ذكرى الحسين أتانا طابَ مولدُهُ

ذكرى الحسين أتانا طابَ مولدُهُ
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٨ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

قصيدة بمناسبة يوم الثالث من شهر شعبان المعظم  ذكرى مولد سيد الشهداء مولانا الإمام الحسين بن علي بن  أبي طالب (عليهم السلام)

أهلاً بشهرِ رسول اللهِ شعبانا

بك الكمالُ تغنّى والهُدى ازدانا

يا مجمعَ القدسِ والأنوارِ طبتَ لُقىً

أطفا الرحيمُ بأيامِيكَ نيرانا

ذكرى الحسينِ أتانا طاب مولِدُهُ

يا مرحباً بعظيمٍ سادَ دنيانا

هو الوحيدُ الذي في عيدِ مولدِه

تشدو التغاريدُ والألحانُ أشجانا

يا بنَ البتولِ أحاسيسٌ أُسطّرُها

ما شأنُ شعرٍ يُحاكي الشمسَ تبيانا

يا سبطَ طه رسولِ اللهِ معذرةً

إذا أتاكَ مديحُ الودِّ أحزانا

فحالُنا مِن لَظى الأعداءِ مضطرِبٌ

والظلمُ يعصُرُنا والبُؤسُ أضنانا

ما للخُطوب تَجينا لا تُبارِحُنا

كأنما صارَ دينُ البعض شيطانا

الدينُ بحرٌ عبابٌ فاز قائدُهُ

ما كلُّ مَن خاضَ نهراً عُدَّ رُبّانا

أبناءَ أُمّتِنا شُدُّوا عزائمَكُمْ

فالشرُّ يرصُدُنا والوهنُ أردانا

اِنهضْ حسيناً وشُقَّ الرَّمسَ..اِمضِ بنا                                      

 وناولِ الرايةَ العبّاسَ إيذانا

وأْمُرْ حُشوداً تخُوضُ الموتَ زاحفةً

لكي يُذيقوا عدوَّ الحقِّ نيرانا

فقد أكَلنا  مِنَ الإذلال مُعتَلَفاً

ما إن أكَلنا مَزيداً صارَ خُسرانا

وأنتِ يا غَيرةَ الأحرارِ فانتفضي

ودافعي عن حمى الإسلام إيمانا

فهذه الأرضُ باتت تصطلي غضباً

لتُلبِسَ الخَسْفَ قاروناً وهامانا

السّامريّونَ راحوا في حظائرهمْ

يستَنسِخون قطيعَ العِجلِ إنسانا

يُبرمجون له الآياتِ يحفظُها

لكنما عقلهُ يُنبيكَ شَيطانا

يعيثُ في الأرضِ تقتيلاً ومفسدة

ولا يَخالُ الذي يَجنيه بُهتانا

أفكارُهُ بِغضَةٌ أخلاقُهُ بَقَرٌ

أهدافُهُ غزوةٌ والدِينُ (هاغانا)

إخوانُنا فی الثغُورِ استبسَلُوا هِمَمَاً

وهم يصولونَ أشياخاً وشُبّانا

يستذكرونَ طُفوفاً أينعَتْ مُثُلاً

في التضحياتِ ولايرضَونَ خذلانا

ويهتفونُ : لقد سِرنا الى ظَفَرٍ

وكيف لا والحسينُ السبطُ مولانا

فنحنُ مثلُ الحسينِ الطُهْرِ مطلبُنا

نبعُ الشهادة يروي النصرَ ريّانا

__________

ميلادُ زينِ العابِدينَ بشيرُ

_______________

    قصيدة في ذكرى ميلاد الامام الرابع من آل النبوة مولانا   الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) 

__________

ميلادُ زينِ العابِدينَ بشيرُ

وجهٌ تلألأَ  دُرُّهُ المنثُورُ

بزغَ الذي يرثُ الإمامةَ نهضةً

من بعدِ عاشوراءَ وهو أسيرُ

حِرزٌ يصونُ بَني النبوَّةِ كوثراً

وإمامةٌ ضدَّ الطُّغاةِ تََثُورُ

سِبطٌ هو العلمُ الغزيرُ هدايةً

برِحابِ طيبةَ وهو بعدُ صغيرُ

يُفتي بعلم الأطهرينَ درايةً

في المسجد النبويِّ ثَمَّ يُنِيرُ

عَشِقَتْهُ أفئِدةُ التُّقاةِ بيثربٍ

خيراً إليه المكرُماتُ تسيرُ

في يومِ مَولِدهِ استدامَ محمدٌ

ذرِّيةً هُمْ  للأنامِ بُدُورُ

طلبَ النبيُّ من العبادِ مَودَّةً

لهُمُ فهُمْ أجرٌ يُرادُ يسيرُ

وضياءُ زينِ العابدينَ مفازةٌ

للمؤمنينَ وهم بِلاهُ خَسِيرُ

وَجْهٌ تَعظَّمَ بالعِبادَةِ ساجِداً

فهو ابنُ من وفَّى وكان يُجيرُ

وهو الهُمَامُ ولو أُغيثَ بصِحّةٍ

لمضى الى الهيجاءِ وهو نَصيرُ

لَفَدَى الحُسينَ أباهُ يحمي دينَهُ

وأراملَ المختارِ  وهو هَصُورُ

قد كانَ زينُ العابدينِ ذخيرةً

في كربلاء فلم يَصِلْهُ مُبيرُ

هو ذاقَ ألوانَ البلايا مِحنةً

معَ أُسرةِ الهادي وذاكَ خطيرُ

لكنّه قَهَرَ الطغاةَ بخُطبةٍ

خلُدتْ بها الذكرى وذَلَّ نكِيرُ

ما أعظمَ السجّادَ صوتاً صارِخاً

بالجاهلينَ : ألا لَنَحْنُ النُّورُ

إنّا وأيمُ اللهِ آلُ محمدٍ

ولتشهَدِ الأكوانُ أنّا السُّورُ

سُورُ العَقِيدةِ ليس يطلُبُ هَدْمَنا

إلا ظلومٌ مارقٌ وكفُورُ

هاتِيكَ صرختُهُ استطالتْ ثورةً

في كلِّ أرضٍ سادَها مغرورُ

وصحيفةٌ بالأدعياتِ مَليئةٌ

بتراثِ أحمدَ ليس فيها زُورُ

فازَ الذينَ تشرّبُوا بعبيرهِ

خلُقَاً كريماً فالإمامةُ نورُ

هذا عطاءُ محمدٍ لن ينمَّحي

وعطاءُ آلِ البيتِ وهو كثيرُ

صلّت على زينِ العبادِ نسائمٌ

وَلَيومُ مولِدِهِ هدىً وسُرورُ

____________

يا سيدي العباس يا قَمَرَ التُقى

___________

قصيدة بمناسبة يوم الخامس من شعبان ذكرى ميلاد قمر بني هاشم وحامل راية أخيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في واقعة عاشوراء الخالدة سنة 61 هجرية ،  سيدنا الشهيد أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) :

_________

يا ذائداً قد أبهَرَ الأفلاكا

عبَّاسُ ما بَرِحَ الخُلُودُ لِواكا

يا شِبْلَ حيدرةَ الفداءِ تحيةً

لكَ مِنْ قُلُوبٍ كرَّمَتْ ذِكراكا

ميلادُكَ الميمونُ هلَّ مُبارَكاً

للعاشقينَ مدى الزمانِ عُلاكا

والسُؤْدَدُ الوضَّاءُ ينثُرُ عِطرَهُ

فالمَكرُمَاتُ غدَتْ عبيرَ ثَراكا

سَقْياً أبا الفضلِ النجيبَ لِمولدٍ

نُذِرَتْ بهِ كِرْمَى الحُسينِ يَداكا

فلقد صرَخْتَ وأنتَ طفلٌ ناصراً

 لبيَّكَ يا ابنَ أبي أجَبْتُ نِداكا

فأنا ابنُ ماجدةِ الأُصولِ ووالدي

حامي الرِّسالةِ قائداً ضَحَّاكا

لم يَعْيَ صارمُهُ وِقاءَ نُبوَّةٍ

وأنا ابنُ حيدرَ في الطُّفُوفِ وِقاكا

ولقد عَشِقْتُ مَلاحِماً لَمحمدٍ

وأبي عليٍّ  ذاكرَيْنِ فِداكا

فسأَلْتُ ربّي بالحُسينِ تَقرُّباً

رَبَّاهُ أبْلِغْني بهِ مَرضَاكا

بُشرى أبا الحسنينِ ميلادٌ أتى

بالمُقمِرِ العباسِ شبلاً جاكا

بالجُودِ ملحمةُ العطاءِ جميعُها

بالتضحياتِ متابعٌ مَمْشاكا

هو ما أرَدْتَ أبا تُرابِ مُعَبِّئاً

لغدِ الحُسينِ مُعاضِداً دَكّاكا

لا يعتريهِ الشكُّ يومَ ظليمةٍ

جارتَ على سِبطِ النَبيِّ مَلاكا

طُهِّرْتَ نَفْساً يا ربيبَ إمامةٍ

أبداً أتاحَتْ نهضةً وحِراكا

دامَتْ بآلِ البيتِ نهجَ مآثِرٍ

يَحيا ويرفُضُ حاكماً أفّاكا

أكبَرْتُ أُمَّاً أنجَبَتْكَ مُضحياً

دُونَ الكرامِ وقَبلَ ذاكَ أباكا

أعظمْتُ تضحيةً بَذَلْتْ خلالَها

بِفَمِ الظَّما يُمناكَ مَعْ يُسْراكا

يا سيدي العباسَ يا قَمَرَ التُّقى

يا أُسوةَ المُستَلهِمينَ خُطاكا

يا واهِبَ العُظماءِ إكسيرَ العُلا

بفِدىً تخلَّدَ في السَّماءِ سِماكا

وتمثَّلَ الأبطالُ عَزمَكَ طاعِماً

جيشَ الطغاةِ بكربلاءَ هَلاكا

مِنّا السلامُ عليكَ يا بنَ المُرتضى

يا خيرَ مَنْ عشِقَ الكُماةُ وَفاكا

بقلم الکاتب والإعلامي حميد حلمي زادة