هل يُخفِي الأسد حُصوله على صواريخ إس 300 ؟!

هل يُخفِي الأسد حُصوله على صواريخ إس 300 ؟!
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٨ - ١٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

العالم - سوريا

کتب الصحفي فیي جریدة راي اليوم اللندنية خالد الجيوسي مقالا تناول فيه الحوار الذي دار بين الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة "العالم" واشار في هذا المقال الى تصريحات الرئيس الأسد فيما يتعلق بحصول سوريا صواريخ اس 300.

وقال الجيوسي: "كانت اجابة الرئيس الاسد لافِتةً، وربّما ليست عابِرة، حول مسألة تَسلُّم بلاده صواريخ “إس 300من عدمها وتحديداً حين قال أنّه في الجانب العسكري الذي يعني بلاده، فليس من عادته أن يُعلن عن الأسلحة التي تتسلّمها سورية، ودلّل الرئيس على صِحّة أقواله، بأنّ الأسلحة التي استخدموها خلال العدوان الثلاثي، وبعده الإسرائيلي، لم يُعلن عنها، وبالتالي كما يقول الأسد “سورية تقليديّاً لا تُعلن عن قضيّة ذات طابع عسكري تقني، والعبارة التي يجب أن يوضع تحتها ألف خط، حين تابع قائلاً: “حتى لو كانت صواريخ إس 300 ستأتي أم لا، فنحن لن نقول أنها وصلت لسورية، السلاح يُستخدم حين يجب أن يُستخدم".

واضاف: "تبدو إجابة الرئيس الأسد على سؤال الإس 300 منطقيّةً وواضِحةً، فسورية بالفعل لم تُعلن في أي يوم منذ بداية الأزمة عن نوعيّة السلاح التي يصل إلى جيشها، ثم لماذا هي مُضطرّة للكشف عن نوعيّة السِّلاح التي يصلها، وهي بالأساس دولة مُواجهة مع “العدو” الصهيوني، والأخير يتتبّع جميع خطوات جيشها، ويدرس ترسانته العسكريّة، ثم هذه الإجابة قد تأخذنا إلى طرح سؤال: “هل حصلت سورية على صواريخ إس 300، وسيكون الإعلان عنها حين استخدامها؟، فالرئيس السوري لم ينف أو يُؤكِّد حصول بلاده عليها".

وتابع: "نُقطة لافتة أُخرى وردت في مُقابلة الأسد، وهي حول رد بلاده على التصعيد الإسرائيلي، حيث غابت لُغة التهديد في كلام الرئيس، نافِياً أن يكون الرَّد له علاقة بالحاجة للقرار السِّياسي، بل ربطه بالإمكانيّات التي تستطيع أن تقوم بلاده من الناحية العكسريّة، فالرَّد حسب ما قال هو قرار وطني مُتَّخذ منذ اليوم الأوّل، ولذلك ربّما نفهم جيّداً من هذا التوضيح الرئاسي، ما معني الكلمة الثابتة في أدبيّات الدولة السوريّة: “الرد في المكان والزمان المُناسبين”، وهي عبارة وازنة وواعية، وربّما العنتريات في غير سِياق القُدرات العسكريّة تبقى حِبراً على ورق، ورئيس سورية لم يوهمنا يوماً بتصريحات ناريّة ضِد “العدو” تفوق قُدرات بِلاده".

واعتبر كاتب المقال ان تصريحات الرئيس الاسد حول علاقته بايران مهمة في ظِل مُحاولات إثارة الفتن، واحداث شروخ في العلاقة بين البلدين. ووصف الاسد علاقته مع إيران " استراتيجيّة، ولا تخضع لأحكام البازار" وقال الجيوسي بناء على هذه التصريحات "أنّ العلاقة ثابتة وعميقة، وغير مُرتبطة بالتسويات، وحتى التنازلات، كما أوضح اللبس الحاصل في التواجد الإيراني على أراضيه، حين أوضح مفهوم أو معنى كلمة مُستشارين إيرانيين، فهم بالمفهوم العسكري بحسبه ليسوا جيشاً أو كتيبة، لكنّهم قدّموا الدِّماء على الأراضي السوريّة، وقاتلوا إلى جانب الجيش السوري، كما حزب الله الذي أضافه إلى الحِلف الثُّلاثي كدول، ليُصبح رُباعيّاً بصفته ككيان لا كدولة، وهُنا ربّما باعتقادنا يُنهي الأسد القيل والقال الذي يتّهم الدولة السوريّة بإنكار التواجد الإيراني، للهُروب من الملامة والعتب الإسرائيلي والأمريكي".

كما تطرق كاتب المقال الى علاقة سورية بالسعودية قائلا: "أخيراً، وهي النقطة التي نُحللها من منظورنا لمحدوديّة الفهم السعودي، فقد حاول الإعلام السعودي ومن خلفه قيادته في الفترة الماضية، فصل الرئيس الأسد عن إيران مُجدَّداً، والحديث عنه، وعن تقبّل وجوده بمعزل عن الجمهوريّة الإسلاميّة، كما جرى الحديث عن تسريبات إعلاميّة عن وجود تقارب قطري بحدّه الأدنى مع القيادة السوريّة، وعليه ينتهي الجدل الأوّل، فالسعوديّة بالنسبة الرئيس السوري ليست إلا تابِعاً للقرار الأمريكي، ومن الصَّعب التعامل معها كدولة صاحبة قرار، وبالتالي كيف سيقبل بعُروضها بعيداً عن إيران.

أمّا الحديث عن صَفحٍ رئاسيٍّ سُوريٍّ عن الإمارة الصُّغرى قطر، ودخولها من بوّابة الإعمار، فنعتقد أنّ على قطر البحث عن طُرقٍ جديدةٍ للوصول إلى قلب الأسد، فبوّابة الإعمار أغلقها الأخير، وهي مفتوحة فقط للعنصر البشري أي أبناء بلاده، والدُّول الصديقة، انتهى ما فهمناه من الدَّرس الرئاسي السُّوري، وكل عام وأنتم وسورية بألف خير".

102-10