درعا الاستراتيجية في مرمى بنادق الجيش السوري

درعا الاستراتيجية في مرمى بنادق الجيش السوري
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

يستعد الجيش السوري والقوات الرديفة له لاطلاق عملية عسكرية ضد الجماعات الارهابية في محافظة درعا في الجنوب الغربي من سوريا وفق ما توكد تقارير واردة حول استمرار ارسال تعزيزات عسكرية اليها وانجاز الخطط العسكرية بشانها في ظل الانجازات الكبيرة التي حققها الجيش والحكومة في ريف دمشق موخرا.

العالم - سوريا

وتمتلك درعا اهمية خاصة بالنسبة للحكومة السورية اذ ان السيطرة عليها سيقضي على مخططات السعودية و"اسرائيل" وحلفاءهم هناك كما ستسهل استئناف التبادل التجاري مع الاردن والتواجد السوري على الحدود المشتركة.

ونظرا الى ان محافظة ادلب في الشمال السوري تقع تحت منطقة تخفيف التوتر وعدم امكانية التحرك العسكري نحو الرقة وديرالزور بسبب الحماية الاميركية للقوات التركية والقوات الموالية لواشنطن فان الجيش السوري خطط للتوجه نحو الجنوب.

* محافظة درعا

محافظة درعا إحدى المحافظات السورية تقع أقصى جنوب البلاد، يحدها من الجنوب الأردن ومن الغرب محافظة القنيطرة ومن الشرق محافظة السويداء ومن الشمال محافظة دمشق. وكان تسمى سابقاً محافظة حوران وتصنّف مدينة درعا مركز المحافظة من ضمن المدن الأكثر قدماً عربياً.

مساحة المحافظة 4000 كم2، وهي عبارة عن سهل يعرف بسهل حوران وتشير إحصائيات التعداد السكاني عام 2011م إلى أن عدد سكان المحافظة يصل إلى 1.027.000 نسمة، حيث تصل الكثافة السكانية إلى 280 نسمة لكل كم2. يعتمد غالبية سكان المحافظة على الزراعة.

* اهمية المحافظة

يقول المحلل السياسي بيتر ليفوف ان "استعادة سيطرة الحكومة على درعا ذو أهمية خاصة لدمشق، فهو يعني إنهاء المشاريع الرامية لخلق إمارة حوران التي خططت لها السعودية و إسرائيل ، و ستسمح للحكومة السورية بفتح طريق دمشق-عمان مع استئناف الصادرات السورية و العراقية إلى الأردن".

ويضيف ان الأردن، خلافا للكثير من الدول العربية، لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سورية ، و السفارة الأردنية كانت تعمل في دمشق خلال الحرب. و عمان اتخذت مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات مع الحكومة السورية ببذل الجهود المشتركة الرامية لأمن الحدود الأردنية السورية. كما أيدت عمان علنا عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، و منذ شهر تشرين الثاني من العام الفائت و عمان تضغط على المتمردين السوريين، و تطالبهم بنقل معبر نصيب الحدودي على الحدود السورية الأردنية إلى سيطرة الجيش السوري.

* الحكومة واثقة من الانتصار

حقيقة الامر ان الحشود العسكرية لاتتوالى الى درعا تمهيداً للمعركة فحسب بل ان تقارير واردة تشير الى تجاوز مرحلة اعداد صياغة الخطط العسكرية حيث نشرت وكالة "المصدر" مسودة للعملية على سبيل المثال.

وتثق الحكومة السورية من انجاز المهمة في درعا في حال بدء العملية حيث ستقوم باقناع المسلحين بالاستسلام على غرار ريف دمشق او انتقالهم الى الشمال السوري للانضمام الى باقي العناصر المسلحة هناك.

ويؤكد المحلل السياسي (بيتر ليفوف) إن كلام وزير الخارجية وليد المعلم بعدم وجود تسوية للجنوب، يؤكد بأن دمشق ماضية في خطتها لتحرير جبهة الجنوب، وانه ونظرا الى الظروف التي تمر بها الاردن والوجود الاميركي الذي يتركز على الشرق السوري فان انجاز المهمة سيكون اسهل بالنسبة للجيش السوري واصعب بالنسبة لخصومه حيث سيسطر الجيش ملحمة اخرى في تحرير المناطق في مساره نحو استعادة كافة الاراضي السورية من الارهابيين واخراج الاجانب منها.

محمد امين الجرجاني

6