تل ابيب تلعب بورقة الرياضة.. فهل من منافس؟!

تل ابيب تلعب بورقة الرياضة.. فهل من منافس؟!
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

في سياق محاولتها لتكريس هوية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، عالميًا، وضمن محاولتها لتسويق نفسها للرأي العام الإسرائيلي، أصرت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف (الليكود)، على إقامة اللعبة الودية بين المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم والمنتخب الإسرائيلي، في ملعب "تيدي" بمدينة القدس، والتي كان من المقرر إجراؤها في ملعب "سامي عوفر" في مدينة حيفا.

العالم - مقالات و تحليلات

ورغم الحماس بين مشجعي الكرة في كيان الاحتلال من قدوم المنتخب الأرجنتيني إلى الاراضي المحتلة، تتجه الأنظار إلى نجم الفريق الأول، ميسي، ووصوله إلى القدس، لا سيما بعد تداول أنباء عن عدم قدومه برفقة منتخب بلاده جراء "الأوضاع الأمنية"، ومن المعروف ان ميسي زار اسرائيل سابقا ونشرت صورة مهاجم نادي برشلونة الإسباني معتمراً "القلنسوة" اليهودية وخاشعاً في أداء الشعائر اليهودية على حائط البراق في مدينة القدس المحتلة، المعلم الإسلامي الذي يُمثل الجزء الجنوبي الغربي من سور المسجد الأقصى المبارك.

وتشير التقديرات إلى أن نفقات الحكومة الإسرائيلية قد تتجاوز الـ 4 مليون دولار من أجل وصول ميسي ورفاقه إلى القدس، منها مليون دولار من أجل ترتيب اللقاء في القدس، ونحو 3 مليون دولار تدفع للأرجنتين لموافقتهم المجيء إلى إسرائيل للمشاركة في مباراة ودية. 

وتحدث الصحفي الأرجنتيني، إيزيكيل فيرنانديز، عن استخدام بعض الدول للرياضة كوسيلة لترويجها سياسيا وإعلاميا في العالم وتقديم صورة عن البلد.

وقال الصحفي فيرنانديز في مقابلة مع "سبوتنيك"، عن استخدام الدول للرياضة بهدف تقديم صورة للعالم بأن الوضع العام للبلد هادئ وعادي.

وتحدث عن استضافة الكيان الإسرائيل للمباراة الودية بين منتخبها والمنتخب الأرجنتيني المقررة في 9 يونيو/حزيران القادم، في الذكرى السبعين لاعلان تاسيس كيان الاحتلال.

وأضاف بأن إسرائيل تستخدم الرياضة والمباراة للاحتفال بالذكرى السبعين، كما أكد الصحفي على أن منتخب الأرجنتين لعب في وقت سابق في إسرائيل، والسؤال اليوم هل سيلعب في القدس؟

وبخاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ليصبح الموضوع سياسيا بشكل كبير.

وأكد الصحفي على أن إسرائيل تتحمل نفقات السفر والإقامة التي وصلت لحدود المليوني دولار.

ومنذ التخلي عن الملعب القديم في تل أبيب، يقيم كيان الاحتلال مبارياتها الدولية في حيفا أو القدس.

وأوضح الصحفي على دور لاعب المنتخب وأهم نجومه ليونيل ميسي، على أن مشاركته ستستخدم كوجه إعلامي أكثر من مشاركته في المباراة.

يذكر بأن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، ناشد ميسي بعدم المشاركة في هذه المباراة قائلا: "لا تبرر وجه العنصرية".

من جهته وصف السفير الفلسطيني في الأرجنتين، حسني عبد الوهاب، بأنه في حال مشاركة المنتخب الأرجنتيني في هذه المباراة فإنه سيصبح شريكا في انتهاك حقوق الإنسان واحتلال الأراضي.

وتحرص إسرائيل بشكل متواصل على استضافة الفرق الرياضية التي تضم لاعبين يتمتعون بالشعبية الواسعة تحت ذريعة السلام، حيث سبق وأن زارها فريق ريال مدريد الإسباني لخوض مباراة ضد فريق إسرائيلي فلسطيني أُطلق عليه "فريق السلام"، كما حلَّ فريق فلسطيني - إسرائيلي مختلط بالتنسيق مع مركز بيريس - الذي يترأسه شمعون بيرس رئيس إسرائيل - ضيفاً على برشلونة في مرة سابقة، وشهدت المباراة آنذاك تواجد قيادات فلسطينية عدة، على رأسهم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الحالي، اللواء جبريل الرجوب.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لاتلعب الدول العربية بنفس الورقة التي يلعبها الكيان في ترويج عن القضية الفلسطينية وخاصة ان دول الخليج الفارسي لها نفوذ مالي و اقتصادي كبير ولكن ما تداولته الانباء في الاونة الاخيرة من تطبيع العلاقات بيت تل ابيب و بعض العواصم العربية يمكن ان يقدم اجابة مقنعة للشعوب العربية التي تستشيط غضبا في صمت.

102-7