هل ستنضم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الى الجيش السوري؟

هل ستنضم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الى الجيش السوري؟
الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

تشكلت قوات سوريا الديمقراطية، بناء على طلب واشنطن التي تدعمها بالتدريب والسلاح وخاضت تلك القوات معارك عدة ضد داعش، كان أهمها في بلدة الشدادي وبلدة الهول في الحسكة، وتل أبيض شمال الرقة، وعين العرب كوباني في ريف حلب الشمالي.

العالم - سوريا

قوات سوريا الديمقراطية يشار إليها باختصار قسد، هو تحالف متعدد الأعراق والأديان للجماعات التي يغلب عليها الطابع الكردي، وكذلك للجماعات العربية والآشورية/السريانية، وكذلك لبعض الجماعات التركمانية والأرمنية والشركسية والشيشانية في الحرب على سوريا.

وتتألف قوات سوريا الديمقراطية في معظمها من وحدات حماية الشعب، وهي من الجماعات الكردية في معظمها، وتقودها عسكرياً. وكان الأكراد يشكلون 40 في المائة من قوات سوريا الديمقراطية والعرب 60 في المائة في مارس 2017، على الرغم من أن مصادر أخرى تقدر المكونات العربية لقوات سوريا الديمقراطية بأنها أقل بكثير من ذلك.  

أسست في أكتوبر 2015، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بأن مهمتها هي النضال من أجل إنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، على غرار ثورة روجافا في شمال سوريا. وينص دستور الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا الذي تم تحديثه في ديسمبر 2016 على تسمية قوات سوريا الديمقراطية قوة دفاعها الرسمية.

إن الخصوم الرئيسيين لقوات سوريا الديمقراطية وحلفائها هم الجماعات الأصولية السلفية والمشاركة في الحرب على الدولة السورية، ولا سيما تنظيم داعش، وجماعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، والجماعات المنتسبة لتنظيم القاعدة، وحلفاؤها.

وقد ركزت قوات سوريا الديمقراطية في المقام الأول على تنظيم داعش، فطردته بنجاح من مناطق استراتيجية هامة، مثل الهول، والشدادي، وسد تشرين، ومنبج، والطبقة، وسد الطبقة، وسد البعث، وعاصمة التنظيم السابقة في الرقة.

ورغم الأهداف المعلنة لتلك القوات، فإن تقارير دولية عدة، آخرها صدر عن منظمة العفو الدولية، أشارت إلى انتهاكات ارتكبتها هذه القوات ضد مدنيين، تضمنت القتل والتهجير والتطهير العرقي، كما حصل في تل أبيض.

كما تطالها أيضا اتهامات بالتنسيق مع قوات الجيش السوري، الأمر الذي يثير مخاوف فصائل المعارضة السورية وتركيا.

تحدث الصحفي والمحلل السياسي غسان يوسف عن التواجد الأميركي على الأراضي السورية قائلا: نحن نعرف أن القوات الأميركية جاءت إلى سوريا بحجة محاربة الإرهاب، ومساندة الأكراد في محاربة "داعش"، ونحن نعرف أن السوريين الأكراد شاركوا بقتال "داعش" وهم مؤمنون أنه يجب القضاء على هذا الطاعون الإرهابي، الذي يهدد كل سوريا وليس المنطقة الشرقية فحسب، ولكن سمعنا عن صحيفة "واشنطن بوست" أنهم يريدون إقامة هيئة حكم انتقالي لا ترتبط بالعاصمة دمشق، وهذا خطير جدا، ونحن نتخوف أيضا من الانتخابات التي جرت في الأول من سبتمبر، وهذا يدل على أن هناك تبييت لأمر ما، فالبعض أعلن الفيدرالية، وحتى الآن ليست الأمور واضحة.

وأضاف غسان يوسف قائلا: " إذا فكر الأخوة الأكراد الانفصال عن سوريا سيكون مصيرهم كما حدث في كردستان العراق، وهذا خطر كبير على الأخوة الأكراد وعلى الدولة السورية، ونحن نعول على العقلاء الذين يريدون أن يكونوا جزءا من الدولة السورية، وأن تكون وحدات حماية الشعب الكردي هي جزء من الجيش السوري الذي يدافع عن وحدة واستقلال سوريا".

كما قال غسان يوسف: أن هناك أطراف في المنطقة لا تريد الخير لسوريا، فتركيا لديها أطماع في سوريا.

قسد": اتجهنا نحو دمشق بعد قول الأسد:"أمامنا الحوار أو الحرب

وكان الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية قد قال إن الذي دفع "قسد" للاتفاق مع الحكومة السورية هو قول الرئيس بشار الأسد إن "أمامنا الحوار أو الحرب".

وأوضح رياض درار في مقابلة مع "الميادين" أن الاتفاق مع دمشق تم "على كيفية تأمين الخدمات لمناطق سيطرة "قسد". ولفت إلى أنه ليس بين "قسد" والجيش السوري أي دماء.

وكان رياض درار، قد قال إن "زيارة وفد المجلس إلي دمشق تأتي بناء علي دعوة الحكومة السورية للتفاوض، وذلك لزرع الثقة لأن التفاوض بلا شروط هو هدفنا".

وأشار درار إلى أن ذلك الاجتماع كان نتيجة "لقاءات تشاورية مع الأحزاب الكردية في مدينة الطبقة شمالي سوريا، تحت شعار الحل السياسي، والتي اتفقنا فيه علي الانفتاح الكامل على عودة الدولة السورية في كامل مناطق البلاد وعودة الأمن والاستقرار والحديث عن لوازم هذا الأمن سواء عسكري أو سياسي".

محلل: "سوريا الديمقراطية" حسمت الأمر وأدركت أن المستقبل هو الجيش السوري

وكان مهند الضاهر، المحلل السياسي السوري، قد قال، إن اللقاء الذي جمع مجلس "سوريا الديمقراطية" مع الحكومة السورية، كان إشارة على حسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أمرها.

وتابع الضاهر أن "لقاء ممثلي الأكراد مع الحكومة السورية، جاء بناء على طلب من الطرف الأول، وكان للحوار في أمر خدمية".

وأشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية حسمت الأمر، وعرفت أن المستقبل هو للجيش العربي السوري، وقريبا سيسلم الأكراد المناطق التي تحتوي على الثروات المعدنية وغيرها للدولة السورية".

وأوضح المحلل السوري، أن الوفد الكردي جاء دون شروط مسبقة، وطالبت الحكومة السورية في اللقاء ألا يكون هناك سلاح إلا في يد الجيش السوري.

وتوقع الضاهر تسوية كاملة بين حكومة دمشق والأكراد، وسيتسلم بموجبها الجيش السوري السيطرة على المناطق، ويتم دحر الوجود الأميركي بها.".

وكان وفد من مجلس سوريا الديمقراطية، قد أعلن عن وصوله إلى العاصمة السورية "دمشق" للمرة الأولى، للتفاوض مع الحكومة السورية للوصول إلى "اتفاق سياسي".

واخيرا المفاجأة

هذا ورجحت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، انضمام قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الذراع العسكري للمجلس، بصيغة أو بأخرى إلى الجيش السوري في المستقبل.

وأشارت في حديث للـ “بي بي سي” إلى أن ذلك قد يتحقق، عندما يتم الاتفاق على مستقبل سوريا ونظام الحكم فيها، وقالت إنّ طرفي المفاوضات لم يتطرقا إلى قضايا الأمن بعد.

وأكدت، أن المناطق النفطية في منطقة الجزيرة وشرق الفرات، ستظل تحت حماية القوات الكردية، إلى أن يتم حل الأزمة السورية.