أياد خفية تعرقل التقارب بين الكوريتين!

أياد خفية تعرقل التقارب بين الكوريتين!
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

صرح مسؤول كوري جنوبي كبير، اليوم الخميس، بأن الكوريتين اتفقتا على عقد قمة بين زعيميهما في بيونغ يانغ خلال الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر/ أيلول ومناقشة "الإجراءات العملية" لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

العالم- أسيا والباسفيك

وقال مستشار الأمن القومي بكوريا الجنوبية تشونغ إيوي يونغ للصحفيين بعد يوم من لقاء عقده في بيونغ يانغ مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إن "زعيم كوريا الشمالية شدد مجددا على ضرورة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وأبدى استعداده للتعاون عن كثب في هذا الصدد مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية، عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إن على الكوريتين أن تعززا جهودهما الرامية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وأن يواصلا تعزيز روابطهما المشتركة التي اقتربت من حالة السلام والمصالحة.

وقالت الوكالة إن كيم تحدث مع مسؤولي كوريا الجنوبية عن القمة الكورية المزمع عقدها في بيونغ يانغ الشهر الحالي وإنه تم التوصل لاتفاق مُرض.

كوريا الشمالية تتهم واشنطن بعرقلة التقارب بين الكوريتين

موضوع التقارب بين الكوريتين يطرح نفسه في وقت، تتهم بيونغ يانغ واشنطن، بعرقلة جهود تطبيع العلاقات بين الكوريتين.

وقالت صحيفة "رودنغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الكوري الشمالي قبل أيام، إن واشنطن أبدت عدم ارتياحها من قمة الكوريتين، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة مخطئة بشأن إعلان بانموجنوم، وقد تعتبره تعهدا لتنفيذ عقوباتها".

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان تحسن العلاقات بين الكوريتين قد انتهك مصالح واشنطن، أو أن التعاون بينهما قد أحدث شقوقا في التحالف القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، فيما أكدت أن "تحسن العلاقات بين الكوريتين لن يؤذي واشنطن".

أما موقع "أوريمينجو ككيري" الدعائي الكوري الشمالي، فقد دعا الجارة الجنوبية، إلى "عدم النظر إلى الآخرين عند تنفيذ إعلان بانمونجوم، وحل جميع القضايا من خلال حشد جهود الأمة".

كما حذر من انهيار العلاقات بين الكوريتين "في حال الاعتماد على القوى الخارجية".

أميركا ترى من مصلحتها ان تبقى الكورييتان في عداء مستمر

وكلما تبدأ الكوريتان بازالة العوائق بينهما وتعتزمان على ايجاد الصلح بينهما تظهر ازمة حالة دون الصلح بين الاثنين! 

بعد حرب الكوريتين ظلت ازمة الدولتين الشمالية والجنوبية متأزمة وكلما ارادت الاثنتان الى تسوية الخلافات بينهما ظهرت ازمة جديدة احالت التسوية بينهما وبقي التهديد بين الاثنين باق

اثر حظر الامم المتحدة واميركا على كوريا الشمالية اخذت الاخيرة منحى التسلح النووي، اما الجنوبية بقيت معتمدة على اميركا في اقامة مناورات استفزازية، تشجع الشمالية وتعطيها التبرير لان تسلح نفسها نوويا حتى اصبحت الشمالية الى درجة من التسلح حيث بدات تهدد اميركا بان صواريخها النووية تستطيع ان تقصف اي نقطة في اميركا. وكلما اعلنت الشمالية من انجاز نووي جديد تسارعت اليابان وكوريا الجونبية الى اميركا تطلبان منها ان تضع حد للتسليح النووي لكوريا الشمالية، لكن الاخيرة بما تكن من عداء شديد لاميركا لانها السبب في تقسيم الجزيرة الى دولتين وان الحظر الاميركي عليها اوجعها كثيرا فبدات تسلح نفسها بالنووي، وبعدما ان علمت انها اصبحت نووية وان صواريخها تصل اميركا، بدا كيم يهدد واشنطن، فثم أتى رد ترامب.

بعد مرور وقت، اشترط زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، من بكين، على واشنطن وسيئول اتخاذ إجراءات تدريجية ومتزامنة لتحقيق السلام، تمهد لقبوله بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

لقاء مفاجىء بين رئيسي كوريا الجنوبية والشمالية

وأحدث الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مفاجأة عندما التقيا في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكورتين.

لاشك ان هذا اللقاء لقى اصداء وترحيبا واسعا من ابناء شعبي الكوريتين واستبشرت العوائل التي انفصلت عن بعضها البعض نتيجة الحرب، بالخير وتأملت بذهاب الصعوبات بين البلدين، الا ان هذا السرور والفرحة لم يدم طويلا حيث نادلات هاربات يشعلن أزمة جديدة بين بيونغ يانغ وسيئول! اوجع قلوب اهالي الكوريتين.

ويبقى السؤال المهم وهو ألا توجد اياد أميركية خفية ترى من صالحها ان تبقى الكوريتان في توتر وازمة مستمرة؟ ويرى مراقبون ان هذه الايادي تعمل من وراء الكواليس ان تبقى شبه الجزيرة الكورية في اضطراب دائمي حتى تمرر اجندتها السياسية وتضمن مصالحها ضد الصين وروسيا، وان السلام بين الكوريتين يعنى عدم ضرورة تواجد الجيش الاميركي في كوريا الجنوبية وفي اليابان. واشار المراقبون ان واشنطن تعطل دائماً في مجلس الأمن الدولي مشاريع روسية- صينية يدعم التقدم الحاصل على مسار المصالحة في شبه الجزيرة الكورية، مما يثير التساؤلات حول النوايا الحقيقية لواشنطن تجاه تحسين العلاقات بين الكوريتين.

محمد حسن القوجاني