الطب التقليدي.. علاقة الأجيال بالأجداد!

الطب التقليدي.. علاقة الأجيال بالأجداد!
الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

أول ما عرفت البشرية من التداوي كان باستخدام النباتات والأعشاب الطبيعية، حيث بحث عنها الانسان واستكشفها بعد أن جرب آلامه وطرق الاستشفاء بها، تطور استخدام الانسان للنباتات وزادت معرفته بما حوله وعالج أمراضه بمهارات توارثتها الأجيال عن بعضها، وتنوعت هذه المهارات بتنوع الجغرافيا والخريطة النباتية لكل منطقة.

العالم - تقارير 

مع تطور العلوم والمعارف البشرية بدأ الانسان يبحث عن حلول مجدية أكثر للتداوي من الأمراض حيث انتشر علم الطب وتطور بين بني البشر وكان في بدايته يعتمد على تلك العلوم القديمة نفسها التي تعرف الآن باسم الطب التقليدي أو الطب البديل أو الطب الشعبي والتي لا تزال تحظى بمكانتها الخاصة بين الشعوب ولاسيما الشعوب الآسيوية والافريقية. 

فالطب التقليدى،هو معارف ومهارات وممارسات ناتجة عن معتقدات وخبرات الجماعات الشعبية المختلفة،مملوءة برائحة القدم والأصالة والتاريخ، توارثته الأجيال منذ بداية الإنسانية.

حيث ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره، ليبقى ذخراً لجيلنا وللأجيال القادمة». 

عندما لازمت الأمراض الإنسان، سعى إلى التغلب عليها بتجارب عديدة حتى توصل إلى أساليب لمعالجة أوجاعه، واستقرت جماعة على علاجات معينة من الطبيعة المحيطة بها وبشكل احترافى عن طريق المعالج الشعبي، تعلمتها الأجيال داخل العائلات.

هذا وانتقلت جيلاً إثر جيل واغتنت بكثير من المعارف والعلوم واكتشاف مجموعة واسعة من الأعشاب وطرائق استعمالها وفوائدها الطبية والصحية، فالطب التقليدي، هو جزء من المعتقدات الشعبية المتأصلة في الموروث الصحي الذي استمد مكوناته ومواده الطبية من البيئة الطبيعية والاجتماعية وحتى الآن يتعامل به الكثيرون ويلجأون إليه بشكل طبيعي وفي الحالات التي يعجز الطب الحديث عنها.

وقد وجدت في كثير من البلدان لاسيما الأسيوية والإفريقية منها، العديد من الأيادي الخبيرة التي احترفت مهنة الطب الشعبي من الرجال والنساء على حد سواء وكان لهم أهميتهم وشهرتهم اكتسبوها لتمكنهم من علاج العديد من الحالات وقد ذاع صيتهم في سائر أرجاء العالم حتى وكما هو حال البشر في أية مهنة يمتهنونها كان ثمة تنافس وصراع بين اللمطببين والمداوين كحال أطباء هذا العصر.

وقد شمل الطب الشعبي أساليب عديدة للعلاج كالحجامة والفصد والختان وتجبير الكسور والعلاج بالرقي والتعاويذ، وبالاستفادة من المواد الطبيعية التي وجدت في المنطقة كالسدر والخيل والمر والرمث والأشخر وغيرها من الأعشاب والمواد التي أكدت التجربة فائدتها وطريقة استخدامها بما يتناسب مع أنواع المرض.

توارث المهنة

القائمون بالعلاج الشعبي، هم المطببون أي الذين كانوا يمارسون مهنة الطب بالوراثة والخبرة والمعرفة والتجربة الذاتية، والمطبب هو المعالج الذي يستخدم طريقة معينة يمارسها وتصبح مهنته ومصدر رزقه في بعض الأحيان هم الممارسون لفنون الطب التقليدي، وهناك فروق بين طبيب المدينة وطبيب القرية، والطبيب في البادية عن الطبيب في القرى الجبلية.

ويمكن ملاحظة الاختلاف بين هؤلاء في مصادر الثقافة الطبية الشعبية، ومستوى التفكير والمعرفة في كل مجتمع من المجتمعات القديمة وهذا الاختلاف في درجة الخبرة والإلمام بالأساليب والطرق العلاجية يرجع إلى التكوين التاريخي والبيئي لكل نمط من الأنماط السكانية المختلفة في مجتمعات القديم المنتشرة في العالم كله.

وكذلك يرجع إلى نوعية التخصص العلاجي الشعبي .فمثلاً يلاحظ بأن (العلاج بالكي) أكثر انتشاراً في المجتمعات القروية البعيدة عن مجتمع المدينة .فهناك رجال في القرى تتوفر لديهم خبرة واسعة في الكي.

لذا عندما يوصف الكي لمريض ينصحونه بأن يذهب إلى (كواي) متخصص في قرى الجبال عند (البداة) أو يقولون له اذهب إلى البادية .وهناك أيضاً وصفات علاجية يمارسها أطباء البادية أكثر من أطباء المدينة، اذ هم ماهرون فيها أكثر من سواهم.

هناك أصناف للقائمين بالعلاج الشعبي حسب طبيعة المهنة:

المطوع: وهو إمام المسجد وعالم الدين الذي تتوفر لديه ثقافة دينية. وهذا يمارس العلاج الديني مثل القراءة على المريض وعمل المحو، والمحو هو علاج ديني والحواج وهو بائع الأدوية الشعبية، ويسمى ب(العشاب) أو (العطار)، أي الصيدلاني بمفهومنا المعاصر، والذي يبيع الأدوية والعقاقير في السوق.

الكواي: الذي يعالج بالكي بالنار.وهي طريقة شعبية مشهورة وتسمى (الوسم).

المجبر: الذي يجبر الكسور، ويصنع الدواء للعضو المكسور، ولديه معرفة وخبرة في العظام.

المختن: الذي يقوم بختان الصبيان بالطرق التقليدية .والختان سنة يمارسها أصحاب الديانات السماوية. وفي بعض البلدان،يمارس الختان، الحلاق الذي يحلق الشعر للزينة .لأن الختانة مهنة موسمية، فيمارسها الحلاق في صالون الحلاقة القديم أو عندما يطلبها منه أولياء أمور الصبيان.

الحجام: الذي يمارس الحجامة والمتمثلة باستخراج الدم الفاسد من الجسم وكثيراً ما يمارس هذه المهنة الحلاقون باعتبار أن الحجامة مهنة موسمية.

الجراح: وهو المتخصص في معالجة الجروح بالأدوية والمركبات الطبية .وهناك جراحون متخصصون في علاج أنواع مختلفة من الجروح الخفيفة أو العميقة.

الكحال: وهو بائع الكحل، ومستلزمات الجمال كالحناء والعود والبخور والعطور .كما أنه يعالج العيون الرمداء من الأمراض، ويصف لها الدواء المناسب.

المساح: الذي يعالج بواسطة المسح أو التدليك باليد على موضع الألم.

المرفع: الذي يمارس الترفيع وهو (القمز) أو (الدغر) طريقة شعبية لعلاج اللوزتين .وهناك (المرفعون) خاصة من (الحريم) فالترفيع عادة ما تمارسها المرأة التي يطلق عليها (المرفعة).

الداية وهي (القابلة) المرأة التي تُعالج النساء وتشرف على ولادتهن وتعالج المولود حديث المولد فتعمل له الأدوية وتقوم على رعايته.

وهنالك المشعوذون والسحرة وهم دخلاء على المجتمع وكانوا يمارسون بعض الأعمال السحرية مثل (الزار- الحروز - السحر) إلى جانب عمل وصفات سحرية لحالات الصرع والجنون، وهؤلاء طبقة منبوذة في المجتمع!!!.

وإلى جانب تلك الفئات من المعالجين فقد كان الآباء والأمهات يمارسون علاج الأبناء والأحفاد ، ولكن في حدود ضيقة. 

أشكال قديمة لطرق العلاج:

التجبير: أي العمل على معالجة الكسور (كسور أو شروخ العظام أو انفصالها) وهي مبنية على علم تشريح العظام وعلى الخبرة في معالجتها، وهذا النوع من الممارسات لا شك أنه مبني على أصول علمية مستقاة من الخبرة في مجال التشريح وعلاج أمراض وحوادث العظام من كسور وغيرها.

علاج الجروح والتضميد : وهو فرع من فروع علم الطب، وقد اكتسب بعض افراد العائلات، الخبرة فيه نتيجة ما توارثوه من معالجات حول هذا الموضوع وما انتهت إليه خبرتهم اليومية في هذا المجال نتيجة معايشة الإنسان اليومية لمثل هذه الحالات، وحاجته إلى علاجها، الأمر الذي دفع به إلى اكتشاف العديد من الوصفات التي كان للكثير منها نتائج إيجابية في هذا المجال كعلاج الجروح بالملح (مطهر وقابض للنزف) وكذلك علاجها باللبان العربي كمادة قابضة أو لاصقة.

علاج التقرح: عن طريق الوصفات المطهرة والقاتلة للبكتيريا أو الفطريات، حيث تعمل المادة المطهرة على شفاء هذه القروح .ومن هذه الوصفات (الخيلة والزعتر والملح) والخيلة والزعتر نباتات استخدمت بكثرة في الطب العربي إذ استخدمت هذه الوصفات أيضاً لعلاج العديد من الأمراض كأمراض البطن بصفة عامة.

الحجامة : وإلى جانب المعالجات السابقة فقد تم استخدام الحجامة وهي - كما يعتقد مستخدموها - وسيلة لإخراج الدم الفاسد أو الزائد في جسم الإنسان وشفطه عن طريق استخدام أداة لشفط الدم وتجميعه في أماكن معينة من جسم الإنسان كمؤخرة الرأس أو كاحل الرجلين أو بطن الساق أو الفخذ أو تحت الذقن أو ظاهر القدم أو أسفل الصدر.

والأداة المستخدمة في الحجامة هي عبارة عن قرن حيوان، حيث يجرح الموضع الذي تم فيه حبس الدم وتجميعه وتركه ينزف حتى يتم تفريغ الدم المتجمع - وقد تستغرق عملية شفط الدم قرابة عشر دقائق - وبعدها يقوم المعالج بمداواة الجرح من خلال كث الرماد عليه.

وهذه الوسيلة في العلاج مستقاة من الطب النبوي، حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما يؤكد جدوى العلاج بالحجامة.

العصابة: روي عن الرسول أنه قد وصف العصابة (أي ربط الرأس) كوسيلة لتخفيف الصداع، وهي وسيلة مجدية في كثير من الأحيان خاصة إذا كان الصداع ناتجاً عن أمور تتعلق بمسألة تدفق الدم في شرايين الرأس، إذ تؤدي العصابة نوعاً ما إلى التحكم فيه نسبياً من جهة والضغط على مكان الألم من جهة أخرى مما يؤدي إلى التخفيف من حدة الصداع. 

الكي: كما روي عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قد نصح باستخدام الكي، وهو وسيلة شاع استخدامها في الطب الشعبي عند العرب حيث يحمي الطبيب المعالج قطعة من المعدن وتوضع على مكان الألم أو على مكان يحدده الطبيب باعتبار أن هذا المكان من جسم الإنسان يتحكم في مصدر إحساسه بالألم .وإن كان هذا النوع من العلاج يأتي في الغالب بعد استخدام الأساليب الأخرى للعلاج لما فيه من إيلام للمريض. ويعد العلاج بالكي علاجاً ناجحاً في بعض حالات القراح أو الأورام السرطانية، حيث ثبت نجاحه نسبياً.

البتر: وإلى جانب العلاج بالكي هناك علاج يسمى "التداوي بالبتر"وهو في حالات قليلة أي إذا استدعى الأمر ذلك وفشلت كل الأساليب العلاجية السابقة.

حيث يلجأ الطبيب إلى بتر العضو المريض كوسيلة لمنع انتقال المرض إلى الأجزاء الأخرى من جسده. وهي معالجة ناجحة في بعض الأحيان ومستقاة من الطب النبوي ومازال معمولاً بها حتى الوقت الحاضر إذا يلجأ الطبيب أحيانا لبتر عضو المريض عند إصابته ببعض الأمراض كالغرغرينا على سبيل المثال.

واما ...

مدرسة الطب الايراني 

 تطور علم الطب التقليدي في ايران في العهد القديم تطوراً مميزاً متأثراً بالمدارس الطبية الأخرى السومرية والمصرية ومؤثراً بها؛ حيث تَعتبر مدرسة الطب التقليدي الايرانية العالمَ النظام الكوني الأفضل الذي خلقه الله الحكيم، لذلك تسمي الطبيب حكيماً لإدراكه وإلمامه بالعلوم المختلفة، ترجع هذه المدرسة إلى 3000 ألف عام قبل الميلاد وأشهر روادها ابن سينا، وابوبكر الرازي، و ابن علي الصادق نيشابوري، وآخرون ممن ألفوا أمهات الكتب في علم الطب.

تقوم هذه المدرسة على أساس محكم  وهو  (يجب على كل شخص أن يتناول مايتناسب مع صفاته الفردية بشكل خاص)، وتقسم الأمراض وفقاً لثلاث فئات. الفئة الأولى أمراض سوء المزاج ومبينة على الأخلاط الأربعة " البلغم ، المرة الصفراء ، المرة السوداء ، الدم " ، وعلى الأمزجة " الحرارة  - البرودة ، الرطوبة - اليبوسة ".

والفئة الثانية أمراض العيوب الخلقية حيث يولد الانسان دون عضو من جسمه، والفئة الثالثة هي أمراض القطع والوصل حيث يفقد الانسان عضو من بدنه أو يُصاب بكسر وهنا يتوجب على الحكيم توصيف الأدوية الضرورية اللازمة أو القيام بالعمليات الجراحية التي تسهل على الانسان آلامه.

شابة ايرانية تضع الفلفل الأسود في اللبن لاعتقادها إن مزاجها بارد واللبن غذاء بارد وعليها أن تعدله ليصبح حار ويناسب جسمهاإلا إن الطب التقليدي الايرانية اليوم يتمحور بشكل أساسي على الفئة الأولى من الأمراض.

فنرى إن اعتقادات هذه المدرسة أصبحت موروثاً فكرياً لدى الايرانيين باعتباره جزءاً من ثقافتهم، ويبحثون في أغذيتهم عما يناسب طبيعتهم،  فليس بعيداً أن ترى شابة ايرانية في مقتبل العمر تضع الفلفل الأسود في اللبن لاعتقادها إن مزاجها بارد واللبن غذاء بارد وعليه أن تعدله ليصبح حارا ويناسب جسمها.  .

يرى الباحثون في ايران إن بعض الأفراد مزاجهم حار وعليهم أن يتناولوا أغذية باردة، والبعض الآخر مزاجهم بارد وعليهم أن يتناولوا الأغذية الحارة، موضحين في أبحاثهم أهمية هذا التنوع والدقة. وعلى سبيل المثال فالشوكلا والعسل والتمور أغذية حارة ومناسبة لذوي المزاج البارد، أما اللبن والخل أغذية باردة تناسب ذوي المزاج الحار.

افتتحت الأبحاث الطبية في عصور النهضة أبحاثاً جديدة بعيدة عن تلك الكلاسيكية متبعةً تارةً المناهج القديمة وتارة المناهج الحديثة إلا إن القرن العشرين شكل نقلة نوعية في عالم الطب واخذ الانسان إلى مرحلة جديدة من التطور مكنته في من معالجة الكثير من الأمراض المستعصية وذلك باعتماد تقنيات طبية جديدة واكتشاف الأدوية الحديثة.

كباقي العلوم تتأرجح كفة الانجازات القديمة إلى جانب الازدهار الحديث فنرى البعض يتقدم متطرفاً في العلوم الحديثة بينما نرى آخر يتكأ عليها في تقدمه، إلا إن البعض أرادوا الانصراف عن الطب الحديث والعودة إلى طب السلف، في ايران كغيرها من دول العالم نرى هذه الترنحات إلا إن القوانين الصارمة التي تتبعها وزارة الصحة في الجمهورية الاسلامية الايرانية واضحة وصريحة ومحددة لآليات العمل في مجال الطب الحديث والطب التقليدي.

"كلية الطب التقليدي الايراني"

في خطوة جديدة لإعادة إحياء علوم المدرسة الطبية الايرانية القديمة فتحت جامعة طهران للعلوم الطبية عام 2007 فرعاً جديداً ضمته لكلياتها المختلفة تحت مسمى "كلية الطب التقليدي الايراني" في خطوة جديدة لإعادة إحياء علوم المدرسة الطبية الايرانية القديمة، حيث ترى رئاسة الجامعة إن أبواب هذا العلم يجب أن تفتح من جديد وان تطور هذه العلوم في قوالب العلم الحديث وبمساعدة التقنيات المعاصرة.

وعملت ايران على احياء الطب التقليدي مع مطلع الألفية الجديدة فنرى تشكيلات حكومية مختصة بهذا الشأن بدأت بالمجلس الأعلى للطب التقليدي في وزارة الصحة الايرانية ليأخذ مؤخراً شكله التنظيمي "بمكتب الطب التقليدي - الايراني - الاسلامي" الذي يديره حالياً الدكتور "محمود خدادوست".

كما نرى جمعيات عديدة في ايران مهتمة في هذا الشأن وتصدر مجلاتها الطبية إلى جانب عدد كبير من العيادات المرخصة من قبل وزارة الصحة التي تمارس بدورها رقابة على هذه العيادات لحفظ السلامة العامة، كما تقام سنوياً مؤتمرات للطب التقليدي الايراني بعضها مختص بالحجامة وآخر بالتغذية وآخر بالنباتات والأعشاب.

ويرى المسؤولون في ايران إن مهمة نقل معارف الطب التقليدي ونشرها في العالم تقع على عاتق الايرانيين، فهم رواد هذا المجال وعلى أرضهم تورق النباتات والأعشاب الطبية التي يحتاجها الانسان للتداوي، مما دفع بالعديد من الشركات الطبية لتخصيص أقسام خاصة لانتاج الاعشاب الطبية ومستحضراتها، ومشاركتها في معارض دولية معنية في هذا الشأن ولاسيما في الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

أدواة العلاج المتبعة في الطب الاسلامي هي الأدوية العلاجية و السلوك العلاجي و الادعية العلاجيةيختلف الطب الاسلامي عن الطب الشعبي في مراجعه المعتمدة بشكل أساسي، فإلى جانب الموروث الانساني القديم يعتمد الطب الاسلامي على القرآن المجيد والكتب السماوية وسير الأنبياء والائمة وأحاديثهم.

ويقوم الطب الاسلامي على أربعة أصول أولها الوقاية ثم الانضباط ثم العلاج ثم الشفاء. أما أركانه فهي خمسة: طهارة الجسم وطهارة المعدة وطهارة الدم والطهارة الجنسية والطهارة الروحية. وأدواة العلاج المتبعة في الطب الاسلامي هي الأدوية العلاجية و السلوك العلاجي و الادعية العلاجية.

ولايخفى على الباحثين ان الطب الاسلامي أخذ قوته من المدارس الاسلامية التي انتشرت في العالم الاسلامي بشكل عام والايراني بشكل خاص، فطلاب الحوزات العلمية جاهدوا في حفظ العلوم ولاسيما مع انتشار الخرافات والسحر والشعوذة في أزمنة الجهل والتي اختلطت بالطب الشعبي بين المسلمين وأحدثت انحرافات في حقيقة هذا العلم.

ويشير الباحثون إن هدف علم الطب الاسلامي الارتقاء بالانسان وحفظ سلامته لذلك فإن أسلوب الحياة الاسلامي يساهم في تقديم الوقاية من الأمراض وهي الخطوة الأولى للعلاج.

إن الأمراض الحالية في المجتمع سببها الأطعمة السيئة التي ترافقت مع العصر الحديث والأغذية المصنوعة الحاضرة كمايقول مختص في العلوم البيولوجية والأعشاب العلاجية والطب الايراني :

"إن إحياء علوم الطب التقليدي في ايران بدأ منذ عدة عقود ولعدة أسباب أهمها تشجيع الحكومة الايرانية ولاسيما بعد الثورة الاسلامية ورغبة الناس بالاعتماد على الاقتصاد المقاوم وعدم فعالية العلاج الحديث إزاء بعض الأمراض، منوهاً إلى إن عيادته الطبية وغيرها من العيادات مرخصة تخضع لرقابة وزارة الصحة".

وأوضح المختص إن الأمراض الحالية في المجتمع سببها الأطعمة السيئة التي ترافقت مع العصر الحديث والأغذية المصنوعة الحاضرة هي السبب في تراكم السموم في جسم الانسان، معتمداً مقولة أبو علي سينا (طعامكم دوائكم)، وتابع الطبيب دريايي شارحاً إن الطب الايراني يعتقد إن كل طعام يتناوله الانسان يتحول إلى إحدى الحالات الأربعة (بلغم- صفرا - دم - سودا) ولكل حالة أطعمة تساعد في تعديلها وتوازنها في الجسم.

فريبا رفيعيان