"يوم لك ويوم عليك".. مصير دعاة الوهابية في ظل حكم إبن سلمان!

الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

منذ استلام محمد بن سلمان السلطة في السعودية كولي للعهد ورواج مشروعه الاصلاحي الذي يدعى "رؤية السعودية 2030"، يواجه النظام السعودي الذي يتخذ من الوهابية ركيزة لتثبيت حكمه، اكبر تحدياته. النهج الوهابي التكفيري الذي كان طيلة حياة حكام السعودية اكبر مؤيديهم يواجه اليوم انقسامات كثيرة ليست بعيدة عن عالم السياسة.

العالم-تقارير 

يواصل النظام السعودي حملة المحاكمات السرية لعدد من الدعاة والأكاديميين، وذلك بعد مرور عام على اعتقالهم وتحدث حساب "معتقلي الرأي" في سلسلة تغريدات عن جلسات المحاكمة السرية التي عقدت الأسبوع الماضي بحق عدد من المعتقلين منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. ووصف الحساب التهم بالجائرة والفضفاضة.

قائمة جديدة لمحاكمة عدد من الدعاة

وذكر حساب "معتقلي الرأي" أن المحكمة الجزائية ستعقد جلسة سرية ثانية للنظر في طلب النيابة العامة الحكم على الداعيتين عوض القرني وعلي العمري بالقتل تعزيرا بتهم ابرزها تشكيل منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم سري إرهابي داخل المملكة وهو الحكم نفسه الذي يواجهه الداعية البارز سلمان العودة .


وكشف الموقع عن نقل الشيخ عبد العزيز الطريفي المعتقل منذ العام الفين وستة عشر الى مستشفى الحائر بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة الاهمال الطبي .

الحساب نفسه اكد أن المحكمة الجزائية عقدت جلسات سرية خلال هذا الأسبوع لعدد من المعتقلين، من بينهم الشيخ عبد المحسن الأحمد ونايف الصحفي ومحمد عبد العزيز الخضيري وإبراهيم الحارثي ومحمد موسى الشريف والداعية غرم البيشي، وقد طالبت النيابة العامة بسجنهم ومنعهم من السفر بتهم فضفاضة حسب "معتقلي الرأي"، من بينها المشاركة في أعمال الإغاثة خارج السعودية  .

وكان حساب "معتقلي الرأي" أكد في تغريدة سابقة أن المحكمة الجزائية عقدت جلسة محاكمة سرية للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف الأستاذ المشارك بقسم العقيدة في جامعة الإمام، ولمحمد الهبدان، المشرف العام على مؤسسة نور الإسلام ووجهت له تهم زائفة .

وتعتقل السعودية ما يناهز مئة شخصية، وتتكتم على الاعتقالات وأسبابها، بيد أن معلومات مسربة تفيد بتعرض العديد من المعتقلين لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب، لحملهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو التخلي عن مواقفهم المنتقدة للسلطات .

وقد كشف الأكاديمي السعودي حزام الحزام المختص في الشؤون الدولية والشأن السياسي، ما وصفه بمعلومات سرية جدا سُربت إليه تفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقع على حكم إعدام الداعية سلمان العودة. وكشف أيضا أن هناك اعتقالات قادمة في الطريق ستنال من شخصيات كبيرة.

اعتقالات جديدة بالسعودية ومصير مجهول ينتظر المعارضة

وفي تحريض واضح على المعارضين والنشطاء المخالفين لسياسات النظام بمواقع التواصل، حذّر “الفوزان” من ماوصفهم بالمندسين والمهيّجين وأصحاب الفتن الذين يحرّضون على ولاة الأمر من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام. ودعا إلى مناصحتهم والإبلاغ عنهم؛ حتى يؤخذ على أيديهم.

وفي السياق نفسه قال ناشطون إن إمام المسجد الحرام في صلاة الجمعة الماضية ، أشار بشكل عرضي إلى محاكمة السلطات السعودية لعدد من الدعاة المعتقلين.

وتداول ناشطون جانبا من خطبة الجمعة للسديس في الحرم المكي، قال فيها، إن "مما يثير الأسى أن نرى أقوامًا من أبناء الأمة قذفوا بأنفسهم في مَرَاجِلِ الفِتَنِ العمياء، والمعامع الهوْجَاء، في بُعْدٍ واضح عن الاعتدال والوسطية".

عبد اللطيف آل الشيخ يتوعد دعاة وخطباء

لذلك ألمح وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية عبد اللطيف آل الشيخ، إلى أسباب إيقاف بعض الدعاة والخطباء عن عملهم.


آل الشيخ وفي مقابلة ببرنامج "بالمختصر" على فضائية "إم بي سي"، هدد الخطباء والدعاة الذين سبق لهم ما وصفه بـ"الطرح اللامحمود، أو من تجاوز في السابق في الإساءة أو التحريض أو التهييج"، بالمنع التام من أي منشط تابع للوزارة، وهي التي تشمل أيضا خطب الجمعة.

وما يبدو ان آل الشيخ ألمح بشكل واضح إلى سير وزارته على الخطة التي رسمها ولي العهد محمد بن سلمان بإبعاد كل صاحب فكر من الدعاة الوهابيين لا يوافق السلطة بشكل تام.

إيقاف "ملتقى المؤسسات الدعوية" في السعودية

ومساء السبت أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، أن الوزير عبد اللطيف آل الشيخ أوقف ما يسمى "ملتقى المؤسسات الدعوية".

وأوضحت الوزارة، في نبأ عاجل لها نشرته عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، أن الوزير آل الشيخ وجه بإعادة دراسة الملتقيات والمشاركين فيها والتدقيق في سيرهم وأفكارهم.

وكان من المقرر أن تنطلق اليوم الأحد فعاليات ملتقى "المؤسسات الدعوية - إعداد الدعاة وتأهيلهم" الأول، الذي تقيمه الجمعية السعودية للدراسات الدعوية "بصيرة" بجامعة الإمام محمد بن سعود، وتقام فعالياته تحت رعاية الوزير آل الشيخ، وبحضور مدير الجامعة، سليمان بن عبد الله أبا الخيل، وعددا من المشايخ والدعاة والأكاديميين ومديري المؤسسات الدعوية في المملكة.

جدير بالذكر ان حكام النظام السعودي يتخذون من الدعوة الوهابية التكفيرية ركيزة أساسية لتثبيت حكمهم في المملكة، في حين أنهم يقاضون السعوديين المتطرفين الذين يستمدون أفكارهم التكفيرية من الوهابية بتهمة الارهاب. وبالنظر الى هذه المعطيات، يبدو أن  ولي العهد السعودي بن سلمان نجح في ايجاد انقسامات بين الدعاة الوهابيين، حيث يرى بعضهم استمرار نشاطهم الدعوي في دعم خطط بن سلمان فيما يرفض آخرون رؤى الامير الشاب وإصلاحاته. ومن المؤكد سينتهي بهم المطاف في سجون آل سعود، إما معتقلين أو معذبين حتى الموت بعد أن قضوا عمرهم في انتهاج فكر متطرف لإثارة النعرات الطائفية بين الشعوب المسلمة.