في ظل تصعيده الاقتصادي الأخير

سمسار البيت الأبيض يتسبب بظهور تحالفات معادية لأمريكا

سمسار البيت الأبيض يتسبب بظهور تحالفات معادية لأمريكا
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

يوما بعد آخر يصعد الرئيس الامريكي دونالد ترامب حربه الإقتصادية ضد أهم بلدان العالم دون أن يعرف مديات فعلته التي ستأتي عليه وعلى اقتصاد أمريكا قبل غيرها.

العالم- ايران

وفي نظرة سريعة الى الدول التي بدأ ترامب حربه الاقتصادية ضدها منذ وصوله الى البيت الأبيض، تؤكد أن كبار دول الشرق أصبحت في النقطة المقابلة للسياسات الامريكية، ناهيك عن حدوث شروخات متعددة بين الدول الأوروبية المتمثلة بإتحادها، والخلافات العميقة التي دقت إسفين الإنفصال بين كبريات الدول الاوروبية وسياسات ترامب الإقتصادية.

وفي برامجه الاقتصادية إزاء دول الشرق ضاعف ترامب من ضغوطه الإقتصادية على ايران وتركيا وكوريا الشمالية، والهند وباكستان والصين وروسيا والى غير ذلك من الدول الشرقية.

لكن لو دققنا النظر في سياسات هذه الدول الأخيرة لوجدنا ان ترامب يفرض على نفسه وبلاده طوقا دون أن يستشعر خطره في المستقبل على المديين القريب والبعيد.

فمن بين الدول التي بدأ ترامب ضغوطه الاقتصادية عليها يمكن النظر الى الخطوات التي تخطوها ثلاثة دول من هذه الدول وهي روسيا وايران وتركيا التي تعتبر أهم الدول المعنية بمحادثات سوتشي لحلحلة الازمة السورية المفتعلة منذ أكثر من سبعة أعوام، خاصة وإن هناك شواهد تؤكد نجاح هذه السياسات التي ستخرج سوريا من الأزمة التي افتعلتها امريكا وحليفاتها الرجعيات في المنطقة، وهذا يعني ظهور تحالف يناهض السياسات الامريكية المتهورة في المنطقة، خاصة اذا ما راجعنا التصريحات التركية الأخيرة في التصدي للمخططات الأمريكية التي أرادت تضييق الخناق عليها عسى أن تتمكن من إعادتها الى بيت الطاعة الأمريكي.

أما على صعيد دول الشرق الأقصى، يمكن اعتبار خروج ماليزيا من التحالف الذي حاولت السعودية تشكيله لضرب اليمن، وسعيها لمكافحة مركز التطرف الذي أسسته السعودية في بلادها، خطوة واضحة على فشل سياسات حليفات أمريكا في تأزيم المنطقة، ولايمكن استبعاد خروج أندونيسيا ثاني أكبر دول اسلامية في الشرق من التحالف الذي أقحمتها السعودية فيه دون موافقتها المبدئية.

اما الصين التي تنوي واشنطن فرض رسوم جمركية قد تبلغ 400 مليار دولار على صادراتها قريبا، هي الاخرى بإمكانها ان تزعزع الاقتصاد الامريكي بأيسر الخطوات، فكيف اذا التحقت بها الهند، وباكستان وباقي الدول التي تتعرض للضغوط الاقتصادية من قبل سمسمار البيت الأبيض؟!!!...

وأخيرا وقد لايكون الحدث الأخير، أثبت إجتماع زعماء الدول المطلة على بحر الخزر مطلع الاسبوع الجاري في "آكتاو" الكازاخية في بيانه الختامي أكد فيه ضرورة إبقاء بحر الخزر بعيدا عن أي تدخل أو حضور عسكري أجنبي، وهي خطوة قد تكون من أهم الخطى على تشكيل تحالف لم يقتصر على حذف الوجود الأمريكي من المنطفة فحسب، بل قد تكون النواة الرئيسية لتشكيل تحالف يناهض السياسات الامريكية في المنطقة، وقد يمتد الى خارجها، خاصة وان الكثير من الدول الاوروبية والامريكية والأفريقية تعاني من السياسات المتهورة لسمسار البيت الأبيض الحالي دونالد ترامب.

فهذا ما يحدث في منطقتنا، وقد تباركه كل دول الشرق وتتبعها أخواتها الاوروبيات وقادم الأيام يكشف حقيقة الأمر.