تحركات عسكرية ومشاورات أممية عاجلة.. هل اقتربت معركة ادلب؟!

تحركات عسكرية ومشاورات أممية عاجلة.. هل اقتربت معركة ادلب؟!
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوری إرسال تعزيزاته العسكرية باتجاه خطوط التماس على محاور محافظة إدلب شمالي البلاد، لتشدید الخناق علی الجماعات المسلحة أعلنت مصادر سورية ان الجيش استقدم مقاتلين من الذين أجرو مصالحات وتسويات مع الحكومة السورية للمشاركة بالمعركة المرتقبة.

العالم- سوریا

ومحافظة إدلب هي المنطقة الوحيدة في سوریا التي تخضع الآن لسيطرة الجماعات المسلحة. و قد بدأ الجیش السوري منذ عدة أیام استقدام تعزيزات عسكرية إلى تخوم إدلب من جهة أبو الضهور کما نشرت وزارة الدفاع الروسية فعلا أقوى مجموعة من السفن الحربية في البحر المتوسط ​​خلال كامل فترة مشاركتها في عملية محاربة الارهابيين في سوريا، معظمها مجهزة بالصواريخ المجنحة "كاليبر"، بالإضافة إلى غواصتين.

ووفق مصادر روسية یتم نشر المجموعة في البحر لدعم عملية الجيش السوري في محافظة إدلب کما أنها تعمل علی توفیر الاستقرار في المنطقة وعدم إعطاء فرصة لإعادة إشعال حرب واسعة النطاق.

كما أفادت الدفاع الروسية في هذا السياق بأن الولايات المتحدة عززت في الفترة الماضية مجموعة قواتها الضاربة في مياه البحر الأبيض المتوسط استعدادا لشن ضربات صاروخية جديدة على سوريا، إلا ان وزارة الدفاع الأمريكية زعمت بأن التقارير الروسية حول زيادة الولايات المتحدة عدد حاملاتها للصواريخ المجنحة في الشرق الأوسط تمهيدا لشن ضربة على سوريا "لا تتوافق مع الحقيقة".

ووسط هذه التحركات العسكرية التي تجري على قدم وساق استعدادا لبدء معركة ادلب المرتقبة أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الثلاثاء، أن بلاده دعت إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لإجراء مشاورات حول الأوضاع في إدلب السورية، وستعقد الجلسة اليوم.

وشدد الدبلوماسي الروسي للصحفيين، على أن ما يسمى تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي تشكل "جبهة النصرة" الإرهابية عموده الفقري، بصدد القيام باستفزاز كيميائي بالغ الخطورة في المنطقة، حيث سيصور عناصر ما يسمى جماعة "الخوذ البيضاء" فيديوهات ليتم استخدامها كذريعة لشن هجوم عسكري مكثف على سوريا من الخارج.

وعلی الصعید السیاسي یبدو أنه إذا ما فشلت تركيا في مساعيها لدى الجماعات المسلحة في ادلب، أو تعاملت مع المهلة الروسية المقدمة إلیها بغير الجدية المطلوبة، فسيصبح العمل العسكري أمرا محتما، وكل المؤشرات تؤكد أنه سيكون خاطفا ومكثفا وكاسحا بحيث يكفل إنهاء الوضع والسيطرة عليه خلال أيام معدودات وعلى الأغلب أنه سيبدأ فور انتهاء المهلة الروسية مباشرة.

وفي ظل هذه الاوضاع، تتزايد التحذيرات من تحضير الارهابيين لشن هجوم کیمیاوي مفبرك في محافظة ادلب والاستعدادات العسكرية الامريكية لشن عدوان جدید علی سوریا بذريعة كيمياوي ادلب المفبرك. وهذا إن دل علی شيء فهو یدل مرة أخری علی أن من يقوض الاستقرار في الشرق الاوسط ويخلق الازمات والفتن والحروب في المنطقة هي الولايات المتحدة الامريكية وليس حركات المقاومة؛ الولايات المتحدة التي صنعت ورعت ودعمت الجماعات الارهابية ولا تزال في سوريا والعراق واليمن، ووقفت الى جانب الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وارتكبت مجازر مروعة بحق الشعب اليمني في اطار العدوان الامريكي السعودي المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات على اليمن

ولیس من شك في أن الحدیث عن استقرار السلام و الأمن في المنطقة سیبقی من دون جدوی ما لم تتراجع أمریکا وحلفاؤها عن سیاساتها لدعم الإرهاب و التنظیمات الإرهابية. ولا شك في أن هذه الأمنية لا ولن تتحقق بسبب الغطرسة الأمریکية ورغبتها الواضحة في الهیمنة وبسط نفوذها في العالم والتدخل فیما لا یعنیها وکذلك بسبب وجود کیان الاحتلال الصهیوني في الشرق الاوسط والتزام أمریکا، قولا و فعلا، بضمان أمنه واستقراره.