هل يخضع أردوغان لترامب أو ينتصر على أزمة الليرة؟

هل يخضع أردوغان لترامب أو ينتصر على أزمة الليرة؟
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

فقدت الليرة التركية أكثر من 40 بالمئة مقابل الدولار هذا العام بفعل سياسات الحكومة ودعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة الى جانب تدهور علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة وضغوطات ترامب على الاقتصاد التركي.

العالم - تركيا

قبل أيام تحول ذلك التراجع المطرد إلى انهيار، وانخفضت الليرة بما يصل إلى 18 بالمئة وسجلت العملة مستوى منخفضا جديدا  يوم أمس  عند 7.24 للدولار.

وكان وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيرق، وهو صهر أردوغان قد أعلن، المبادئ الجديدة التي سيتم الالتزام بها في النموذج الاقتصادي الجديد للبلاد.

 

حزمة إجراءات

البنك المركزي التركي تدخل بحزمة إجراءات لوقف تدهور قيمة الليرة وطمأنة المستثمرينأهمها: 

-خفض نسب متطلبات احتياطي الليرة 250 نقطة أساس لجميع فترات الاستحقاق دون استثناء

-تخفيض نسب الاحتياطي لمتطلبات الفوركس غير الأساسية 400 نقطة أساس لاستحقاقات عام وحتى 3 أعوام

 

أردوغان لواشنطن: كشفنا المؤامرة.. مع السلامة

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي إقتصاد بلاده تحت ضغوطات الشديدة، يؤكد أن سبب الأزمة هي مؤامرة خارجية وهدد الولايات المتحدة بقطع علاقات الشراكة الاستراتيجية معها، مؤكدا أن بلاده سترد على الحرب التجارية التي أطلقتها واشنطن ضدها بالتحول إلى أسواق جديدة.

أردوغان صرح أمام أنصاره بولاية طرابزون: "من يفرط في شراكته الاستراتيجية مع تركيا من أجل علاقات مع تنظيمات إرهابية، نقول له مع السلامة"، في إشارة إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد أنقرة على خلفية احتجاز الأخيرة للقس الأمريكي آندرو برونسون بتهم تتعلق بالإرهاب.

وشدد أردوغان على أن "ما فشلوا في تحقيقه عبر التحريض ومحاولة الانقلاب، يحاولون تنفيذه الآن  بالمال، وهذا يسمى صراحة حربا اقتصادية".

 

نصيحة الحوثي لأردوغان بشأن انهيار العملة التركية

 

في هذا السياق، علق القيادي البارز في جماعة "أنصار الله"، محمد على الحوثي، على انهيار العملة التركية.

وقال رئيس الهيئة العليا للجماعة عبر تغريدة بموقع تويتر: "قلناها قبل والآن يصرح بها الرئيس التركي، فما يحدث لليرة فعل أمريكي باشتراك الوكلاء لها بالمنطقة".

وقدم الحوثي لأردوغان عدة نصائح، قائلا: "انصحه داخليا بعزل بيرات البيرق (صهر أردغان) ، والتقليل من التصريحات وتنفيذها بالميدان، وازالة القيود بالمناقشة مع القطاع الخاص لبناء الثقة لإيقاف الاستيراد عبر الدول الضالعة بالحرب الاقتصادية".

 

هل ينتصر أردوغان أم يخضع لمطالب ترامب في النهاية؟

أردوغان، الرجل الفولاذي الذي يقول بلاده لن ترضخ للتهديدات ومستعدة لكافة الاحتمالات الاقتصادية، فهو يقول: "لن نستسلم، إن هاجمتمونا بدولاراتكم، فسنبحث عن طرق أخرى لتسيير أعمالنا".

يعتبر الرئيس التركي أن التقلبات في سعر صرف العملة الوطنية الليرة "لا يمكن تفسيرها منطقيا"، وهي نتجت عن "مؤامرة ضد تركيا"، ويضيف: "لقد كشفنا مؤامرتكم ونحن نتحداكم.. من الحماقة الاعتقاد بأن دولة مثل تركيا ستتعثر جراء تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية".

فالسؤال هنا هل سيصمد أردوغان و حكومته أمام الضغوطات الإقتصادية الأميركية أزمة الليرة ولا يتراجع  أمام واشنطن التي علاقاتها وطيدة مع حزب العمال الكردستاني ومع حركة غولن.. أم يخضع لمطالب ترامب في النهاية؟

صحيح أن الرئيس أردوغان أعلن اليوم بان أنقرة ستقاطع المنتجات الإليكترونية الأمريكية وقال: "إذا كان لدى أمريكا، آيفون فلدى الطرف الآخر سامسونغ" لكن شهدنا  في السنوات الأخيرة عدة تراجعات و تنازلات من قبل أردوغان.

ولكن يجب ان نستذكر ان الرئيس التركي أردوغان تراجع امام الكيان المحتل بعد ان هاجم الصهاينة بشدة في قضية "سفينة المرمرة" دعما لكسر حصار غزة.. كما انه هاجم بوتين و روسيا بعد إسقاط طائرة عسكرية روسية في شمال سوريا وأمر بقطع العلاقات مع موسكو، لكن بعد عدة أشهر تراجع و حاول في بناء علاقات جيدة مع روسيا.. أو في سوريا تراجع عن تصريحاته بشأن موضوع إسقاط الرئيس السوري بعد دعواته لسنوات لرحيل الأسد.

ولكن السؤال الان هو: هل تقطع تركيا علاقاتها مع أميركا و تخرج من دائرة التحالف مع الشيطان الأكبر وهل يصمد أردوغان لمدة طويلة أمام إملاءات واشنطن، فالأيام بيننا.

 

محمد حسن القوجاني- كاتب و محلل