مشارکة ایران في اجتماع مجلس الامن برئاسة ترامب: فرصة أو تهدید؟

مشارکة ایران في اجتماع مجلس الامن برئاسة ترامب: فرصة أو تهدید؟
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

هل یحضر الرئیس روحاني في اجتماع قمة مجلس الامن الدولي، الذي من المقرر ان یتم عقده برئاسة ترامب؟

العالم- تقارير

لا شك ان هذا السؤال من اهم الاسئلة و اکثرها نقاشا في الآونة الاخیرة و یجري الحدیث عنه بکثرة علی صعید السیاسة الخارجية، و اصبح شغلا شاغلا بالنسبة للکثیرین من المراقبين و المحللین و کذلك وسائل الاعلام المحلیة والاجنبیة.

 ومع انه لایعلم لحد الان ان الرئیس روحاني یشارك کسالف عهده في مثل هذه الاجتماعات الرسمية المهمة او انه یابی ان یحضر في صالة تجمعه بالرئیس الامریکي ترامب؟

ورغم ان عددا من الفئات والتیارات السیاسية لا یؤیدون حضور روحاني في هذا الاجتماع و یعتبرون عدم حضوره ردا مفحما علی ما یقوم به ترامب من اهانات متواصلة و مستمرة للشعب الایراني، رغم هذا کله ینبغي للجانب الایراني ان ینتهز هذه الفرصة الثمینة و ان یحضر هذا الاجتماع المهم الذي تغطیه وسائل الاعلام العالمية و تلفت انتباه الجمیع وان لا یخلي الساحة للعدو کي یوجه الینا ما یستسیغه من تهم و انتقادات. اذ لا اجتماع أکثر اهمیة و اشد اثارة للانتباه من هذا الاجتماع العالمي.

و یبدو ان الحکمة ایضا تستدعي مثل هذا الحضور. فلیس من شك في ان ترامب سيستغل فرصة رئاسته لهذا الاجتماع کي یوجه تهما و مزاعم لا صحة لها الی ایران و ان یقنع الحضور بان ایران تقف وراء أزمات المنطقة وانها تشکل تهدیدا لامن اسرائیل و انه لا یوجد اشراف علی برنامج ایران الصاروخي کما انه من المحتمل أن یوجه اتهامات اخری لایران علی صعید حقوق الانسان.

فاذا اردنا ان ندافع عن انفسنا و ندرأ عنا مثل هذه التهم و المزاعم الباطلة یجب ان نستفید من هذه المنصة المؤثرة لصالحنا و ان لا نسمح لترامب و امثاله بان یکسبوا الموقف لمصالحهم. فمن الواجب اذن ان یحضر الرئیس روحاني في هذا الاجتماع و یرد علی ترامب و یسلط الضوء علی الالتزام الایراني التام بالاتفاق النووي مقابل الانسحاب الامریکي الاحادي و یتحدث ایضا امام مرأی العالم و مسمعه عن اثر العقوبات اللامشروعة علی "الجمهور الایراني" و ان یقدم صورة "حقة" عن ایران الاسلامية، صورة حقة و لا مثالية.

فبامکان ایران اذن ان تستبدل التهدید بالفرصة! اذ إن هذه الفرص القلیلة جدا من شانها ان تحسّن صورة ایران علی الصعید العالمي، و تفشل جهود الأعداء ضد ایران الاسلامية.  

د. نظري