على  طريق عاشوراء 

على  طريق عاشوراء 
الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٠٨ بتوقيت غرينتش

فللهِ دَرُّ السِّبطِ صانِعَ نهضةٍ..

العالم - اسلاميات

(مجموعة من ثلاث قصائد رثائية حسينية بمناسبة ذكرى عاشوراء الأليمة ومجالس شهر محرم الحرام للعام 1440 هجري) عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيد الشهداء عليه السلام..

تذكَّرْ ديارَ الطَفِّ واندُبْ محمدا

فقد قتلوا ثَمَّ الحُسينَ المُمَجَّدا

تذكّرْ بعاشوراءَ صَرعى عقيدةٍ

وقد برَزُوا للمارقينَ على هُدى

تذَكَّرْ أُباةَ الضيمِ في كلِّ مَوقفٍ

ترى فيه أنَّ الحقَّ جال بهِ العِدى

ألمْ ترَ كيفَ السّبطُ الذي قادَ نهضةً

  تجلَّدَ مِقداماً ولم يرهَبِ الردى

وحاربَ أتباعَ الغوايةِ صابراً

على عطَشٍ والماءُ يجري مُبَدَّدا

وقد مُنِعَ الطفلُ الرضيعُ سِقايةً

فلا فازَ مَنْ منَعَ الرُّواءَ تعمُّدا

أيعطَشُ آلٌ أذهبَ الرِّجْسَ عنهمُو

إلهُ الورى والكَوْنِ طُرّاً توَدُّدا ؟! 

ويُسقى الحسينُ الطُّهرُ ألسِنَةَ اللَّظى

رِماحاً وأسيافاً بثاراتِ مَنْ عَدى

أما عَرفَوا أنَّ الحسينَ مُحمدٌ

وقد قَتلُوا سبطاً تَطَهِّرَ مَولِدا

أليسَ رسولُ اللهِ أعلنَ صادعاً

ألا إنَّهُ منِّي إماماً مُسَدِّدا

وإنَّ الذي يؤذي الحسينَ عَدَاوةً

لَخَصمِي ويُخزيهِ العُلا اليومَ أو غدا

اذا جهِلَ الماضُونَ ذاكَ نِكايَةً

فما بالُ أجيالٍ يُبُرُّونَ مُفسِدا

كآلِ أبي سفيانَ والرهطِ قومِهِ

ومن تبِعَ المُستكبرينَ تنَكَّدا

فقدَ حرمُوا طهَ الامينَ مودَّةً

وكانَ يدارِيهم بجَمْعِ مَنِ اهتدى

ويُكرِمُهُم بالجائزاتِ مَكانةً

يؤلِّفُ قلباً بالخَنا دام أسودَا

ولكنهم ظَلُّوا على الكُفرِ نَعرَةً

فوا أسفاً أنَ يُكرَمَ الوَغدُ لَدَّدَا

(إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملَكتَهُ

وإنْ أنتَ أكرمْتَ اللئيمَ تمرّدا) *

وقد نحَرُوا سِبطَ النبيَّ تشفِّيَاً

وثأراً لأجدادٍ أغاظوا محمدا

وحرباً على الاسلامِ وهو غريمُهُمْ

بقتلِ حُسينٍ سيدِ الدينِ والهُدى

وسَبْيِ بناتِ الوَحيِ زجْرَاً كأنها

سبايا مِنَ الكفّارِ سُمْنَ تشَرُّدا

وزينبُ تدعُو الظالمينَ ألا احذَروا

فنحنُ بنَاتُ الطُهْرِ والفخرِ سُؤْدَدا

أبونا عليُّ الخيرِ والاُمُّ فاطمٌ
 
وإخوانِيَ السِّبطانِ زانَهُما الفِدا

شقيقي هو العباسُ حارِسُ ضعنِنا

وإخوتُهُ صِيدٌ كماةٌ تجلُّدا

وإنَّ لأنصارِ الحسينِ مكانةً

لَتصعَدُ في أعلى الجِنانِ تفَرُّدا

سلامٌ على يومِ الحسينِ مصيبةً

تؤجِّجُ في القلبِ الجِراحَ تفَصُّدا

وتضطربُ العَينُ الحَزونُ لأجلِها

فقدَ قُتِلَ السبطُ الذي كانَ أحمدا

على مِثلِهِ نُجري الدُموعَ بواكياً

إماماً قَضى حُرَّاَ أبيَّاً مُوحِّدا

ترعرعَ في بيتِ النبيِّ مُطَهَّرَاً

وجاهدَ ظَمآناً فَنالَ توَجُّدَا

وبَرَّ بدِينِ اللهِ يومَ كِريهَةٍ

فكانَ لهُ الربُّ الحَفِيُّ مُؤيِّدا

أَلا إنّنا نبکي الحسينَ مباركاً

يشقُّ علينا أن يُضامَ ويُجحَدا

على مثلهِ يجري البكاءُ قرابَةً

قضى أحمدُ المختارُ أنْ تَتمجَّدا

ولكنّ بغضاءَ الجهالةِ لم تزُلْ

ومارَتْ بثاراتٍ تفورُ تحَقُّدا

فقد ظهرَتْ في كربلاءَ ضغائناً

أذاعَ بها مَنْ أضمرَ الكفرَ مُلحِدا

فللهِ دَرُّ السِّبطِ صانِعَ نهضةٍ

سيبقى وإنْ فَحَّ الطغاةُ مُخلَّدَا

                           _____________

(*) البيت للمتنبي


    ...................

   يا ساقياً ماءَ الفراتِ أَعاذِبَـهْ
     _____________
              

حُزنٌ أناخَ بأرضِ مكّةَ قاطِبَهْ

فبقاعُ طيبةَ والمدينةِ غاضِبهْ

بئسَ الشقاةُ  تسوّروا سبطَ الهُدى

بجيوشٍ أجتمعتِ عليهِ مُحارِبَهْ

قصَدُوا النبيَّ بقتلهِ وصحابِه
ِ
وجَنَوا على الإسلام قتلاً نائبَهْ

 ثاراتُ بـدْرٍ أَجّجتْ أضغانَهم
      
 فعبادةُ الأصنامِ باتَتْ خائبَه

 تبّا لهم أخدانُ فسقٍ شأنُهم 

حُبُّ القِيانِ واُمسياتٌ صاخبَهْ 

ثارَ الإمامُ السبطُ ينصُرُ دينَنا

وتراثَ أحمدَ أن يصونَ مَطايِبَهْ

فاستنْفرَ الطلقاءُ كُلَّ فُلولِهِم

بلْ انكروا الدينَ الحنيفَ وصاحِبَهْ

وتعمّدوا قتلَ اْبنِ بنتِ نبيّهم

قتلاً يفوقُ بَشاعةَ المتكالِبَهْ     

 يا ساقياً ماءَ الفراتِ أَعاذِبَـهْ

ْهـلاّ سقيتَ الأكرمينَ مشارِبَهْ

شَربُوا الحُتوفَ بِكربلاءَ ظَوامياً

وتوسّـدُوا الرَّمْضاءَ أرضَاً لاهِبَهْ

بَغْياً سَقَوهُم بالرِّماحِ ضَراوَةً

كُلٌّ يَحِدُّ على الحسينِ مضارِبَه

ما هكذا أجرُ الرسولِ محمدٍ 

ويلٌ لكلِّ القاتلينَ أقارِبَـه

ْهذا الحسينُ حفيدهُ وحبيبُهُ

عطشانُ ينظرُ بالأنينِ حبائبَهْ

والنارُ تُضرمُ في خباءِ محمدٍ

ونساءُ أحمدَ لاطِماتٌ هارِبَهْ   

هم ناوأوا وُدَّ النبيِّ عقيدةً

في آلِهِ بِخِضمِّ حربٍ ناشِبَـهْ

تركوا الديارَ وفَخرَها في يَثربٍ

 وبُيوتَ قرآنٍ  وعَينـاً راقِبَـهْ 

فرماهُمُو الطلقاءُ سَهمَ عَدَاوَةٍ

جعلتْ مرابِعَنا مقاتِلَ صاخِبَهْ

قذَفُوا الحسينَ وآلـَهُ بحُقُودِهِمْ

يَبغ

حميد حلمي زادة, [13.09.18 13:09]
ونَ ثـاراتِ المواضِي الناعِبَهْ

صبراً رسولَ الله كُنتَ غريمَهُم

في كربلاء وزمرةِ المتهارِبَهْ 

شهِدَتْ بذلكَ تُرّهاتُ سقيفةٍ

ورزيةٌ عصفتْ علينا ناكِبهْ

منعَ العُصاةُ كتابَةً تَهدي الورى

يومَ الخميس فيا لها مِنْ نائِبهْ

َصلَّى عليكَ اللهُ طهَ المُصطفى

أبداً تُباركُ للمُنيبِ مكاسبَهْ

وعلى التُّقى أهليكَ آلِ محمد

فُهُمُ الضياءُ إذا تبِعْتَ كواكِبَهْ
                      __________


  یا کربلاءُ متى تقرُّ عُيُونُنا
      .....................

عادتْ إلينا كربلاءُ مِدادا

فالعينُ تهتِفُ بالدُّموعِ حِدادا

عادَ الحسينُ مُضمّخاً بدمائهِ

يستنصِرُ المتحفِّزينَ رَشادا

ويَقولُ : أينَ الناصرُونَ حقيقةً

بل أين مَنْ يحمي الذِّمارَ جِهادا

يَحمي ثغورَ الدينِ من أعدائهِ

ويصُونُ مِيراثاً غدا مِفرادا

يروي المودَّةَ بالفِداءِ وِقايةً

كي لا يَعيثَ الظالمون فسادا

جاءَ المحرَّمُ بالعزاءِ مصائباً

نزلَتْ بآلِ محمدٍ زُهّادا

حيثُ الحَسينُ وآلُهُ وصِحابُهُ

في كربلاءَ تقتَّلُوا أَمجادا

وجُيوشُ أعداءِ الرسالةِ سُؤلُهُمْ

ثاراتُ كُفّارٍ قَضَوا أَفنادَا

قد أنكروا الدينَ الحنيفَ ونَبعَهُ

وعَدَوا على آلِ النبيِّ شِدادا

منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً

وقَساوَةً قد فطَّرَتْ أكبادَا

وبناتُ طهَ في الخِباءِ ذواعِرٌ

ويَصِحْنَ أينَ محمدٌ إنجادا

أينَ البتولُ واينَ حيدرةُ الحمى

اين الذين بحِصنهِم نتفادى

للهِ نَشكُو اُمَّةً غدرَتْ بنا

وتجهالَتْ مَعروفَنا أَضدادا

أوَ مثلُ زينبَ تستغيثُ مرُوعَةً

وهي المَصُونُ فحُوصِرَتْ أَجنادا

أوَ مثلُ زينِ العابدينَ مُكابِدٌ

وهو المؤمَّلُ قائداً سَجّادا

أوَ مثلُ سبطِ مُحمدٍ يَرِدُ الوَغى

عطشانَ وهو يقارِعُ الأوغادا

واحسرتاهُ على قُرابةِ أحمدٍ

نُحِرُوا ولم تُرْعَ المودَّةُ زادا

في يومِ عاشوراءَ ماتُوا شُهَّدَاً

بكتِ السَّماءُ عليهِمُ أسيادا

بدأتْ مَصائبُ آلِ بيتِ محمدٍ

مِنْ يومِ أنْ تُرِكَ الوَصيُّ عِنادا

فتلاقَفَ الحُكْمَ العُصاةُ تجَنِّياً

يا بئسَ مَنْ منعَ السُّراةَ وِدادا

یا کربلاءُ متى يُقِرُّ عيونَنا

شبلُ الحسينِ ومَن اُعِدَّ عمادا

لهفي عليهِ الآن يندُبُ جدَّهُ

يومَ البلاءِ وقدْ اُذيبَ فؤادا

نُجري مدامعَنا عليه تألماً

أبَدَ الزمانِ ونمنحُ الأكبادا

                            ________

بقلم الكاتب والاعلامي 
حميد حلمي زادة  
3 محرم الحرام 1440
13 ايلول/سبتمبر 2018