سعودة سياسة خدمات "الإندبندنت" لغير ناطقي بالعربية!

سعودة سياسة خدمات 
الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

بعد محاولتها طويلة الأمد للسيطرة على الإعلام العربي، دخلت المملكة العربية السعودية رحلة جديدة للهيمنة على المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط لغير الناطقين بالعربية.

العالم - السعودية 

وفي أعقاب تركيز الأمير «محمد بن سلمان» على السيطرة على وسائل الإعلام العربية المملوكة لسعوديين، في إطار حملة مكافحة الفساد وانتزاع الأصول، أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، هذا الأسبوع، عن شراكة مع موقع «الإندبندنت» البريطاني، لإطلاق خدمات باللغة الأردية والتركية والفارسية والعربية.

ولم يقدم الإعلان أي تفاصيل عن نموذج العمل رغم أن هذه الصفقة ترقى إلى مستوى ترخيص الناشر البريطاني لعلامته التجارية ومحتواه لشريك سعودي.

ومن المقرر أن يتم إنتاج الجزء الأكبر من المحتوى من قبل صحفيين من المجموعة السعودية في لندن وإسلام أباد واسطنبول ونيويورك، بينما يساهم «الإندبندنت» فقط بالمقالات المترجمة من موقعه باللغة الإنجليزية.
وستقوم هذه المواقع، التي يتم تشغيلها خارج الرياض ودبي، بإنتاج «أخبار وأفكار وتحليلات مستقلة عالية الجودة، وحرة التفكير، في الشؤون العالمية والأحداث المحلية»، كما قالت «الإندبندنت».

وتنشر المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق صحيفة «عرب نيوز» الصادرة باللغتين الإنجليزية والعربية، وصحيفة الشرق الأوسط الصادرة باللغة العربية، التي تعمل ضمن قيود الرقابة السعودية الصارمة التي لا تتحدى السياسات السعودية.

ويترأس الأمير «بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود» المجموعة السعودية، وهو عضو غير معروف في العائلة الحاكمة السعودية، كان قد تصدر عناوين الصحف العام الماضي عندما دفع مبلغ 450 مليون دولار مقابل لوحة للفنان «ليوناردو دا فينشي»، بزعم أنه وكيل لولي العهد «محمد بن سلمان».

وفي العام الماضي، اشترى «سلطان محمد أبو الجدايل»، وهو مصرفي سعودي لا يتمتع بسجل حافل في عمليات الاستحواذ على وسائل الإعلام، 30٪ من أسهم شركة «الإندبندنت». وقال المدير التنفيذي لشركة «الأهلي كابيتال»، وهي شركة تابعة للبنك الأهلي التجاري الذي تسيطر عليه الحكومة، إنه كان يستثمر أمواله الشخصية في ذلك الوقت.

نمط سعودي
وفي عام 2015، وثقت تسريبات دبلوماسية سعودية عام 2015 نمطا من دبلوماسية سعودية تهدف إلى شراء تغطية إيجابية للمملكة في وسائل الإعلام الأوروبية والشرق أوسطية والإفريقية، حيث تم فرض الضيوف السعوديين «الموالين للحكومة» في البرامج الحوارية لمكافحة «الإعلام المعادي للمملكة».

وتراوح التمويل السعودي من إنقاذ وسائل الإعلام المتعثرة ماليا إلى التبرعات، إلى شراء الآلاف من الاشتراكات، إضافة إلى الرحلات مدفوعة التكاليف بالكامل إلى المملكة. 

ويشير تطور مواقع «الإندبندنت» إلى أن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ترى أن الصفقة تعزز علامتها التجارية، وتدعم المملكة في معاركها الاقليمية والسعي إلى الهيمنة الإقليمية.