"نداء 88" في العراق.. من يقف وراءه وما غاياته !!! 

الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٤٠ بتوقيت غرينتش

ما ان اطلق هاشتاك "نداء 88" على منصة التواصل الاجتماعي والذي دعا الى القيام بثورة واسقاط نظام الحكم في العراق حتى تعاطف معه الكثير من الشباب اليافعين، ولتأكيد شعاراتهم دعوا الى تظاهرات في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد.

العالم - العراق

تجمع العشرات من المواطنين، يوم الجمعة، الـ 29 من حزيران/يونيو 2018 في ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية بغداد، فيما حملوا شعار "نداء 88".

كما انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر يومي السبت والاحد في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، وساحات المحافظات، من قبل المجموعة نفسها "نداء ٨٨"، التي تمتلك صفحة خاصة بها في الفيسبوك تحت عنوان "الكهوة العراقية" وتنشر فيها بياناتها ودعواتها مواقفها.

وأظهرت مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك عشرات من الشباب والشابات العراقيين متجمعين في ساحة التحرير ببغداد يهتفون ضد الوضع السياسي الحالي وتردي الخدمات ويهتفون مطالبين بـ"الثورة" نظام الحكم وعلى الأحزاب والساسة العراقيين الحاليين الذين يتهمونهم بالفشل والارتباط بالاجنبي. حسب وصفهم.

وقال ناشطون في الحركة، إن اسم "نداء 88" يعكس عدد النداءات التي اطلقتها الحركة سابقاً للتعاطف مع حالات انسانية أو اعتراضات على احزاب سياسية أو رأي في الانتخابات والتحالفات العراقية، وسبب شهرة هذا النداء هو انه يدعو الى التظاهر في العاصمة بغداد.

مطالب خدمية وسياسية تحملها مجموعة "نداء 88"

ونشرت الصفحة الخاصة بالمجموعة، منشورا دعت فيها المواطنين، الى التظاهر والتجمع، في بغداد، صباح الاحد، احتجاجا على اعتقال احد ناشطيها ويدعى علي خالد (ظهر في فيديوهات يدعو الى التظاهر)، كما تطرق منشورها الى مطالب متعددة:

١- محاكمة المتسببين بسقوط المحافظات الغربية والموصل.

٢- اعدام المتسببين بمجزرتي سبايكر والصقلاوية.

٣- محاكمة الفاسدين الذين بددوا الثروات العراقية.

4- توزيع عائدات النفط على المواطنين،

5- تحسين الخدمات وايجاد فرص عمل وإلى تشكيل حكومة مهنية وطنية.

6- اعدام السجناء الذي تثبتت ضدهم اعمال ارهابية.

٧- محاسبة الدواعش السياسيين.

* استقلال المجموعة وعدم تبعيتها الى اي جهة سياسية او حزبية

وفي وقت قصير بعد انتشار هاشتاك "نداء 88" غردت رغد صدام حسين على صفحتها الرسمية في تويتر مساندة الحركة ، مما جعل الاغلب يرى بأن هذه الحركة مدفوعة من قبل حزب البعث البائد، وسرعان ما جاء رد القائمين على (نداء 88) باستقلاليتهم وعدم انتمائهم لأي جهة.

كما اكد الناشطون في المجموعة في اكثر من منشور ضمن الصفحة ذاتها "الكهوة العراقية" على استقلالهم وعدم تبعيتهم الى اية جهة سياسية، "لسنا تبعية! لسنا متحزبين! لسنا سياسيين! نحن عراقيون مستقلون ونتبرأ من كافة الاحزاب والسياسيين".

وشددت المجموعة على انه "لا يوجد قائد للثورة انتم تقودون ثورتكم"، مستنكرة "تبني السياسيين واتباعهم السابقين والحاليين لنداء 88"، منبهة الى انها تتبرأ "من اي متظاهر او متظاهرين يحملون او يروجون الى جهة سياسية".

وطالبت في بيانات سابقة، منشورة في الصفحة، المتظاهرين "بعدم السماح لأي شخصية سياسية أو دينية باعتلاء منصاتهم"، مؤكدة "سيتم إخراج كل من يتصرف تصرفا فرديا أو يقوم بالاعتداء على الممتلكات العامة أو الإساءة لقوات الأمن بكافة صنوفها".

وذيل بيان سابق للمجموعة ذاتها بالقول "ان رفضت (المطالب) نحن مضطرون الى اعلان ثورة مفتوحة على كل الجبهات".

 

* محاولة سعودية لخلق ازمة في العراق بعد فشل رهانها في الانتخابات

 هذا ما يراه المحلل السياسي، وائل الركابي اذ يقول :" هذه المجاميع ماهي الا محاولة سعودية لجس نبض الشارع العراق وخلق صراع بين ابناء الشعب، لان السعودية راهنت على موضوع الانتخابات و تحركت كثيرا على موضوع العد والفرز الإلكتروني، واستطاعت ان تدخل مجاميعها التي تريد دفعها للانتخابات بحضور شخصيات كانت حاضرة في ساحات الغدر والخيانة".

ويضيف:" الجهة المسؤولة عن (نداء 88) غير معروفة ، والاطراف المشاركة  غامضة ، وهي لا تجيد اللغة العربية ولا تجيد الاملاء ،اذ ان اغبهم نصوصهم الرسمية يشوبها الكثير من الاخطاء الاملائية ".

يعتقد الركابي :" هذا التوقيت بالذات يجعلني اتيقن بأن هذه الحركة  مدعومة من  اطراف خارجية تحاول زيادة الطين بلة من اجل حرق العراق ،حتى ينفذ المشروع الامريكي اما بقاء القوات الامريكية او ربما يعلنوا  ثورة تقودها امريكا ".

الى ذلك يتحدث رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي ان:" هذه التجمعات هي تجمعات غير حقيقة ومراهقة ،محاولات غير ناضجة وغير مرتبة ، ليس هدفها خلق ثورة حقيقة ".

ويضيف ان:" الشارع العراقي يعاني  من ارباك منه سياسي وامني، واخر يتعلق بالحرائق وصراعات البرلمان ويبدو ان تجمع (نداء 88) دخل على الخط محاولاً خلق ازمة اخرى ".

*مجموعة غير معروفة الدعم ولا القيادة

وقال الناشط المدني حميد جحجيح، انه "بالنسبة لمجموعة "نداء 88" فانه غير واضح من يدعمها او اسس تجمعها وتنظيمها، لكن عموما يبدو ان اغلب القائمين عليها صغار السن ممن يحملون اندفاعا ويأسا من الواقع العراقي الحالي".

واضاف ان "بعض دعواتهم انفعالية وفيها شيء من نبرة العنف والتحريض عليه بالرغم من ان تظاهرتهم خلت من اي ممارسات عنف".

وتابع جحجيح، ان "اي احتجاج ضمن سقف الدستور وينتهج نهجا سلميا هو مقبول وكناشط مدني ادعمه، لكن نحن ضد العنف واراقة الدماء وحمل السلاح ضد الدولة العراقية".

* ضرورة الحصول على الرخص للتظاهر. 

وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان، انه "في الوقت الذي نؤكد فيه حقيقة التظاهر السلمي الذي كفله الدستور لجميع المواطنين. نؤكد على ضرورة استحصال الموافقات الرسمية من وزارة الداخلية وفق القانون."

وتابع البيان "اي تظاهر غير مرخص يعد مخالفا للقانون ويتسبب في عرقلة السير وتعطيل عمل الدوائر الحكومية وشبه الحكومية والخدمية والحياة العامة للمواطنين." مؤكدا ان قيادة عمليات بغداد ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك.

* ائتلاف دولة القانون ينفي اي علاقة له بالمجموعة

من جهته، نفى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه في بيان، نوري المالكي، أي صلة له بحركة "نداء 88" التي نشر بعض ناشطيها صوراً للمالكي على موقع الفيسبوك، وحذر بيان لدولة القانون من استخدام صور وشعارات دولة القانون فيه.

واضاف البيان "أن (نداء 88) حركة تدعو الى الثورة واسقاط المؤسسات الحكومية والعملية السياسية وتحويل نظام الحكم الى رئاسي، ولديهم نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوا الى تظاهرات في ساحة التحرير ببغداد، ولحد الان الحركة بدون ملامح ولا هوية، ولكن هناك بعض الملاحظات عليها".

على الرغم من سذاجة المطالب التي رفعها من تظاهر في ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد تحت مسمى "نداء 88" لكنها تكشف عن حالة الاحباط التي يعيشها الشبان في العراق بحسب مختصين الذين اعربوا عن خوفهم من استغلال هؤلاء الشباب من قبل اصحاب النوايا السيئة لخلط الاوراق في المشهد العراقي.   

علي الدمشقي