معتقلون بالإمارات: غوانتانامو كان أفضل

معتقلون بالإمارات: غوانتانامو كان أفضل
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن 19 معتقلا سابقا في سجن «غوانتانامو» ما زالوا معزولين عن العالم الخارجي منذ نقلهم إلى برنامج إعادة التأهيل السري في الإمارات، مما يلقي بظلال من الشكوك على برنامج الولايات المتحدة لإغلاق هذا السجن وإنهاء معاناة معتقليه حتى بعد إخراجهم منه.

العالم - العالم الاسلامي

وكان بعض المعتقلين على اتصال محدود بأسرهم، لقرابة عامين، فيما لا يعلم أي منهم متى سيطلق سراحه، وفقا لأقاربهم، ومحاميهم، ومسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويسلط المصير المجهول لهؤلاء المعتقلين الضوء على عواقب قرار إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إغلاق مكتب مختص بشؤون «غوانتانامو» في وزارة الخارجية، بحسب ما نشرت «واشنطن بوست»، بحسب «عربي21».

وبحسب مقابلات مع محامي 19 معتقلا سابقا، فإنه لم يفرج إلا عن عدد قليل من بين 23 معتقلا تم ترحيلهم إلى الإمارات بين عامي 2015 و2017 بالرغم من تأكيدات وصلت لمحاميهم بأنه سيفرج عنهم في غضون عام تقريبا.

وكان «ترامب» تعهد على خلاف سلفه «باراك أوباما»، بإبقاء سجن «غوانتانامو» مفتوحا، ورفض إعادة التوطين، ووصف السجناء فيه بأنهم «خطرون للغاية».

لكن الذين كانوا قد أفرج عنهم بالفعل، ومعظمهم لم توجه إليهم اتهامات، لا يزال مصيرهم غامضا.

أحد هؤلاء المعتقلين السابقين، «حاجي والي محمد»، وهو مواطن أفغاني، قضى من عمره 14 عاما في «غوانتانامو» قبل أن يرسل في طائرة عام 2017، إلى الإمارات للخضوع لبرنامج إعادة تأهيل مؤقت.

وكبرنامج آخر في السعودية، فإن البرنامج الإماراتي يهدف إلى ضمان ألا يكون السجناء متطرفين، وقادرين على التكيف مع الحياة خارج الأسوار.

ولكن بعد أكثر من 16 شهرا في مركز الاحتجاز الذي تديره الدولة، أصبح وضع «محمد» ميئوسا منه، بحسب ابنه «عبدالمصور»، الذي يتحدث معه دوريا.

ومن منزله في أفغانستان، يقول «عبدالمصور»: «قالت لنا الحكومة الأمريكية إن أبي سينال حريته ليعيش مع عائلته، لكنهم كذبوا علينا».

ورغم أن بعض السجناء كانوا راضين عن سير برنامج إعادة التأهيل، إلا أن آخرين لا يزالون تحت القيود، ويشعرون بقلق متزايد.

ووفقا لمحاميهم، وأفراد أسرهم، فإنه لا يسمح لهم باستخدام شبكة الإنترنت، ولا الخروج، وتقتصر المكالمات الهاتفية في الدورة على 5 دقائق فقط، ويتم قطعها أحيانا إذا تم الحديث عن ظروف الاحتجاز.

وفي آخر مكالمة بين السجين السابق، «رافيل مينغازوف»، وهو روسي وصل إلى الإمارات ضمن برنامج إعادة التأهيل، في مطلع عام 2017، أشارت والدته «زوكرا فاليولينا»، إلى أن ظروف احتجازه هناك أسوأ مما كانت عليه في «غوانتانامو».

وتابعت «فاليولينا»: «قال لي: أمي هذا سجن».

وترفض الإمارات تزويد وسائل الإعلام بأي معلومات حول السجناء، رغم سماح الجيش الأمريكي للمحامين والصليب الأحمر بزيارة السجن المعزول في البحر.

أفغاني آخر يدعى «عبيدالله»، نقل إلى الإمارات في أغسطس/آب 2016، تمكنت عائلته من زيارته في الإمارات، ثم منعت بعد ذلك من الاتصال به لأكثر من عام، وقالت محاميته «آن ريتشاردسون»: «يبدو الأمر كأنه احتجاز إلى أجل غير مسمى».

وبغض النظر عن الظروف التي يعيشها السجناء السابقون، يقول تقرير الصحيفة إن كل ما يتعلق بالبرنامج في الإمارات سري بالكامل، وقال محامو وأقارب المعتقلين إن السلطات نقلتهم إلى موقع جديد مؤخرا.

ولم يعلق أي من المسؤولين الأمريكيين أو الإماراتيين على طلبات الحصول على معلومات حول المعتقلين السابقين.

وطلب محامون تنظيم زيارة لعائلات المعتقلين، والصليب الأحمر، إلا أنهم قوبلوا بالصمت أو بتعليمات متناقضة.

وتم نقل 196 معتقلا إلى خارج غوانتانامو في إطار اتفاقيات إعادة التأهيل التي تفاوضت عليها إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما» بعد أن تم إطلاق سراح المئات من قبل إدارة سلفه «جورج بوش الابن».

106-10