المغرب یترشح لاستضافة مونديال 2030 بعد صدمة "الخيانة"!

المغرب یترشح لاستضافة مونديال 2030 بعد صدمة
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

أعلن المغرب تقدمه بملف الترشيح لاحتضان كأس العالم لعام 2030، بعدما تحول حلم المغرب لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها لعام 2026، إلى كابوس بسبب خيانة دول كانت تعتبرها المملكة صديقة وشقيقة ، لترجح كفة الملف الثلاثي الأمريكي.

العالم - المغرب

وقال وزير الشباب والرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي،: إنه و"بموجب تعليمات الملك محمد السادس، سيتقدم المغرب بترشيحه لاحتضان كأس العالم لعام "2030، مذكّراً بموقف قطر الذي عبر عنه الأمير تميم بن حمد آل ثاني أثناء الاتصال الهاتفي، الذي أجراه معه الملك، صباح الخميس.

وفي أول رد فعل رسمي من مسؤول حكومي مغربي، عبر الطالبي العلمي في تصريح صحفي من موسكو عن تأسف بلاده العميق "للخيانة التي تعرض لها من طرف بعض الأشقاء للعرب"، حيث فاز ملف ثلاثي قدمته الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، حاصداً 67 بالمئة من الأصوات، بعد خوض معركة حامية الوطيس ضد الملف المغربي.

الطالبي العلمي أكد بالمناسبة نفسها قيمة وأهمية ردود الفعل المثمنة لملفه، وعزمه التشبث بإنجاز المشاريع التي تقدم بها في ملف ترشيحه الأخير، الذي "تميز بالتنافس الشريف، والمنضبط، والذي يراعي ويحترم قيم وأخلاقيات كرة القدم على الرغم من التشويش، الذي تعرض له، وللأسف من قبل بعض الأصدقاء العرب".

كما أعلن السفير المغربي لدى روسيا عبد القادر لشهب عزم بلاده الترشح للمنافسة على استضافة نهائيات كأس العالم 2030.

وبخسارته الرهان للمرة الخامس في تاريخه، استحوذ المغرب على لقب البلد صاحب الحظ التعيس في استضافة المونديال، إذ أخفق 5 مرات في كسب الرهان، وهو رقم قياسي غير مسبوق، وربما لن يحطم أو يتكرر.

انتكاس آمال المغرب في استضافة المونديال، هي حقيقة لا يمكن إنكارها أو تغييرها، ولكن من محاسن ترشحه في محاولته الخامسة، هو " الوضوح " في عملية التصويت، وبالتالي تستطيع بسهولة أن تعرف من صوت لك ومن صوت ضدك، وربما كشفت هذه العملية مجموعة من الخبايا والأسرار حول علاقات المغرب مع الدول "الصديقة والشقيقة والجارة".

وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي ضد ملف المغرب، من بينها السعودية والإمارات والكويت والبحرين، إضافة إلى الأردن ولبنان والعراق.

وكانت المغرب من قبل قد حاولت تنظيم المونديال الكروي خمس مرات كان أقربها ملف تنظيم كأس العالم أعوام 1994، حين حازت على 7 أصوات مقابل 10 للملف الأمريكي الفائز آنذاك، وكذلك في العام 2010 الذي فازت بتنظيم بطولته جنوب إفريقيا بعد حصولها على 14 صوتاً مقابل 10 أصوات للملف المغربي.

وخيمت أجواء الإحباط والمرارة في المغرب بعد فشله في محاولته الخامسة لاستضافة كأس العالم بعد أعوام 1994 و1998 و2006 و2010، ووجهت انتقادات لاذعة للمملكة العربية السعودية، الحليف التقليدي للمغرب، لقيادتها "حملة" ضد الملف المغربي.

في المجموع، صوتت سبع دول عربية، معظمها تعتبر حليفة للمغرب، لصالح ملف الولايات المتحدة وهي السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن ولبنان والعراق.

وحيا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو في أيار/مايو الترشيح الأمريكي الجنوبي لمونديال 2030، وقال إنه "سيكون من العيار الثقيل (...) نظرا لما تمثله كرة القدم في هذه البلدان الثلاث".

تونس تطلق مبادرة لترشح المغرب العربي لاستضافة مونديال 2030

 بعد خسارة المغرب في استضافة كأس العالم 2026، أطلق برلمانيون تونسيون مبادرة للمطالبة بتقديم ملف مشترك بين الدول المغاربية (تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا) لاستضافة مونديال 2030.

وأطلق البرلماني التونسي رياض جعيدان نداء للحكومات المغاربية، يدعوها إلى تقديم ملف مشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، لتكون حظوظ شمال إفريقيا وافرة وقادرة على احتضان هذه الفعالية.

يشار إلى أن الصين وبريطانيا أعربتا كذلك عن نيتهما في الترشح للمونديال المئوي.

غضب مغربي من السعودية وتندر من موقفها

عقب إعلان فوز الملف الثلاثي الأميركي الكندي المكسيكي بتنظيم كأس العالم 2026 وخسارة الملف المغربي، تداول الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب الموضوع، وتطرقوا لسبب خسارة بلدهم للمرة الخامسة في رهان تنظيم أكبر حدث كروي في العالم، وانصبت أكثر الانتقادات على خذلان دول عربية للملف المغربي بتصويتها لفائدة الملف المنافس، وتوجهت أكثر الانتقادات لموقف السعودية.

وبلغ الغضب من عدم دعم الرياض للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026 درجة دفعت أحد النشطاء في مواقع التواصل للدعوة إلى "تشجيع المنتخب الروسي الشقيق" في مباراة الافتتاح التي يواجه فيها نظيره السعودي، وذلك ردا على الموقف السعودي.

وأطلقت إحدى الصحف الإلكترونية المغربية تصويتا في صفحتها في فيسبوك كان سؤاله هو: من ستشجع في مقابلة افتتاح كأس العالم؟ فكانت النتيجة هي أن 87% من المصوتين سيشجعون روسيا، و13% فقط سيشجعون السعودية.

ووصف الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب عدم تصويت سبع دول عربية لفائدة الملف المغربي بالخيانة العربية لملف بلادهم، وتساءل البعض عن جدوى وجود جامعة للدول العربية، والتغني برابط العروبة الذي يجمع المغرب بالسعودية والإمارات ودول عربية أخرى لم تدعم الملف، وهي الكويت ولبنان والعراق والأردن والبحرين.

ونالت السعودية نصيب الأسد في انتقادات هؤلاء الرواد، إذ قال عدد منهم إن الرياض لم تكتف فقط بالتصويت لفائدة الملف الثلاثي المنافس للمغرب والتباهي بذلك، بل بذلت مساعي لإقناع دول أخرى وخصوصا دولا إسلامية في آسيا للتصويت للملف المنافس للمغرب.

لماذا تخلت السعودية عن المغرب بتصويت المونديال؟

اعتبر خبراء مغاربة أن دعم السعودية الملف الأميركي لاستضافة مونديال 2026 لكرة القدم يمثل ضربة موجعة للرباط التي تسعى إلى استضافة هذا الاستحقاق.

ورأوا في تصريحات للأناضول أن الموقف السعودي لا يقف عند ما صرح به رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ، بل إن الأمر راجع إلى "توتر صامت" بين الرباط والرياض أخرجه ملف مونديال 2026 إلى العلن بسبب موقف المغرب من الأزمة الخليجية الأخيرة.

وأكد تركي آل الشيخ الأسبوع الماضي في حوار مع شبكة بلومبيرغ الأميركية أن بلاده ستدعم ترشح الملف الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة وتشترك فيه كل من كندا والمكسيك من أجل استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 بدلا من الملف المغربي المنافس.

وتبنت الرباط منذ بداية الأزمة الخليجية موقفا محايدا، حيث دعا ملك المغرب محمد السادس آنذاك أطراف الأزمة إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل تخفيف التوتر وتجاوز الأزمة.

ووصفت العديد من الصحف المغربية القرار السعودي الأخير بالمفاجئ وغير المنتظر، خصوصا أن الرباط كانت تنتظر دعم الدول العربية والإسلامية والأفريقية بدون تحفظ.

في حين قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مفصل إن تركي آل الشيخ وعد القائمين على الملف الأميركي بألا يكتفي فقط بالتصويت لصالح الملف الثلاثي خلال مرحلة التصويت، بل بحث عدد من الدول المقربة من السعودية -خاصة العربية منها والآسيوية- على التصويت لواشنطن وسيحشد دعمها ضد المغرب.

ما هي الدول العربية والإسلامية التي صوتت لصالح المغرب لاستضافة مونديال

صوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي تتقدمهم السعودية، والإمارات، والأردن، ولبنان، والبحرين، والكويت، والعراق.

وصوتت 14 دولة عربية أخرى لصالح المغرب على رأسها الجزائر ومصر وعمان وفلسطين وقطر وجيبوتي والصومال ومالي وموريتانيا وليبيا وتونس واليمن وجزر القمر وسوريا. فيما صوتت كذلك دول مسلمة لترشح المغرب كتركيا وبوركينافسو والنيجر والسنغال وغيينيا بيساو وتشاد وطاجسكتان وغامبيا وتنزانيا وجرز القمر.

تشرح المغرب حظي كذلك بتصويت دول إفريقية من بينها، أنغولا وبورندي والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو و ساحل العاج وغينيا الإستوائية وإثيوبيا والغابون وكينيا ومالاوي ونيجيريا وروندا والطوغو وزمبيا وأريتيريا.

بعض الدول الاوروبية كذلك فضلت التصويت لصالح ملف المغرب وهي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وهولندا ولوكسمبرغ وروسيا، فيما فضلت دول مثل لبنان وكوبا وإسبانيا الامتناع عن التصويت.

221