قطاع غزة ... عندما يقاوم الكف المخرز

قطاع غزة ... عندما يقاوم الكف المخرز
الخميس ٠٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش

ضمن محاولاتها اليائسة لوقف مسيرات العودة وتطويع الشعب المجاهد في قطاع غزة، قررت سلطات الاحتلال الصهيوني إيقاف توريدات الوقود إلى قطاع غزة ردا على إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الواقعة عل تخوم غزة.

العالم -تقارير

وجاء في بيان صادر عن مكتب وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان أنه أمر بوقف توريدات الوقود إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم حتى إشعار آخر.

وقال البيان إن "هذا القرار اتخذ نظرا لاستمرار البالونات الحارقة والتوترات على امتداد السياج الحدودي".

تداعيات قرار الاحتلال منع دخول الوقود إلى القطاع  ...

حذر خبراء اقتصاديون من ان يؤدي قرار سلطات الاحتلال حظر دخول إمدادات الوقود لقطاع غزة إلى توقف الحياة الاقتصادية وتفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع، لافتين إلى أن الاحتلال الصهيوني قد يتمادى أكثر في إحكام حصاره على قطاع غزة ما لم تكن هناك ضغوط دولية لدفعه للتراجع عن قراره.

وفرضت سلطات الاحتلال اليوم الخميس مجددا حظر دخول إمدادات الوقود عبر معبر كرم أبو سالم الرئيسي للبضائع إلى قطاع غزة، وذلك ردا على ما اعتبره وزير حرب العدو أفيغدور ليبرمان استمرار إطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة من القطاع.

وقالت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان أمس الاربعاء إن سلطات الاحتلال ستوقف توريد الوقود وغاز الطهي إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، وذلك إلى أجل غير مسمى.

 

منع دخول الوقود بمثابة خنق للقطاع ...

وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن قرار الاحتال بإغلاق معبر كرم أبو سالم أعاد قطاع غزة إلى ظروف بداية الحصار قبل عشر سنوات.

وأضاف أن هذا القرار يأتي في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة، يعكسها ارتفاع معدلات البطالة إلى ما يتجاوز 49%، ومستويات الفقر إلى أكثر من 53%، بجانب اعتماد نحو 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية.

واعتبر الطباع أن قرار العدو الصهيوني منع دخول المحروقات إلى قطاع غزة بمثابة خنق للقطاع وزيادة الضغط على مليوني مواطن يعيشون في أسوأ أوضاع اقتصادية منذ عقود، محذراً من أن القرار الصهيوني سيكون له تداعيات خطيرة، بينها توقف حركة النقل وشل الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتفاقم أزمة غاز الطهي المستخدم بالمنازل، وبشكل عام "توقف الحياة بالقطاع"، حسب وصف المتحدث.

وقال المحلل الاقتصادي "في حال عدم وجود ضغط دولي على الاحتلال لوقف إعدام قطاع غزة، فإن تل أبيب ستتمادى لتحصل بذلك أزمة إنسانية خانقة".

الضغط على قوى المقاومة لوقف المسيرات

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي سمير مدللة أنه في حال استمر القرار "الإسرائيلي" بمنع دخول الوقود وسلع كثيرة أساسية مثل إطارات السيارات وغاز الهليوم إلى قطاع غزة؛ فإن ذلك من شأنه أن يشل الحياة الاقتصادية، ويوقف حركة المواصلات وخدمات الاتصال، بالإضافة إلى إحداث أزمة بالمستشفيات والجامعات.

وحذر هو الآخر من أن استمرار القرار يهدد حياة الكثير من المرضى، في وقت تعتمد فيه المستشفيات على الوقود لتوليد الكهرباء، كما يهدد نشاط ما تبقى من المنشآت والمصانع العاملة بالقطاع، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع، في ظل غياب مخزون إستراتيجي للسلع بالقطاع.

وذكر سمير مدللة أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع انخفض مما بين ثمانمئة وألف شاحنة في اليوم في الوضع الطبيعي إلى أقل من ثلاثمئة شاحنة في الوقت الحالي، وقد يصل الرقم إلى مئة شاحنة، بينما تقدر احتياجات القطاع بأكثر من 1500 شاحنة.

ولفت إلى أن قرار الاحتلال يأتي في سياق الضغط على المقاومة بشكل عام لإيقاف مسيرات العودة والبالونات والطائرات الحارقة.

خاتمة ...

لكن ورغم الحصار والجوع والعطش نجد هذا الشعب يقاوم ويجاهد ويبذل الغالي والرخيص صغارا وكبارا يبذلون ارواحهم في سبيل الارض والعرض مصممين على مقاومة مخرز الاحتلال باياديهم واكفهم العارية ويزدادون تصميماً على المواصلة على درب الجهاد والتضحية والسير في مسيرات العودة والتي تتواصل منذ نهاية مارس/آذار الماضي في غزة -قرب الجدار الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48- للمطالبة بحق العودة الى اراضيهم ورفع  وإنهاء حصار الاحتلال الصهيوني بل وبزوال هذه الغدة السرطانية من الوجود.

سلطات العدو تقول ان مسيرات العودة والطائرات الورقية والبالونات الحارقة أدت إلى إشعال مئات الحرائق منذ أبريل/نيسان الماضي، وسببت خسائر بمئات الآلاف من الدولارات.

في المقابل، يعتبر الفلسطينيون في غزة الطائرات الورقية الحارقة والبالونات مقاومة مشروعة ضد حصار الاحتلال الصهيوني المستمر منذ أكثر من عشرة أعوام وتاكيداً على حقهم بالعودة.

علي الدمشقي - العالم