هذه الأسباب دفعت الأردن للتفكير بعودة العلاقات مع سوريا

هذه الأسباب دفعت الأردن للتفكير بعودة العلاقات مع سوريا
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

طالما كان الاردن بسبب موقعه الجيوسياسي الاستراتيجي يلعب دوراً مهمّاً في جميع الأزمات التي ضربت وتضرب المنطقة، فهو لديه حدود مشتركة مع كل من العراق والسعودية وسوريا وفلسطين المحتلة، هذا الموقع الجيوسياسي كان له الأثر الأكبر على الأزمة السورية إذ كان يستغله في سبيل تقديم الدعم المادي واللوجستي للمسلحين خاصة في الجنوب السوري.

العالم - مقالات

ما الذي تغيّر الان هل هي إرادة شعبية تفرضها الجغرافيا والتاريخ، بما يعزز الامن القومي لكلا البلدين، أم ان الاردن ضاق ذرعاً بالأزمة السورية وأنه یسعى في الفترة الأخيرة إلى حلها في شتى الوسائل؟ كما يرى مراقبون.

خلال الأزمة السورية تغيّرت المواقف الأردنية من الحكومة السورية، فعادت العلاقات التجارية إلى سابق عهدها، كما قامت عمان بالتنسيق مع الحكومة السورية لتنفيذ عدة هجمات عسكرية على بعض مواقع "داعش" عند الحدود الأردنية وذلك في الذكرى السنوية لإحراق "داعش" للطيار الأردني. وبعد انتصار الجيش السوري في مدينة حلب، سافر وفد رفيع المستوى من الأردن إلى روسيا من أجل التفاوض مع الحكومة الروسية لحلّ مشكلاته الحدودية مع سوريا وخلق مناطق خفض التصعيد في المناطق الجنوبية. كما قام الأردن بتخفيف دعمه للمسلحين عندما رأى الانتصارات المتتالية للجيش السوري والتي كان آخرها تحرير دمشق وأريافها بالكامل من الجماعات الإرهابية.

مارسوا علينا ضغوطاً كبيرة

وما ان استعاد الجيش السوري المعابر الحدودية مع الاردن من يد الارهابيين، حتى بدأ الاردن باعادة وجهة نظره حول الازمة السورية ودعا الى اعادة العلاقات مع جارته وفتح المعابر المحررة من المسلحين امام شاحنات نقل البضائع، لكن الغريب في الامر هو ما كشفه النائب الاردني نبيل هشام من أن هناك ضغوطا كبيرة مُورست على الأردن للمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا.

ودعا النائب هشام، إلى ضرورة الإسراع في إعادة العلاقات الأردنية السورية على مستوى الحكومات، موضحا أن هذه الخطوة ستعود بالنفع على الدولتين.

وقال النائب الأردني في حوار مع وكالة "نوفوستي": "لا يوجد أساس اليوم يمنع الأردن من السماح للاجئين السوريين بالعودة، وفتح الحدود مع سوريا"، معتبرا ذلك "مسألتين رئيسيتين".

وأضاف النائب الأردني أن العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وسوريا لم تقطع على جميع المستويات، مشيرا إلى أن الأردن يثق في روسيا ولهذا السبب تفضل عمّان أن تبحث كل المسائل المتعلقة باللاجئين السوريين مع الوسطاء الروس.

فتح معبر نصيب الحدودي

من جانبه، أعلن أمين عام وزارة النقل الأردنية أنمار الخصاونة، أن الوزارة تقصّت مدى جاهزية الأردن لفتح معبر نصيب (جابر) الحدودي مع سوريا. وأضاف، أنه "في حال جاهزية الجانب السوري وأمان طريق الدخول للأراضي السورية، فسيعلن الأردن جاهزيته لفتح الحدود مع سوريا".

وأشار المسؤول الأردني إلى وجود نحو 21 ألف شاحنة في الأردن ضمن قطاع الشحن، ثلثها يكفي لسد حاجات الأردن، فيما الباقية مستعدة للدخول إلى سوريا لاستئناف نقل البضائع وانسياب حركة النقل بين البلدين ودول المنطقة وأوروبا.

وقال الخصاونة إن عودة الحركة من وإلى سوريا ستشغل العديد من القطاعات أهمها قطاع النقل الذي كان كذلك ينطلق إلى تركيا وأوروبا، عبر سوريا.

ويقع معبر نصيب، بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، إذ وصل عدد الشاحنات التي كانت تمر عبره قبل الأزمة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا. وأعاد الجيش السوري في مطلع يوليو سيطرته بشكل كامل على معبر نصيب، الذي كان خاضعا للجماعات المسلحة طيلة بضع سنين من الأزمة السورية.

ختاماً، يعتقد بعض المسؤولين في الأردن أن الوقت قد أصبح مناسباً الآن للتفكير في العودة بالعلاقات إلى مستويات ما قبل الحرب ضد الحكومة السورية، هذا التقلّب كان سببه تغيّر الظروف الميدانية والسياسية لمصلحة الحكومة السورية وحلفائها، كما يمكن القول إن ثلاثة أسباب أخرى دفعت الأردن لفتح قنوات جديدة للتواصل مع الحكومة السورية وهي أزمة اللاجئين، ومناطق خفض التصعيد، وخطر تقسيم سوريا على الأمن القومي الأردني.