ساعات الصيام تفجر جدلا في الجزائر.. والسبب؟!

ساعات الصيام تفجر جدلا في الجزائر.. والسبب؟!
الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٨ - ٠٨:٢٨ بتوقيت غرينتش

فجرت ساعات الصيام في الجزائر، جدلا كبيرا بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسي، وعالم الفيزياء الفلكية المعروف لوط بوناطيرو وعلماء الفلك.

العالم- الجزائر

وقال عالم الفيزياء وعالم يتنبأ أيضا بالزلازل وخبير في مجاله لوط بوناطيرو، إن الجزائريين يصومون أكثر من وقت الصيام المفترض بـ 40 دقيقة يوميا، بسبب وجود خطأ في حساب موعد صلاة الفجر.

وأوضح إن الجزائريين يصلون الفجر قبل وقته، مستدلا في تصريحاته إن المسلمون في الحرم المكي يصلون الفجر قبل شروق الشمس مباشرة بوقت قصير، ولكن في الجزائر يصلون الفجر وسط ظلام الليل.

واعترض وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، على هذه التصريحات قائلا في بيان نشره الوزير عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ” فايس بوك ” بعنوان ” أشعوذة ودجلا في عصر العلوم والمعارف، حدد خلاله ما اعتبرها 7 حقائق أساسية للرد عليه، من بينها إن الذي يحدد مواقيت الصلاة هو مركز البحث في الهندسة الفضائية وعلم الفلك والفيزياء الأرضية (CRAAG)، وهو مشكّل بحسب الوزير من دكاترة باحثين يعرفون نصوص القرآن والسنة الصحيحة التي تضبط المواقيت الشرعية ويحسنون فهمها علميا وتفسيرها فلكيا، فضلا عن عدم وجود مصلحة للدولة الجزائرية في أن يصوم الجزائريون أكثر أو أقل مما كتبه الله عليهم، وهو ما رد عليه بوناطيرو بمطالبة الوزير بمناظرته لكشف الحقائق العلمية.

ورد من جهتهم، 21 عالم فلك ينتسبون إلى مركز البحث في الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء على المعطيات التي أطلقها عالم الفلك الشهير لوط بوناطيرو بخصوص مواقيت الصلاة والإمساك المعتمدة من طرف وزارة الشؤون الدينية في الجزائر، والتي اعتبرها خاطئة، لا سيما صلاة الفجرة التي تعتبر بداية الإمساك في الصيام، مؤكدا أن الجزائريين يصومون أكثر من 40 دقيقة إضافية.

وقال علماء الفلك، إن تصريحات ” بوناطيرو ” غير صحيحة عليما، إضافة إلى كونها غير مسؤولة، ووجهوا له انتقادات لاذعة قالوا فيها إنه ” يقدّم وجهات نظر شاذة حول مواضيع حسّاسة، ينبغي الحذر فيها. وكل متابع لتصريحات السيد بوناطيرو يلاحظ أنه لا يقدّم معها أبدا أي مرجع علمي أو دراسة موثوقة “.

واعتبروا أن رزنامة مواقيت الصلاة والامساك والافطار المعتمدة من وزارة الشؤون الدينية والتي يعدها مركز البحث في الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء على أسس علمية رصينة هي نفسها القواعد المعتمدة في البلدان الإسلامية الأخرى، فهي موثوقة تماما ولا تحتاج أي تصحيح.

كما أكد علماء الفلك ان الجدل الذي يثيره السيد بوناطيرو، وآلية عمله هي “عبارات خيالية وخاطئة حول قضية علمية وأحيانا دينية حسّاسة، بدون استناد الى مراجع علمية موثوقة، بل يكتفي غالباً بـ ” تزيين ” كلامه بآيات قرآنية غير ذات صلة، أو بأساليب ديماغوجية فظة “.

ووضح علماء الفلك، طريقة تحديد جدول مواقيت الصلاة والإمساك والتقويم الهجري المعتمد من طرف وزارة الشؤون الدينية كل سنة من طرف مجموعة من خبراء علم الفلك المنتسبين إلى مركز البحث في الفلك وفيزياء الفلك والجيوفيزياء باعتماد قواعد حساب معيارية، هذه القواعد هي نفسها المستعملة منذ عقود ومتفق عليها من طرف العالم الإسلامي أجمع.

وأضافوا أن هذه الرزنامة الشاملة تحوي مواقيت الصلاة والإمساك ومناسبات التقويم الهجري بالإعتماد على معايير فلكية لإمكانية رؤية الهلال و ليس فقط على مواقع القمر.

وجاء في البيان في الواقع، إن قواعد حساب المواقيت أسسها الفلكي المسلم الكبير البيروني (من اصل ايراني) قبل ألف سنة (وثمة بالطبع علماء فلك آخرون ساهموا على مدى تاريخ الأمة)، نقصد هنا بشكل أدق قاعدة الـ18 درجة من انخفاض الشمس تحت الأفق والتي تعتمد في حساب مواقيت صلاتي الفجر والعشاء، ومواقيت الفجر هي مواقيت الإمساك”.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الجدل، عقب الحرب الكلامية التي تفجرت بين كل من وزير الشؤون الدينية وعالم فلك شهير حول عدد ساعات الصوم الواجبة في رمضان.

(الوكالات)

كلمات دليلية :