السيناريو الكيميائي على ادلب يستبق هجوم الجيش على الارهابيين

السيناريو الكيميائي على ادلب يستبق هجوم الجيش على الارهابيين
الأربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

تواجه الحكومة السورية في الآونة الأخيرة وابلا من التهديدات بزعم خطط دمشق لاستخدام السلاح الكيميائي في محافظة إدلب، وذلك رغم تأكيد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي.

العالم-سوريا

تبادل اتهامات وتراشق تهديدات دولية بشأن إدلب

لذلك تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت لمناقشة نتائج قمة طهران الثلاثية حول سوريا.

جلسة ساخنة شهدها مجلس الأمن الدولي، حول الأوضاع في محافظة إدلب السورية؛ إذ أطلق مندوبو الدول الكبرى تهديدات متبادلة بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم الذي تحاول الولايات المتحدة وحلفائها اتهام الحكومة السورية بتدبيره لشن عدوان جديد على دمشق.

فجاء الرد الروسي محذرا من شن اي عدوان على سوريا لان لدى موسكو أدلة دامغة على تحضير الارهابيين لاستفزازات باستخدام الكيميائي في إدلب.

واكدت روسيا انها ستضرب الارهاب هناك مع الحرص على حياة المدنيين وشددت على عدم السماح للإرهابيين باستخدام المدنيين دروعا بشرية.

وايران بدورها اوضحت ان قمة طهران الثلاثية اكدت ان النزاع في سوريا لا يمكن ان ينتهي الا عبر عملية سياسية.

ولكن جددت الولايات المتحدة الأمريكيّة تحذيرها من استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية ضد المعارضة السورية في إدلب أو الفصائل المسلحة فيها، بل وتقول واشنطن أنّها تمتلك الأدلة “الكثيرة” في هذا الشأن على لسان مبعوثها إلى سوريا جيمس جيفري.

وتأتي تصريحات جيفري، في الوقت الذي يحشد فيه الجيش العربي السوري قوّاته للهُجوم على إدلب (آخر معاقل المُعارضة)، وبدعم جوّي روسي، تمهيداً لاجتياحٍ بري، يُعلن انتصار الدولة السورّة على “المُؤامرة الكونيّة”

حميميم: المسلحون يختارون عشرات الأطفال لتنفيذ تمثيلية "الهجوم الكيميائي"

تأتي هذه الاتهامات في حال أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، اليوم الأربعاء، ان فرقا تلفزيونية تابعة لعدد من الفضائيات العربية والفرع الإقليمي لقناة إخبارية أمريكية، أنهت تصوير 9 مقاطع مسجلة لتمثيلية "استخدام الكيميائي" من قبل القوات الحكومية السورية في بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب.

وذكر البيان أن جميع المقاطع تظهر نشطاء من منظمة "الخوذ البيضاء" يسعفون المدنيين المصابين.

وتابع البيان، أن اجتماعا عقده ممثلو "الخوذ البيضاء" مع عناصر "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة")، مساء الثلاثاء، انتهى إلى اختيار شريطين مسجلين اثنين فقط من أجل إحالتهما لاحقا إلى كل من منظمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أما باقي المواد الإعلامية فتقرر نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب جودتها المنخفضة.

وأشار المركز الروسي ومقره قاعدة حميميم (بريف اللاذقية) إلى أن نشطاء "الخوذ البيضاء" يعدون في بلدة خان شيخون (بمحافظة إدلب)، منذ 9 سبتمبر، بروفات لتصوير مقاطع فيديو توثق "هجوما كيميائيا"، وذلك بمشاركة 30 مدنيا، من بينهم حوالي عشرة أطفال تتراوح أعمارهم من  8 سنوات إلى 12 سنة.

في الوقت نفسه، ذكر المركز الروسي أن "الخوذ البيضاء"، بالتعاون مع الإرهابيين، يعدون لاستخدام مواد سامة حقيقية على أساس غاز الكلور ضد الأهالي المشاركين في تمثيلية "الهجوم"، بغية تحميل الجيش السوري مسؤولية ذلك.

وأضاف البيان أن مشفى ميدانيا تم إنشاؤه شمال شرقي خان شيخون، خصيصا لتصوير مشاهد "الخوذ البيضاء" أثناء تقديمها خدمات طبية للمصابين.

وأضاف البيان أن لدى مركز المصالحة معلومات تشير إلى رصد نشاطات متعلقة بالإعداد لهجمات كيميائية في بلدة كفرزيتا بريف حماة، كما جرى نقل المواد السامة لتنفيذ الاستفزازات من هذا النوع إلى بلدتي كفر نبودة وقلعة المضيق.

من جانب اخر إن اجتماعا جديدا عقد، صباح أمس الثلاثاء، في أحد المقرات التابعة لتنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) بإدلب، ضم عددا من قياديي الهيئة وعناصر من “الخوذ البيضاء” ومصورين لعدد من الوكالات الأجنبية المحليين وعدد آخر من الأجانب الغرباء.

ونقلت المصادر عن أحد المجتمعين قوله إن الاجتماع جاء لوضع اللمسات الأخيرة على “مسرحية كيميائية” مرتقبة.

ارسال 20 ألفا من ميليشيات تركيا بحلب للقتال في إدلب

من جانب اخر أوعزت أنقرة لـ 20 ألف مسلح في ما يسمى بـ"الجيش الوطني" للانتقال إلى ادلب للوقوف إلى جانب ميليشياتها و”جبهة النصرة” الإرهابية في مواجهة الجيش العربي السوري الذي أنهى استعداداته العسكرية لشن عملية عسكرية باتجاه المحافظة.

أعلنت ذلك مصادر معارضة مقربة من “الجيش الوطني”، الذي شكلته تركيا في مناطق سيطرة ميليشيا “درع الفرات” و ما يسمى ”الجيش الحر” في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وأن الأوامر صدرت من قيادة الجيش التركي لمليشيا “الجيش الوطني” بإسناد مهمات انتقال مسلحين فيها إلى جبهات ادلب في أسرع وقت يستبق عملية الجيش السوري لنصرة ميليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” التي شكلتها تركيا في ادلب ومساندة “النصرة” في منع حدوث اختراق للجيش السوري لخطوط تماس جبهات القتال في ريفي حماة واللاذقية الشماليين وريفي ادلب الغربي والجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي الغربي.

اذا نضع اجراءات تركيا والخوذ البيضاء الى جانب تخرضات امريكا لترهيب السلطات السورية بشن الهجوم على سوريا يمكن ان نستنتج بان تم ترتيب الاوراق بالهجوم الاستباقي على سوريا بهدف منع الحكومة السورية للقضاء على الارهابيين في ادلب.