول قيام الحكومة العراقية بـ "عقاب جماعي" لعائلات انضم بعض أفرادها إلى تنظيم "داعش" الارهابي خلال سيطرته على مناطق واسعة عام 2014.

العالمالعراق

وكانت "هيومان رايتس ووتش" اتهمت في بيان لها أمس الأحد، الحكومة العراقية بممارسة العقاب الجماعي لمثل هذه العوائل، حيث جاء في البيان ان "العراق يجبر عائلات بأكملها على العيش في المخيمات، ويدمر المنازل، وينهب الماشية، ويضرب الناس كعقاب جماعي".

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أنس العزاوي، قوله إن "الأمر لا يتعلق بعقاب جماعي أو ممارسة نوع من النزوح القسري لمثل هذه الأسر، بل هي قضية مجتمعية، حيث إن الكثير من أبناء المناطق التي ينتمي بعض أبنائها إلى داعش، وبعضهم من عشيرة واحدة وربما أحياناً من أسرة واحدة، يرفضون عودة هؤلاء إلى مناطقهم الأصلية".

وافاد موقع "ان ار تی عربية" نقلا عن العزاوي، انه "كان يتعين على منظمة (هيومان رايتس ووتش) الاتصال بالجهات العراقية الرسمية لمعرفة ملابسات مثل هذه القضايا بدلاً من إصدار أحكام قطعية، لأن ما نواجهه في العراق من أزمات ومشكلات في مرحلة ما بعد داعش أمر في غاية الصعوبة، ويحتاج إلى حلول مجتمعية لا سياسية فقط".

ورداً على سؤال حول ما ورد في بيان المنظمة بشأن المخيم الذي نقلت إليه مئات من  تلك الأسر ويقع في محافظة كركوك، قال العزاوي إن "هذه العوائل التي تسكن هذا المخيم هي من عرب كركوك وهم ضحايا داعش وليسوا من المنتمين إليه، وإنهم وضعوا في مخيم مركزي تابع لوزارة الهجرة والمهجرين، وأغلبهم ملأ استمارة العودة إلى منطقته بعد تهيئة الأرضية المناسبة للعودة".

وأشار إلى انه، "مما يؤسف له أن تستمر منظمة بحجم (هيومان رايتس ووتش) في كيل الاتهامات بناءً على معلومات إما مغلوطة أو ناقصة"، مبينا ان من بين المشكلات التي ما زلنا نعاني منها في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، هي أن أبناء المناطق أنفسهم يرفضون عودة هؤلاء، وهو الأمر الذي يجبر الحكومة على وضعهم في مخيمات لحين إيجاد حل لقضية مجتمعية لا سياسية.

من جهتها أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أنها تتعامل مع أطفال "الدواعش"، بمن فيهم الأجانب بوصفهم ضحايا، وتتعامل معهم على هذا الأساس، حيث أفادت مدير عام دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة في الوزارة، عبير مهدي الجلبي، في الوزارة، ان "من بين الأطفال الذين تعاملنا معهم أطفال دواعش من أبوين شيشانيين، وبعد أن تأكدنا من هذه المعلومات عن طريق وثائق قدمها أهالي هؤلاء، وعرضوا على القضاء تقررت إعادتهم إلى دولتهم، حيث أرسل الرئيس الشيشاني مندوباً عنه لتسلم هؤلاء الأطفال، كما ظهر لدينا طفل من أصول فرنسية ينتمي أبواه إلى تنظيم داعش تم إرجاعه بالطرق الأصولية وبالتنسيق مع السفارة الفرنسية في بغداد".

وبشأن الأطفال العراقيين الذين تنتمي عائلاتهم إلى داعش، قالت المسؤولة إن "هذا الأمر يتعلق على الأكثر بالنساء الإيزيديات اللواتي تم اغتصابهن من قبل الدواعش، وكانت نتيجة ذلك حصول حالات حمل، حيث إنه في الوقت الذي حصلت فيه هؤلاء النسوة على فتوى من مرجع الدين الإيزيدي بعدم قتلهن وإعادتهن إلى أهاليهن تم رفض عودة أطفالهن معهن؛ الأمر الذي جعلنا نودعهم في دور الأيتام إلى أن يتم إيجاد حل لمثل هذه الأمور الاجتماعية".

وأوضحت الجلبي، أن الدولة مجبرة على التعامل مع هذا الطفل بصرف النظر عن أي خلفيات أخرى، لأنه أصبح بحكم اليتيم، لافتة إلى أنه "تم إيداع عدد كبير من النساء المنتميات إلى تنظيم داعش السجن في انتظار محاكمتهن ويصطحبن أطفالهن دون سن الثالثة بموجب القانون، في حين من كان أكبر من ذلك يودَع في مكان خاص، وهناك أكثر من 600 طفل في مثل هذه الحالة، ولا يتم دمجهم مع باقي الأيتام؛ لأن هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل نفسي ومجتمعي خاص، كما أن قسماً منهم يحملون أفكاراً داعشية".

وكانت تقارير سابقة أفادت، ان العديد من العوائل التي ينتمي أحد أفرادها إلى تنظيم داعش الارهابي، منعوا من العودة إلى بيوتهم في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وبابل وديالى وكركوك.

206-114