معركة ادلب.. كل الاطراف تتحضر لها!

معركة ادلب.. كل الاطراف تتحضر لها!
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

مع بدء مدفعية الجيش السوري بدك معاقل تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في مدينة جسر الشغور وريفها بريف محافظة إدلب، أبدت "عشائر إدلب" استعدادها لدعم الجيش في عمليته المرتقبة في المحافظة.

العالم - تقارير

وينتشر في محافظة إدلب تنظيم "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لـ"جبهة النصرة" والذي يحوي في صفوفه عددا كبيرا من المسلحين الأجانب "أوزبك، شيشان، ايغور وعرب" ويقدر عددهم بحسب تقارير إعلامية بأكثر من 35 ألف إرهابي، إضافة إلى تنظيمات أخرى مبايعة لـ"النصرة" وميليشيات مسلحة أخرى.

عمليات الجيش السوري وتحضيراته

الجيش السوري بدأ قصفا كثيفا بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ من مواقعه في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مستهدفا مواقع الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف إدلب الغربي.

وقالت مصادر ميدانية إن وحدات الجيش السوري المتمركزة في ريف اللاذقية الشمالي بدأت ظهر أمس قصفا مكثفا بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ لمواقع المسلحين في بلدتي بداما والناجية في ريف إدلب الغربي، وإن القصف امتد مساء اليوم ليشمل بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مشيرا إلى أن مدفعية الجيش وصواريخه استهدفت تجمعات ومقار المسلحين ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة.

ولفتت المصادر إلى أن قريتي بداما والناجية تعدان مركزا لإطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف الساحل السوري منذ أشهر، والتي أسقطت المضادات الجوية الروسية في قاعدة حميميم العشرات منها خلال الفترة الماضية، إحداها تم إسقاطه أمس.

وتوقعت المصادر الميدانية أن يتطور هذا القصف خلال الأيام القادمة إلى هجوم بري واسع يطال الريف الغربي لمحافظة إدلب وصولا إلى جسر الشغور وأريحا.

وكانت المصادر ميدانية تحدثت مؤخرا عن إرسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى جبهة ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتحديدا إلى محور بلدة الظهور بالتوازي مع إرساله تعزيزات عسكرية وصلت إلى محور بلدة الزلاقيات بريف حماة الشمالي تحضيرا لبدء معركة باتجاه محافظة إدلب، بهدف السيطرة في المرحلة القادمة على قرى وبلدات كفرزيتا واللطامنة ولطمين والزكاة والأربعين واللحايا ومعركبة، والتي يسيطر عليها مسلحو جيش العزة التابعون لتنظيم القاعدة، معتبرة أن العد التنازلي لمعركة إدلب قد بدأ.

كما أشارت المصادر إلى أن الجيش السوري يحضر لبدء هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، وإنهاء سيطرة المسلحين على هذه المنطقة التي تتصل جغرافيا بمنطقة جسر الشغور، مبينة أنه تم استطلاع المنطقة بالتعاون مع الروس وتحديد أهداف العملية العسكرية التي سيكون لها محور تقدم، الأول ينطلق من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والآخر من مواقع الجيش السوري في منطقة جورين بأقصى الشمال الغربي لحماة وخاصة أن المسلحين يسيطرون على عدد من القرى بسهل الغاب منها قسطون والزيارة والحويز وفورو والتي تعتبر مفتاح تقدم للجيش باتجاه جسر الشغور.

الرئيس السوري

وفي وقت سابق أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، مؤكداً أن القوات السورية على وشك الانتهاء من تحرير جنوب البلاد من المسلحين.

وتابع الأسد ان هدف الجيش السوري حاليا محافظة إدلب، لافتا إلى أن نشطاء "الخوذ البيضاء" الذين رفضوا تسليم أسلحتهم سيتم القضاء عليهم مثل الإرهابيين.

العشائر السورية

في موازاة ذلك، أكد دهام شلاش الفارس، أحد كبار قادة قوات العشائر في محافظة إدلب، أن أبناء إدلب سيكون لهم دور كبير في تحرير محافظتهم من الإرهابيين وهم مستعدون ليكونوا يدا واحدة مع الجيش في المعركة القادمة، مشيراً إلى معرفة المقاتلين بجغرافيا المنطقة، وخبرتهم التي تمتد لسنوات في محاربة "النصرة" وخاصة المجموعات الأجنبية منها.

وأضاف: هناك الآلاف من أفراد عشيرة "بني عز" في محافظة إدلب ممن حملوا السلاح منذ بداية الحرب للدفاع عن الوطن والأرض والعرض في وجه الإرهاب، وهؤلاء مقاتلون متمرسون خاضوا العديد من المعارك إلى جانب الجيش، واكتسبوا خبرات قتالية عالية، مؤكدا "سنكون مع الجيش يدا واحدة في معركة تحرير إدلب، كما كنا منذ بداية الحرب".

الجماعات المسلحة

في هذه الاثناء تحدثت مصادر ميدانية في ادلب ان جماعات ارهابية ومسلحة ومن انتماءات مختلفة تحاول التوحد لمواجهة العمليات العسكرية المرتقبة التي ينوي الجيش السوري شنها لتحرير ادلب.

ومن ابرز هذه الجماعات المسلحة، "جبهة تحرير سورية" و"هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية" و"جيش الإسلام" و"جيش إدلب الحر"، حيث قالت المصادر انها تنوي التجمع في تشكيل ارهابي جديد أطلق عليه اسم (جيش الفتح) الذي يضم اغلب المسلحين الذين اخرجوت من حمص والغوطة الشرقية وريف دمشق ودرعا.

ويتحدث بعض المراقبين ان تجمع هؤلاء المسلحين تم بضغط تركي لمواجهة الجيش السوري.

الفلتان الامني

في غضون ذلك، تواصل الفلتان الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة "النصرة" وامتدت عمليات القتل التي يقوم بها مجهولون لما يسمى "الهيئات المدنية" حيث قتل أحد مسؤولي ما يسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" المدعو محمود ضبعان إثر انفجار عبوة ناسفة به، زرعها مسلَّحون مجهولون، قُرب مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي وفق نشطاء على "فيسبوك".

وبحسب "المرصد السوري" المعارض فقد وصل عدد القتلى إلى أكثر من 252 شخصاً، في أرياف إدلب وحماة وحلب، قُتلوا خلال تفجير مفخخات وعبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف، و172 مسلحاً من "النصرة"، وحلفائها، و27 مسلحاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، وذلك منذ الـ26 من شهر نيسان الفائت وحتى قبل ايام.

تركيا

من جانبه اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أي هجوم من قِبل الجيش السوري على محافظة إدلب لن يكون مقبولاً لتركيا، مُذكِّراً بوجود نقاط مراقبة لقوات بلاده هناك، كما أبلغ نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" بذلك.

وقال "أردوغان" للصحافيين قبيل عودته من مدينة "جوهانسبيرغ" الجنوب إفريقية بعد اختتام قمة "بريكس"، حيث التقى بوتين على هامشها: "لقد طلبتُ منه (بوتين) أن يتخذ الإجراءات الضرورية لمواجهة الهجمات المحتملة للنظام على إدلب، والتي لن تكون مقبولة بالنسبة لنا".

وأضاف: "كما تعلمون أسَّسنا 12 نقطة مراقبة عسكرية حول إدلب" مشيراً إلى أن "أي عملية عسكرية هناك على غرار تلك التي جرت في حلب ستمثل مشاكل جوهرية للجميع".

جماعات مسلحة لا تثق بتركيا

الى ذلك أبدت العديد من الميليشيات المسلحة في إدلب عدم ثقتها بوعود قطعها لهم مسؤولون عسكريون أتراك بالوقوف إلى جانبهم في حال شن الجيش السوري عملية عسكرية.

وكشفت مصادر مقربة من "جبهة تحرير سوريا"، التي تضم ميليشيا حركتي "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي"، أن قياداتها اجتمعت الجمعة قبل لقاء دعت إليه انقرة قادة الميليشيات المسلحة لدراسة السيناريوهات التي تنتظر مستقبل المحافظة التي ترجح تسريبات أنها ستسير على خطا درعا والقنيطرة.

وأوضحت المصادر أن قيادات "الجبهة" رأت أنه لا يمكن رمي كرتهم كاملة في الملعب التركي للعب بها وفق ما تمليه عليهم مصالح أنقرة المتضاربة في كثير من جوانبها مع مصالحهم والتي سبق وأن أعرب مسؤولوها عن عدم رغبتهم بخوض صدام مع الجيش السوري لأجل الميليشيات المحسوبة عليها إذا ما قرر الجيش البدء بعملية عسكرية لتطهير المحافظة كاملة من الإرهابيين.

وبعد كل هذه المعطيات، تبقى الكلمة الفصل للحكومة السورية، بحكم انها تعمل على ارضها لفرض القانون وتحرير المدن وعودة الاهالي واستتباب الامن، والايام القليلة القادمة حبلى بالتطورات.