على وقع الاحداث الاخيرة..

زيارة العبادي الى البصرة.. هل ستتحقق مطالب الاهالي؟

زيارة العبادي الى البصرة.. هل ستتحقق مطالب الاهالي؟
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

في اول زيارة له بعد الاحداث الدامية التي شهدتها محافظة البصرة العراقية، اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن محافظة البصرة لم تحظ بادارة مناسبة تنهض بواقعها، مؤكدا أنه لن يغادر المحافظة حتى انجاز كل المشاريع الخدمية.

العراق - تقارير

وقال العبادي في تصريحات خاصة للتلفزيون الرسمي، "جئنا الى البصرة للتعاون مع مواطنيها ووجهائها لتوفير ما يحتاجونه من خدمات".

وأعتبر، أن "البصرة خلال الفترة الماضية لم تحظ بادارة مناسبة تنهض بواقعها"، مؤكدا بالقول "لن نغادر البصرة حتى اضمن انجاز مشاريعها الخدمية".

وكشف، ان الاموال التي أرسلت لمحافظة البصرة كانت مخصصة لحل ازمة المياه وليس لسداد ديون سابقة، معلنا عن فتح تحقيق بهذا الامر.

وقال العبادي "سنفتح تحقيقاً بشأن الاموال التي ارسلت الى المحافظة لكونها مخصصة لحل ازمة المياه وليس لسداد لديون سابقة".

وجاءت زيارة العبادي للبصرة بعد ان شهدت خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات غير مسبوقة محلياً، تخللها إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلاً عن إحراق مؤسسات حكومية ودبلوماسية من أبرزها ديوان المحافظة، والقنصلية الإيرانية العامة، كما تم اقتحام مستشفى لتأهيل جرحى الحشد الشعبي، اضافة الى تعرض دور بعض المسؤولين لمحاولات اقتحام، وتم إحراق محكمة في قضاء أبي الخصيب، وتحطيم سيارات إسعاف.

أوضاع المدينة الصعبة دفعت الآلاف من سكانها بداية ثم في كامل الجنوب العراقي إلى الخروج في مظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب والبطالة التي زاد من سوئها العام الحالي الجفاف الذي قلص الإنتاج الزراعي بشكل كبير.

لكن الأمور اتخذت منحى تصعيديا اعتبارا من الثلاثاء الماضي على خلفية أزمة صحية غير مسبوقة في البصرة، حيث نقل ثلاثون ألف شخص إلى المستشفيات تسمموا بالمياه الملوثة، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 12 متظاهرا من دون أن تعرف ملابسات قتلهم.

جلسات استثنائية وبيانات طارئة ووعود حكومية

الى ذلك شهدت العاصمة جلسات استثنائية وبيانات طارئة ووعودا سعيا من الحكومة إلى نزع فتيل الأزمة القائمة في المدينة الجنوبية الغنية بالنفط.

جسامة الأحداث في البصرة وخطورتها دفعت نواب البرلمان العراقي في بغداد إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة أوضاع المدينة.

وشهدت الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس النواب يوم السبت الماضي، لمناقشة الازمة التي تشهدها محافظة البصرة، مشادة كلامية بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ومحافظ البصرة أسعد العيداني، على خلفية الأزمة التي تشهدها المحافظة.

وقال العبادي في جلسة مجلس النواب، مخاطباً محافظ البصرة الذي كان يتحدث عن الواقع الذي تشهده المحافظة، خلال الجلسة، ان "مكانك ليس هنا، انت مسؤول اللجنة الامنية العليا في المحافظة ومكانك في البصرة وليس في بغداد".

واضاف العبادي "كان عليك البقاء في البصرة لمتابعة الوضع هناك وليس المجيء الى مجلس النواب".

وكان محافظ البصرة يتحدث قائلا "ما أسمعه من الوزراء عن البصرة وكأننا نتحدث عن مدينة اخرى وليس البصرة، البصرة تشتعل، الوضع الامني مضطرب".

من جانب اخر قال مسؤول رابطة حقوق ذوي الشهداء في البصرة وليد الأنصاري، إن "الجلسة لم تقدم ولا تؤخر، البصرة ليست قضية ماء وكهرباء فقط".

وأضاف "الشعب مصدر السلطات، الناس اليوم أصبحوا واعين، ويرون أن الأحزاب هي سبب خراب البلاد، لو أرادوا إثبات حسن النوايا فليستقيلوا، عرفناهم 15 عاما، لم يوفروا شيئا للمواطن، فما الذي سيفعلونه خلال عام أو عامين؟".

شيوخ العشائر منحوا مهلة محددة للحكومة المحلية

في الأثناء، أكد حسن المالكي وهو أحد زعماء القبائل المشاركين في احتجاجات البصرة، أن شيوخ العشائر والمتظاهرين منحوا الحكومة المحلية في المحافظة، والاتحادية في بغداد مهلة محددة كهدنة للوفاء بوعودها، مبيناً أن الاحتجاجات ستتجدد في حال تنصلت السلطات العراقية من وعودها.

وقال إن "زيارة العبادي إلى البصرة تمثل فرصته الأخيرة لتلافي الأزمة المتفاقمة في المحافظة... أهالي البصرة لا علاقة لهم بالسياسة، وأقصى ما يريدون هو توفير الخدمات والتعيينات والعيش الكريم". 

وكما هو واضح فان الايام القادمة ستكون كفيلة بحل الأزمة في البصرة والمعالجة ستكون صعبة في ظل انعدام الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب والجفاف والبطالة المنتشرة في المحافظة وسط الخلافات التي تشهدها الساحة العراقية بين التحالفات السياسية بشأن اعلان الكتلة البرلمانية الاكبر تمهيدا لتسمية الحكومة المقبلة.