نحو عزل ترامب من الرئاسة الأمريكية

نحو عزل ترامب من الرئاسة الأمريكية
الجمعة ٢٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

في سنة 1973 كان الرئيس الأمريكي نيكسون هو أول من استخدم هذه الحيلة عندما قام بطرد المحقق الخاص المخول بالتحقيق في حادثة «ووترجيت»، لكن الأمور لم تجر كما تمنى، فكانت هذه الخطوة بمثابة فتيل أشعل الغضب الشعبي في وجه نيكسون، وأجبر مجلس الشيوخ على الإسراع في إجراء التحقيقات بعد ذلك.

العالم-تقارير

هذه الحادثة جعلت المقارنة بين مصير ترامب ومصير نيكسون معقولة إلى حد بعيد، فالسياسات الأمريكية ليست متسامحة مع فكرة استخدام إجراء قانوني بهدف عرقلة إجراء قانوني آخر، وهو الأمر الذي لم ينتبه له ترامب على الأرجح.

«ترامب خطر على الديمقراطية».. آلاف الدولارات لتمويل أعمال من حكومات خارجية. لم يكن «أل جرين» هو السياسي الوحيد الذي طالب بإجراء تحقيق مع الرئيس ترامب ، «ستيف كوهين» ممثل الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن مدينة «ممفيس»، ومعه خمسة أعضاء آخرين من الحزب الديمقراطي، تقدموا كذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بطلب إجراء تحقيق مع ترامب، مبررين طلبهم بأن الرئيس دونالد ترامب أصبح «خطرًا على الديمقراطية».

وقال كوهين: «حان الوقت لنوضح للشعب الأمريكي، ولهذا الرئيس، أن سلسلة التصرفات التي اخترق فيها الدستور الأمريكي يجب أن يجري إيقافها عن طريق التحقيق معه».

هذه المرة كانت الاتهامات المرفقة بطلب التحقيق تتضمن اتهام ترامب بعرقلة العدالة في التحقيق الجاري بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، كما في عريضة «جرين»، إضافة إلى اتهامات بخرق الدستور الأمريكي بتلقي آلاف من الدولارات في تمويل أعمال من حكومات خارجية؛ لإقامة مؤتمرات أو لقاءات في المؤسسات المملوكة لترامب.

وأشارت تفاصيل هذا الاتهام إلى أن المملكة العربية السعودية دفعت – بحسب تقارير – 270 ألف دولار للفندق الدولي المملوك لترامب بواشنطن العاصمة، كما دفعت القنصلية الكويتية ما يتراوح بين 40 ألف و60 ألف دولار، إضافة إلى تعمده الدائم زيارة أماكن يمتلكها بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، ما كلف الحكومة الأمريكية قرابة 137 ألف دولار.

لائحة الاتهام شملت أيضًا إهانة القضاء الفيدرالي، بطريقة حديثه غير اللائقة عن القضاء، والتقليل من حرية الإعلام عن طريق تعمده ذكر الوسائل الإعلامية بشكل دائم متهمًا إياها بمنصات «الأخبار المفبركة»، بوضع كل هذه «الجرائم» في الحسبان، فإن إجراء تحقيق عاجل مع الرئيس ترامب يجب أن يعتبر «تصرفًا وطنيًا»، بحسب عضو الكونغرس «أل جرين».

من جانب أخر اتهمت ثلاث نساء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتحرش الجنسي، حيث أكدن روايتهن لشهادة أدلين بها في 2016. وجاءت هذه التصريحات خلال برنامج تلفزيوني أمريكي، من جانبه سارع البيت الأبيض إلى اعتبارها "اتهامات غير صحيحة".

أعادت ثلاث نساء اتهمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2016 بالتحرش الجنسي رواية شهاداتهن ضده ، وطالبن الكونغرس بفتح تحقيق في قضاياهن.

وسبق أن أدلت النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 وأكثر من 70 عاما بشهاداتهن أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016. وكررن الاثنين رواياتهن أثناء البرنامج الصباحي لقناة "إن بي سي" التي سارع البيت الأبيض إلى اعتبارها "اتهامات غير صحيحة."

وروت ريتشل كروكس التي كانت في سن الـ 22في2005  كيف قبلها الثري على فمها بغير رضاها عندما كانت موظفة استقبال في برج ترامب. وأوضحت أنها شعرت "أنها مهددة إلى حد ما"، كما لو أنه "لم يكن أمامها من خيار آخر."

وقالت "أطالب لذلك أعضاء الكونغرس بوضع انتماءاتهم السياسية جانبا، والتحقيق في تاريخ ترامب في الإساءات الجنسية".

من جهتها قالت جيسيكا ليدز إن ترامب تحسس جسدها بغير رضاها في طائرة في السبعينيات.وقالت "كانت يداه في كل مكان، كان يقبلني ويتحسسني".

كذلك روت سمانثا هولفي التي شاركت في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة التي كان ينظمها ثري العقارات ترامب، أنه كان يزور المرشحات في الكواليس وينظر إليهن بشبق، كما لو كن "قطعا من اللحم".

بالرغم من التحسن الواضح في الاقتصاد الأمريكي، من وجهة نظر الاقتصاديين اليمينيين، والارتفاع العام لمؤشرات سوق الأوراق المالية، وانعكاس ذلك على الأجور الآخذة في الارتفاع، وقرب الانتهاء الكامل من وجود لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، والسيطرة الكبيرة على معدلات الهجرة غير الشرعية؛ إلا أن معدلات رفض، ومعارضة المواطنين الأمريكيين للرئيس الحالي دونالد ترامب ترتفع لمعدلات قياسية مقارنة بكل الرؤساء الذين سبقوه.

ليس هذا هو الرقم القياسي الأول لترامب فيما يخص معدلات فقدان التأييد الشعبي؛ فقد حصد لقب أسرع رئيس أمريكي يفقد تأييد أكثر من نصف الأمريكي، إذ وصلت نسبة المعارضين له إلى 51% من الشعب الأمريكي يوم 28 يناير (كانون الثاني) 2017، أي بعد ثمانية أيام فقط من توليه المنصب، أما في منتصف ديسمبر الحالي فقد بلغت نسبة مؤيديه 38%، مقابل 56.4% للمعارضين.

بالتأكيد لا يمكن إرجاع هذه النسب القياسية في المعارضة الشعبية لترامب إلى سبب واحد، فالحقيقة أن الأمر أكثر تعقيدًا، وهناك الكثير من الأسباب التي تصلح أن تكون سببًا منطقيًا لتفسير هذه الظاهرة.

ترجع الكثير من التحليلات هذا التدني في شعبية ترامب إلى حسابه الشخصي على تويتر، فقد أكدت استطلاعات رأي أقيمت في الولايات المتحدة، أن أحد أكثر النقاط اتفاقًا بين المحافظين والديمقراطيين في الولايات المتحدة أنهم جميعًا يكرهون تغريدات الرئيس على تويتر، والمتتبع لتغريدات ترامب يستطيع الخروج بنتيجة عامة، وهي أن الرئيس الأمريكي مهتم بالنزاعات الشخصية مع بعض المشاهير من الرياضيين والإعلاميين، وكذلك بعض المنصات الإعلامية الشهيرة في الولايات المتحدة أكثر من اهتمامه بالمهام الرئيسة لمنصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

نحو عزل ترامب من الرئاسة الأمريكية

أفادت قناة "CNN" الأميركية بأن البيت الأبيض يبحث إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه.

وجاء الخبر نقلًا عن مصادر لـ "CNN" بأن محاميي البيت الأبيض بدؤوا البحث عن إجراءات عزل الرئيس من منصبه، كإجراء احترازي في حال احتاج دونالد إلى معارضة محاولة عزله.

وأشارت إلى أن نتائج هذه التباحثات لا تزال غير رسمية، حيث أفادت المصادر التي صرحت بذلك للقناة الأميركية بأن البيت الأبيض يجري هذه الإجراءات الاحترازية لعلمه بأن دونالد له حلفاء جمهوريون وفي الكونجرس".

وأضافت أن ورقة عزل الرئيس الأميركي لن تُطرح حاليًا، وفق ما يُتداول في النقاشات؛ رغم بدء عمل محاميي البيت الأبيض في جمع المعلومات بشأن القرار.

وتجري وزارة العدل الأميركية تحقيقًا خاصًا بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية التي نتج عنها فوز دونالد ترامب.

 

محاولات عزل ترامب عن الرئاسة لا تجد دعما كافيا رغم تصاعد الغضب من تصرفاته

أثار أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غضبا في أوساط الديمقراطيين في الكونغرس من جميع النواحى، ولكن المطالبة لإقالته لم تجد دعما كافيا.

وعلى النقيض من ذلك، حاول القادة الديمقراطيون، بحجة البرغماتية السياسية، كبح جماح الدعوة المتحمسة التى أطلقها العديد من الليبراليين لتصعيد الحملة ضد ترامب في أعقاب المؤتمر الصحافي المشترك الذى عقده مع بوتين في العاصمة الفلندنية، الاثنين.

وجادل قادة الحزب الديمقراطي بأنه ليس من المستبعد ان تكون الاتهامات غير قابلة للتحقيق في ظل الكونغرس الذى يسيطر عليه الحزب الجمهوري فحسب، بل يمكن ان تقوض فرص الديمقراطيين في استعادة مجلس النواب في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما يحتاج الحزب إلى تقليب المقاعد في المناطق ذات الميول المحافظة.

وقال ديمقراطيون ان الهجوم العدواني للإطاحة بالرئيس قد يؤدى إلى فقدان أصوات الناخبين في المناطق المحافظة، وقال النائب ستينى هوبر (ميرلاند) إن تصرفات ترامب كانت خيانة ولكن، في هذه المرحلة، سيكون الأمر بمثابة إلهاء للجمهور، مشيرا إلى ان هناك حاجة إلى اجتياز الانتخابات والتعامل مع القضايا الاقتصادية وقضايا الرعاية الصحية. وسلطت المناظرة التى تلت القمة الضوء على التوترات التى طال أمدها بين دعاة عزل ترامب من الليبراليين وزعماء الحزب الذين يحذرون من أن الجهود المستقبلية لفحص الرئيس ستتلاشى إذا تمكن الحزب الجمهوري من الاحتفاظ بالأغلبية في الكونغرس.

وتغذى الجماعات الليبرالية هذا الانقسام بالقول إن الديمقراطيين كانوا متساهلين، أكثر من اللزوم، مع ترامب، وإن محاولات تفكيك قاعدته الشعبية تعرضت للخطر، وهي الحجة التى أبرزتها الهزيمة المذهلة للنائب جوزيف كراولي إلى ناشطة تؤيد العزل، تدعى الكساندرا أوكاسيو كورتيز (28 عاما).

واكد النائب لويس جوتيريز على «عدم وضع مصالح الحزب قبل الديمقراطية»، وقال: «يجب ألا نضع مصالح البلاد جانبا بسبب المؤثرات على الانتخابات».

وكانت تصريحات ترامب في هلسنكى، في أعين النقاد، بشأن وكالة الاستخبارات الأمريكية والتدخل الروسي في انتخابات 2016، لحظة محورية تعزز أيمانهم بأن ترامب ليس مناسبا للسلطة، وألقى العديد من الديمقراطيين خطبا نارية على أرضية مجلس النواب لحشد الدعم لحملة عزله.

إلى ذلك، قالت الممثلة زوي كرافيتز، التى تلعب دور البطولة في الجزء الأخير من أفلام «هاري بوتر» إنه إذا كان بإمكانها استخدام تعويذة سحرية في الحياة الحقيقية، فإنها ستستخدم قوتها لإقالة الرئيس الأمريكي ترامب.

وأكدت كرافتيز أثناء حديث مع جمهور (سان دايغو كوميك كون) إنها ستستخدم السحر لإقالة ترامب أذا كان بإمكانها استخدام تعويذة في الحياة. وقال دان فوغلر، نجم آخر في الفيلم، بانها بالتأكيد ستستخدم أقصى طاقة من السحر في ذلك، وقد لعبت كرافتيز دور الفتاة المعشوقة في جزء (الوحوش الرائعة وأين تجدها).

ولم يصدر عن رولينج جي كي، مؤلفة سلسلة هاري بوتر، أي تعليق على تصريحات نجوم الفيلم ولكن من المعروف عنها إنها من منتقدي ترامب، وغالبا ما تستخدم حساب تويتر لانتقاد الرئيس الأمريكي.

 

"إذا تم عزل ترامب فستكون الولايات المتحدة عرضة لهزات مريعة"

تحدث المستشار السياسي أناطولي باسرمان إلى تاتيانا تراكتينا، مراسلة موقع "برافدا.رو"، عما كتبته الغارديان من أن عزل ترامب قد يتم قبل حلول عيد الميلاد.

 فقد أعرب محرر الصحيفة بول مايسون عن اعتقاده بأن أيام دونالد ترامب في منصب رئيس الولايات المتحدة أصبحت معدودة في ضوء التهم الرئيسة الموجهة إليه، وهي التعاون مع رجال أعمال روس كبار، ومساعدة الكرملين له خلال فترة حملته الانتخابية. ووفقا لصاحب المقالة في الصحيفة البريطانية، يجب على نخبة اليمين المتشدد في الولايات المتحدة أن تختار: إما أن تترك ترامب بحاله وبما هو عليه، أو تجعل من نائبه مايك بينس رئيسا للبلاد. المراسلة الصحفية لموقع "برافدا. رو" طلبت من المستشار السياسي والكاتب الصحافي الشهير أناطولي باسرمان التعليق على ذلك.

يقول باسرمان ترامب لم يعطِ وعلى الأرجح لن يعطي أي مبررات لعزله من منصبه الرئاسي، وهم غير قادرين على عزله من مقعد الرئاسة فقط لأنهم يرغبون بإجراء ذلك وبالسرعة الممكنة. إذ إن الدستور الأمريكي العريق والأعراف السياسية كانت دائما موضع فخر خاص لدى الأمريكيين، رغم أنهم يفسرون دستورهم وأعرافهم السياسية بصورة غريبة جدا، ويسعون دائما للابتعاد عن الحالات القسرية وقلب الأمور رأسا على عقب. بينما في حالة التعامل مع دونالد ترامب تغير كل شيء، وفي سعيهم لإثبات ذنبه، نزعوا كل عباءات التقاليد السياسية.

وبأي حال كان، إذا تمكنوا من عزل ترامب، فإن الولايات المتحدة ستشهد مرحلة من الاضطرابات المرعبة جدا، وستتعرض الحياة السياسية برمتها في البلاد إلى التصدع، وستكون لذلك عواقب وخيمة على مجالات مختلفة من حياة الأمريكيين. لذا لا أتوقع أن يعزل ترامب، على الرغم من أنني أاتمنى ذلك، لأن تقويض هذا البلد هو في مصلحتنا. ولكن بما أننا في هذه الحالة لا نعرف أي شياطين ستقفز حينئذ إلى الواجهة، فإن من الأفضل ألا يحدث ذلك.

 

لماذا ذهب ترامب إلى باريس؟

أما فيما يتعلق بمايك بنس، فهو في الحقيقة وُضع "ناظرا" عليه من قبل أولئك، الذين لا يعجبهم برنامج ترامب، والرئيس يعي ذلك، ولهذا يحاول استخدامه فقط في الأغراض الاحتفالية البحتة، والحيلولة دون اقترابه من عملية صنع القرار. وهذا في الحقيقة يتوافق تماما مع التقاليد الأميركية، التي تنص على أن الواجبات الرسمية المباشرة والوحيدة لنائب الرئيس، هي الجلوس وانتظار وفاة الرئيس.

وفي واقع الأمر، لا يوجد لدى ترامب في الوقت الراهن فريق عمل محترف. من جهة، لمحدودية الناس القادرين على العمل على المستوى الحكومي العالي، وترامب يعرف ذلك من تجربته الخاصة كرجل أعمال، ومن جهة أخرى، وبسبب عمليات تشويه السمعة، التي يتعرض لها ترامب، فان أي دعوة إلى العمل في فريقه يُنظر إليها كنزهة في حقل ألغام وإفساد للسمعة الشخصية على مدى ما تبقى من الحياة. لهذا، لا أعتقد بأنه سيكون لدى ترامب فريق عمل جيد في المستقبل القريب.

 

ترامب "ينحني" أمام الكونغرس ويوقع مشروع قانون العقوبات بـ"عيوبه"

وبالمناسبة، حزب الرئيس عادة يرفد فريق عمله بالكادر الحرفي المطلوب، ولكن تكونت بين الرئيس ترامب وحزبه الجمهوري علاقة معقدة للغاية. وعلى الرغم من أن الشعارات الرئيسة لترامب تطابقت مع شعارات الحزب، فإن السياسيين الأمريكيين، قانونيا وبموجب الأعراف والتقاليد الأمريكية، غير ملزمين بتنفيذ وعودهم التي أعطوها أثناء فترة الحملة الانتخابية، وكل ما قالوه في أثناء تلك الفترة لا يخضع للمقاضاة أمام القانون. لذا يحق للسياسيين وعن عمد أن يدجلوا في مسار سباق الانتخابات. وتبعا لذلك، ليس ضروريا أن يتطابق البرنامج الانتخابي مع النشاط المستقبلي لرئيس للدولة، في حين أن ترامب قرر تنفيذ برنامجه الخاص بجدية، ولهذا أداروا له ظهرهم في الحزب "العريق والكبير".

يواجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مخاطر متزايدة بإمكانية عزله قبل انتهاء فترته الرئاسية بعد إدانة مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت بالاحتيال، واعتراف محاميه الشخصى السابق مايكل كوهين بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية.

 وتم صياغة العزل فى الدستور الأمريكى فى ميثاق فيلادليفيا لعام 1787 عندما اقترحه بنجامين فرانكلين كطريقة جيدة للإطاحة بالرؤساء "المكروهين". ويمكن عزل الرؤساء الأمريكيين بشكل قانونى من منصبهم لو تمت إدانتهم بالخيانة أو الرشوة أو جرائم كبرى أخرى أو جنح.

لكن العزل الناجح يتطلب تصويت بالأغلبية من مجلس النواب بعد تصويت بأغلبية الثلثين فى مجلس الشيوخ. ولم يحدث أن تم عزل أى من رؤساء أمريكا السابقين.

 فبعد الحرب الأهلية الأمريكية قرر مجلس النواب عزل الرئيس أندرو جونسون، وبدا الأمر بعدما قام جونسون الديمقراطى بالإطاحة  بوزير الحرب الجمهورى إدوين ستانتون دون موافقة من الكونجرس، وهو ما تم اعتباره انتهاكا للقانون الفيدرالى.

وفى المجمل، تبنى مجلس النواب 11 من مواد العزل ضد الرئيس. لكن فى عام 1868، تم تبرئة جونسون فى تصويت مجلس الشيوخ ب 35 صوت ضده مقابل 19، وكان عزله يتطلب 36 صوتا.

 ولم يعد عزل الرؤساء إلى المشهد الأمريكى مرة أخرى إلا فى بداية سبعينيات القرن الماضى مع الكشف عن فضيحة "ووتر جيت" الأمريكية وتورط الرئيس ريتشارد نيكسون فى التجسس على الديمقراطيين، وفى محاولة لإنقاذ رئاسته، أقال نيكسون المحقق فى قضية ووتر جيت أرشيبالد كوكس، وهو ما أدى إلى رد فعل عكسى جعل عزل نيكسون أمرا حتميا، مما دفعه إلى الاستقالة تجنبا لهذا المصير المشئوم.

وفى عام 1998، تم استخدام إجراءات العزل ضد الرئيس بل كلينتون بسبب كذبه فى فضيحة مونيكا لوينسكى، وصوت مجلس النواب لصالح عزل كلينتون. لكن الديمقراطيين نجحوا فى تبرئته فى مجلس الشيوخ.

 وتعد عملية العزل سياسية أكثر من كونها قانونية، بحسب ما تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، ويسيطر حزب ترامب الجمهورى على مجلسى الشيوخ والنواب، لكن الولايات المتحدة ستشهد فى نوفمبر المقبل انتخابات التجديد النصفى التى ربما تؤدى إلى تغيير خريطة الكونجرس، ومن ثم تحديد مصير ترامب.