عهد التميمي إلى الحرية + فيديو

السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

يستعد الفلسطينيون لاستقبال الفتاة الأسيرة عهد باسم التميمي (16 عاماً) ووالدتها بعد الإفراج عنهما من سجون الإحتلال الإسرائيلي.

العالمفلسطين

واعتقلت سلطات الإحتلال الإسرائيلي, عهد ووالدتها ناريمان التميمي (41 عاماً)، 7 أشهر، حيث تصلان غدًا الأحد إلى مسقط رأسيهما قرية النبي صالح، غربي مدينة رام الله في الضفة الغربية، حيث جرت الاستعدادات من قِبل الأهالي لاستقبالهما بحفل كبير.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت عهد التميمي في 19 ديسمبر الماضي بعد أن اقتحمت أكثر من 20 دورية إسرائيلية القرية واعتقلتها على خلفية ظهورها في مقطع فيديو وهي تصفع وتركل جنديين إسرائيليين كانا يحاولان اقتحام ساحة منزل عائلتها أثناء احتجاج في بلدة النبي صالح.. وذلك بعد مرور قرابة ساعة واحدة من إصابة أحد أقربائها (طفل 15 عاما) برصاص الاحتلال حيث استقرت الرصاصة في قاع الجمجمة وفق تصريحات عمتها منال التميمي.

وحكمت محكمة عوفر بسجنها لمدة ثمانية شهور، بخلاف غرامة مالية كما حكمت المحكمة على والدتها ناريمان بالسجن لمدة ثمانية شهور، حيث اتهمت الأم بتحريض ابنتها على الاعتداء على الجنود الصهاينة.

أيقونة النضال الفلسطيني

تعتبر عهد التميمي رمزا للمقاومة وأطلق الفلسطينيون عليها "أيقونة النضال الفلسطيني"، وسجنت لضربها جنديين اسرائيليين في بلدتها في الضفة الغربية، بعد ان بقيت في السجن ثمانية اشهر.

وعهد تنتمي الى اسرة معروفة بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتصدت لجنود اسرائيليين في حوادث سابقة وانتشرت صورها في كافة انحاء العالم.

ويرى الفلسطينيون في عهد التميمي مثالا للشجاعة في وجه التجاوزات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

"لوحة عهد التميمي"

هذا الاسبوع رسمت لوحة جدارية عملاقة للمراهقة الفلسطينية عهد التميمي على جدار الفصل الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

ويبلغ ارتفاع اللوحة التي رسمت قرب بيت لحم في الضفة الغربية اربعة امتار.

والرجل المقنع الذي رسم اللوحة هو رسام الشوارع الايطالي يوريت اغوش.

ويمتلأ الجدار الذي يفصل الضفة الغربية عن "اسرائيل" برسوم الجرافيتي دعما للقضية الفلسطينية.

وبين من تركوا بصماتهم على الجدار رسام الشوارع البريطاني بانسكي.

لا شك ان المراهقة التي ستعقد مؤتمرا صحافيا الاحد في منزلها ستستمر في اثارة ردود فعل متناقضة حتى بعد الافراج عنها.

وحظيت محاكمة المراهقة امام محكمة عسكرية بتغطية اعلامية كبيرة. وحيا الرئيس محمود عباس شخصيا شجاعتها.

وقالت يارا هواري الناشطة الفلسطينية القريبة من اسرة التميمي لفرانس برس "كان هناك صورة رمزية لفتاة تواجه جنديا اسرائيليا مدججا بالسلاح امام منزلها. ومجرد اصدار هذه العقوبة القاسية عليها لفت الانتباه.

ونالت المراهقة عقوبة قاسية بالحکم علیها بالسجن ثمانية اشهر.

وقال اورين هازان النائب عن حزب الليكود (يمين) الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "لا يمكنكم ان تأخذوا ارهابية صغيرة وتجعلوا منها بطلة لكن هذا ما فعلناه". واضاف "انها خطيرة جدا" معتبرا ان لكمة او ركلة قد تتحول يوما الى هجوم بالسكين.

وتابع "يقول معظم الاسرائيليين انهم يرغبون في ان تقبع في السجن 20 عاما.

بالنسبة الى المدافعين عن حقوق الانسان سمحت قضية التميمي بتسليط الضوء على ممارسات المحاكم العسكرية الاسرائيلية ومعدلات الادانة المرتفعة جدا -- 99% -- للفلسطينيين.

وبما ان اسرائيل تحتل عسكريا الضفة الغربية يحاكم الفلسطينيون المقيمون فيها امام المحاكم العسكرية.

وقال عمر شاكر مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في الأراضي المحتلة "سيفرج عن عهد التميمي, لكن المئات من الاطفال الفلسطينيين لا يزالون وراء القضبان ولا احد يعيرهم اي انتباه" منددا ب"سوء المعاملة المزمن" الذي يتعرض له القاصرون في هذه السجون.

قبل أيام كان باسم التميمي والد الطفلة الفلسطينية المعتقلة عهد قد توقع أن يتم الإفراج عن ابنته في غضون أيام، بعد أن قضت فترة اعتقالها والبالغة 8 أشهر، داعيا إلى ضرورة استمرار الإعلام في تسليط الضوء على قضيتها بهدف عدم نسيان موضوعها وحتى لا يتم الاستفراد بها أو استمرار اعتقالها تحت أية ذرائع أو تهم جديدة.

قال باسم التميمي -وفي تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في رام الله - إنه من المفترض أن تخرج حسب القانون الإسرائيلي وبناء على ما تم الكشف عنه على كمبيوتر السجن، في 28 يوليو الجاري إلا أنه سيوافق يوم السبت "إجازة لدى إسرائيل" الذى من المتوقع أن يتم إطلاق سراحها الأحد الموافق 29 يوليو الجاري ما لم يجد أي جديد.

وأضاف : "إن ابنه الصغير سلام والذي أنهى امتحان الثانوية العامة هذا العام زار عهد وأمها ناريمان في السجن قبل أسبوعين، وقام بطمأنته بأن أوضاعهما على ما يرام وشأنهما شأن بقية المعتقلين"، موضحا أن سلام ذهب إلى الزيارة بتوكيل لأنه لم يتمكن من الحصول على تصريح له بالزيارة.

وأكد أن استهداف أبناء قرية النبي صالح شمال غرب رام الله تحديدا هدفه كسر النموذج المقاوم في القرية.. مشيرا إلى أن عددا من القرى المجاورة تعاني هي الأخرى من الاعتقالات والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر.

يذكر أن عهد كانت قد رفضت في 8 يونيو المنصرم التعاون مع لجنة الإفراج المبكر أو ما يطلق عليه لجنة صلح لأنها لا تعترف بشرعية السلطات الإسرائيلية.

إدانات فلسطينية ودولية 

ندد مسؤول فلسطيني بحكم محكمة عسكرية إسرائيلية ضد القاصر الفلسطينية عهد التميمي (17 عاما) بسجنها لثمانية أشهر ووصفه بالجائر.

وقال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير إن الحكم "إشارة إلى مدى التحريض الذي واكب اعتقال التميمي ووالدتها، وهو يستند إلى تحريض سياسي وليس جانب قانوني أو إجراءات محاكمة عادلة.

وأضاف قراقع "هذا حكم سياسي جائر وغير نزيه بامتياز تجاه فتاة قاصر، ويستهدف قرية النبي صالح (في رام الله) التي تنحدر منها التميمي، وجميع الناشطين والمقاومين سلميا للاحتلال".

كما شدد قراقع على أن الحكم "مخالف لكافة اتفاقيات حقوق الطفل الدولية".

وأثارت محاكمة عهد، اهتماما عاما كبيرا وإدانات دولية واسعة بسبب سجن فتاة قاصر، حيث احتفلت بعيد ميلادها السابع عشر في محبسها، كما يرى الفلسطينيون عهد، على أنها بطلة تعارض الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية في حين تدعي السلطات الإسرائيلية إنها كانت تقوم بالتحريض على الجنود الإسرائيليين.

وانتقدت جماعات حقوق إنسان ومنظمة العفو الدولية الاتحاد الأوروبي وغيرهم، تعامل كيان الإحتلال مع عهد، حيث سلط ذلك الضوء على نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي يمثل أمامها الشباب الفلسطيني.

انتهاك حقوق الأطفال 

عرضت عائلة الطفلة الفلسطينية المُعتقلة، عهد التميمي، (17 عامًا)، مقطع فيديو يُظهِر تعرّضها للتحرّش اللفظي من قِبل محققين إسرائيليين.

وقال باسم التميمي، والد الطفلة، في مؤتمر صحفي بمقر مؤسسة الحق لحقوق الإنسان، في رام الله، إن ضابطا من الاستخبارات الإسرائيلية قال لها خلال التحقيق: "أنت فتاة جميلة، وشعرك أشقر ووجهك أحمر، ويجب أن تكوني على البحر وليس في المُعتقل".

واعتبر التميمي أن هذا القول بمثابة "تحرش لفظي". وأكد أنها تعرضت لجلسات تحقيق تستمر لمدة 12 ساعة متواصلة، وتم خلالها تهديدها باعتقال عائلتها وأصدقائها.

والتزمت الطفلة الصمت خلال مقطع الفيديو.

وذكر التميمي أن محامي "عهد" حصل على الشريط المُصوّر ومدته ساعتان للتحقيق مع ابنته، من السلطات الإسرائيلية، نظرا لكون المعتقلة قاصرًا.

وبيّن أنها احتُجِزت في زنزانة باردة، ونُقلت من معتقل لآخر مما شكل لها إرهاقًا كبيرًا.

وقال: "لم يراع الاحتلال أنها فتاة قاصر، ولم يحضر لها محقق من جنسها ..لقد انتهكوا كل المواثيق والقوانين الدولية.

وأضاف: "قدمنا شكوى بحق ضابط الاستخبارات ولا نعلم أين وصل الأمر بهذا الشأن، لا عدالة لدى الاحتلال، ولكننا نقاومه بكل السبل المتاحة ومن بينها ملاحقته قضائيا رغم أننا على يقين أنه لن ينصفنا.

كما تضمن قرار المحكمة، حبس التميمي 8 أشهر أخرى "مع وقف التنفيذ"، ويتم تطبيقها في حال ارتكبت أي من المخالفات المدرجة بالحكم (لم يعلن عنها) خلال السنوات الثلاث المقبلة، إضافة إلى غرامة قدرها 1500 دولار أمريكي.

كما قضت المحكمة الإسرائيلية نفسها، بسجن والدتها، ناريمان التميمي، لمدة 8 أشهر ودفع غرامة مالية قدرها 1700 دولار أمريكي، بتهمة إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته.

وتحوّلت الطفلة عهد التميمي، عقب ساعات من إعلان اعتقالها، في 19 ديسمبر 2017، إلى أيقونة للمقاومة الشعبية السلمية في فلسطين.

ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 6500 معتقل، بينهم حوالي 350 طفلا، وفق إحصائيات فلسطينية رسمية.

وقضت محكمة "عوفر" العسكرية الإسرائيلية بسجن عهد ووالدتها ناريمان التميمي  لثمانية شهور وغرامة مالية بلغت 5 آلاف شيقل، وغرامة على والدتها 6 آلاف شيقل.

وقضت ذات المحكمة، على الأسيرة نور التميمي إبنة عم عهد، بالسجن الفعلي لمدة 16 يوما، وغرمتها 2000 شيقل قبل أن يتم الافراج عنها.

وحظيت القاصر التميمي بتعاطف فلسطيني كبير وتم نشر صورها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها "بطلة". كما طالبت منظمات دولية مرارا بالإفراج الفوري عنها.