هكذا تكشف "الذئاب المنفردة" عن خطط البغدادي

هكذا تكشف
السبت ٢٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

كشفت عملية الهجوم الإرهابي على بوابة "كعام" في ليبيا الخميس الماضي، عن مرحلة جديدة يعد لها تنظيم "داعش" الإرهابي داخل ليبيا، بعد رسالة البغدادي الأخيرة بحسب خبراء في هذا الشأن.

العالم - ليبيا

وكشف الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة سامح عيد، أن رسالة البغدادي الأخيرة تشير إلى أنه لا يزال حيا، "في حال إن كان الصوت المذاع صوته بالفعل"، وأن الفترة المقبلة قد تشهد عمليات كبرى في مختلف أنحاء العالم، خاصة عمليات "الذئاب المنفردة" التي دعا إليها البغدادي.
وأضاف، أن القيادات الميدانية لا تزال تعمل بشكل غير معلن في مختلف الدول العربية والأوروبية.

كما قال المحلل السياسي الليبي محمود المصراتي، إن "العملية التي وقعت في ليبيا يمكن اعتبارها استجابة لنداء البغدادي أمير التنظيم الإرهابي"، مشيرا الى انها "جاءت بشكل فردي لتؤكد على اتباع التنظيم استراتيجية الذئاب المنفردة".
وأضاف، أن "أعداد أفراد التنظيم ليسوا بالأرقام التي يشار إليها بالآلاف، إنما هي أعداد قليلة تتوزع في الدروب الصحراوية وبعض الخلايا النائمة في سرت ودرنة وطرابلس وبعض المناطق الأخرى، وأنهم لم يعد لديهم القدرة على العودة مجددا كما كانوا في السابق، وأنهم يسعون للقيام بعمليات فردية بين الحين والآخر في مناطق متفرقة من ليبيا".

وبحسب المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم ، فإن الجماعات الإرهابية تعتمد على هذه الآلية بعد تلقيها الهزائم، حيث تقوم العناصر بعمليات فردية من تلقاء نفسها دون ترتيب مع قيادة التنظيم في الداخل أو في  الخارج.
ويؤكد إبراهيم أن هذه الآلية لا تقتصر على ليبيا فحسب، بل يتم العمل بها في العديد من الدول التي يصعب فيها التواجد العلني.

وكان زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، قد وجه رسالة في أول خطاب منسوب له منذ نحو عام، دعا فيها أنصاره للثبات، وقال في تسجيل صوتي "ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين ليس مرهونا بمدينة أو بلدة سلبت، وليس خاضعا لما يملكه مملوك من تفوق جوي أو صواريخ عابرة للقارات أو قنابل ذكية".

وبحسب مصادر ميدانية ليبية فأن هناك العديد من العناصر من "الذئاب المنفردة" تتواجد في مناطق الخمس وزلتين وجنوب سرت وبين مصراته وطرابلس، كما تتواجد بعض الخلايا النائمة في مدينة درنة، خاصة في ظل تأكيد مصادر عدة في مرات سابقة عن أن المسلحين تمكنوا من الفرار قبل محاصرتهم، وأنهم يسعون لاستعادة أنشطتهم في أماكن أخرى من البلاد، وكذلك القيام بعمليات انتقامية سواء من القوات الأمنية أو الخدمات العامة.

وأسفر الهجوم الذي وقع الخميس الماضي، عن مقتل 4 من رجال الأمن في البوابة وإصابة نحو 10 آخرين، نقلوا جميعا إلى مستشفى زليتن التعليمي.