فرز الاصوات في کرکوک.. هل ستكون هناك مفاجآت؟

فرز الاصوات في کرکوک.. هل ستكون هناك مفاجآت؟
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

انجزت العراق اليوم الجمعة عملياتُ العدِ والفرز اليدوي النسبي لأصواتِ الانتخاباتِ التشريعية التي شهدتْها هذا البلد الشهرَ الماضي في محافظة كركوك.

العالم - العراق

وعادت الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في الثاني عشر من مايو ايار الماضي مرة اخرى الى مرحلة العد والفرز بعد سلسلة من الاحداث التي شككت في مصداقية نتائجها.

وكان البرلمان العراقي السابق قرر يوم في السادس من يونيو/حزيران الماضي إعادة عد وفرز الأصوات يدوياً، بعد أن تم الاعلان عن حدوث خروقات جسيمة وعمليات تلاعب رافقت الانتخابات التشريعية. كما انتدب البرلمان قضاة لتولي مهام مسؤولي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات خلال العملية، إثر اتهام المسؤولين بالفشل في إدارة عملية الاقتراع .

وباشرت المفوضية بالعملية ابتداء من محافظة كركوك شمالي البلاد وبإشراف من لجنة مكونة من القضاة المكلفين بمهام مجلس المفوضين ومسؤولي مكتب المفوضية في كركوك وبحضور مراقبين من الامم المتحدة وممثلي عن السفارات الاجنبية ووكلاء الاحزاب السياسية.

وشملت عملية العد والفرز الجزئي لنتائج انتخابات كركوك أكثر من 500 صندوق موزعة على مراكز مختلفة في المحافظة بينها 190 صندوقاً لم ترسل بياناته إلى بغداد ".

واعتمد فريق القضاة المنتدبين المشرفين على إعادة فرز أصوات المراكز المشكوك فيها، إجراءات مشددة من بينها عدم السماح للصحافيين ومشرفي الكيانات الانتخابية بإدخال هواتفهم إلى القاعات التي شهدت عملية العد".

ولم يقتصر العد والفرزعلى محافظة كركوك حصرا، بل سيشمل كل المحافظات التي سجلت طعونا وشكاوى وأن عملية العد والفرز الجزئي في المراكز كافة قد تستغرق شهرا كاملا، إذا ما لم تحدث أي عراقيل تمنع انسيابية العمل" حسبما افاد مصدر عراقي.

ردود افعال التيارات السياسية

وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون خالد الأسدي اثناء عملية فرز الاصوات ان "النتائج الأولية لعمليات إعادة العد والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في كركوك التي كشف عنها بعض المراقبين أظهرت وجود إختلاف كبير بين العد والفرز الالكتروني السابق والعد والفرز اليدوي بنسبة عالية وذلك في بداية عملية العد والفرز اليدوي".

وأضاف إن "بروز هذه النسبة الكبيرة من التلاعب يشير إلى الحجم الكبير لعمليات التزوير ومصادرة أصوات الناخبين في باقي محافظات العراق ويضع كافة المسؤولين وأصحاب القرار في المحكمة الإتحادية والقضاء أمام مسؤولية وطنية وتاريخية لتطبيق القانون وإلزام المفوضية العليا للانتخابات بإجراء العد والفرز الشامل في كل المحافظات العراقية وكشف التزوير الذي طال العديد من المراكز الإنتخابية وخاصة المحافظات الجنوبية ومنها البصرة وميسان وذي قار التي يتطلع مواطنوها إلى أن تعيد عملية العد والفرز الكلي أصواتهم إلى من إنتخبوهم ومنحوهم الثقة من خلال مشاركتهم في الإنتخابات".

من جانبه أكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي، خالد شواني اثناء عملية فرز الاصوات، ان الارقام المعلنة بعد إعادة العد والفرز اليدوي في كركوك "غیر دقیقة"، ولم تصدر من المفوضیة بل هي وثیقة صادرة من حزب معین.

وأوضح شواني في بيان صحفي، ان "الارقام الصحیحة التي وزعتها المفوضیة تبين ان الاتحاد الوطني الكردستاني حصل علی الاغلبیة الساحقة بواقع 2268 صوتا مقابل 886 صوتا لقائمة جبهة تركمان كركوك".

وأشار إلى انه "لم یتم التطابق بین العد الالكتروني والیدوي لانه بالاساس هذه الصنادیق لم تكن نتائجها مرسلة الی بغداد".

هذا واعلنت الجبهة التركمانية العراقية، اثناء فرز الاصوات أن العد والفرز اليدوي لـ 24 صندوقا أظهر "اختلافا بنسبة 50%" مع النتائج الالكترونية، عادة ذلك بأنه "حقيقة" لما كانت تتهم به اشخاص واحزاب بتزوير الانتخابات.

وقال مسؤول الانتخابات في الجبهة التركمانية احمد رمزي كوبرلو، إن "عملية العد والفرز الأولية والتي وصلتنا من مراقبينا في مركز العد والفرز، وبعد مطابقتها بين العد والفرز السابق الالكتروني والعد والفرز اليدوي، اظهرت بوجود اختلاف بنسبة تتجاوز 50%".

فيما أكد عضو ائتلاف "النصر"، عبدالهادي الحساني، ان "إعادة العد والفرز لن تغير كثيراً من النتائج المعلنة، باستثناء تغييرات طفيفة تشمل كيانات بسيطة موزعة في مناطق غرب وشمال البلاد، كون مناطق الجنوب لم تشهد مخالفات تذكر".

وأضاف الحساني، أن "إعادة فرز كل الأصوات يدويا، ستعيد ثقة المواطن بالسياسيين، لا سيما أن الإقبال على التصويت كان ضعيفاً بسبب أزمة الثقة التي يعانيها الشعب العراقي".

ورأى ان إعادة الفرز الجزئي لن تستغرق وقتا، معربا "عن أمله في أن تحقق آمال الذين طالبوا بها".

وقال مسؤول قسم الانتخابات في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي في كركوك شمس الدين محمود اثناء عملية فرز الاصوات يوم الخميس ، ان "عدد صناديق الاقتراع التي كان قد تم تقديم شكاوى وطعون فيها بمحافظة كركوك، كانت نحو 350 صندوقا" مؤكدا ان "نتائج العد والفرز اليدوي، متطابقة مع نتائج العد والفرز الالكتروني".

وتابع ان "هناك معلومات تفيد بحصول قائمة الاتحاد الوطني على عدد أكثر من الأصوات في بعض محطات الاقتراع"، لافتا الى ان "الاطراف السياسية الكردستانية، التي كانت تطالب بإعادة العد والفرز اليدوي في كركوك، سحب ممثليها من مراقبة العملية، ولم يتبقى سوى ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني، يراقب عمل المفوضية، فضلا عن ممثل الاطراف السياسية العربية والتركمانية".

هذا وتوقع نائب رئيس الجبهة التركمانية حسن توران، اليوم الجمعة، أن تقلل نتائج العد والفرز اليدوي في محافظة كركوك من التمثيل النيابي للاتحاد الوطني الكردستاني، عازيا ذلك الى ما تم كشفه من عمليات "تزوير قام بها الحزب" على حد قوله.

وقال توران إنه "وبعد اكتشاف التزوير الهائل الذي قام به الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، فان خارطة التمثيل النيابي بالمحافظة ستتغير بشكل واضح"، مبينا ان "المقاعد الستة التي حصل عليها الاتحاد الوطني سابقا، كنا على قناعة انهم حصلو عليها من خلال التزوير والتهكير".

واضاف توران، ان "مقاعد الاتحاد الوطني ستقل بعد العد والفرز اليدوي لصالح المكونات الاخرى وخاصة التركمان والعرب"، لافتا الى ان "المحطات الخمس والعشرين الباقية، وفي حال كشفها فان خفض مقاعد الاتحاد ستكون اكبر وهذه المرة لصالح قوائم كردية اخرى كالجماعة الاسلامية الكردستانية والاتحاد الاسلامي الكردستاني والتغيير".

انجاز عملية الفرز في كركوك

وأعلن مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين لمفوضية الانتخابات، اليوم الجمعة، إنجاز عملية العد والفرز اليدوي الجزئي لانتخابات مجلس النواب في محافظة كركوك.

وذكر بيان لمجلس المفوضين "في الوقت الذي باشرت فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات {القضاة المنتدبين لها} في يوم الثلاثاء المصادف 3/ 7/ 2018 اجراء عملية الفرز والعد اليدوي لمحافظة كركوك, حيث تم الانتقال الى تلك الحافظة وكانت هناك هواجس كبيرة تنتابنا قبل الوصول الى مدينة كركوك بفعل ما نسمعه من بعض الجهات الاعلامية الا اننا ورغم الصعوبات الكبيرة في الالية التي تحتاجها عملية الفرز والعد الجزئي".

وأضاف "لقد وجدنا من أهالي كركوك لاسيما الموظفين الذين شاركوا في عملية الفرز والعد من مختلف الطوائف شعوراً وطنياً عالٍ جداً ومثالاً يحتذى به للوحدة الوطنية بين جميع أبناء محافظة كركوك فقد كانوا يتسابقون بشكل لامثيل له في انجاز الاعمال الموكلة لهم كما انهــم كانوا يتسابقون في توفير الحماية اللازمة لكادر القضاة وجميع الموظفين".

وتابع البيان "كما وجدنا إطمئنانا كاملاً من قبل ممثلي الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكانوا داعمين لنا بشكل كبير جداً في إنجاز العملية, حيث لم يتدخل اي ممثل للكيانات المذكورة في عملية الفرز والعد بل كانوا حريصين على ان تجري العملية بأمانة وحيادية واخلاص تام, وقد كانوا الداعم الاكبر في تحقيق ذلك كما جرت العملية بأشراف مباشر من قبل ممثلي الامم المتحدة".

وقدم مجلس المفوضين "الشكر وبامتنان عالٍ وإحساس وطني جميع أهالي كركوك فقد كانوا يمثلون وحدة العراق الحقيقية ونشكر كذلك جميع الموظفين الذين شاركوا في عملية الفرز والعد واننا على ثقه تامة بان محافظة كركوك المثال الأعلى لوحدة العراق ومنطلق لبنائه".

ومع انجاز عملية الفرز والعد اليدوي لمحافظة كركوك لا يبقى شيئ سوى ان ننتظر اعلان النتائج الرسمي من قبل مجلس المفوضية وسط هذه التهكنات من قبل التيارات السياسية العراقية المختلفة كي يتضح هل سيكون هناك مفاجأت كما يتوقع بعض هذه التيارات ام لا.

6