يوم الطفل الرضيع العالمي، صرخة تدين ذبح الطفولة

يوم الطفل الرضيع العالمي، صرخة تدين ذبح الطفولة
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بعبدالله الرضيع أو علي الأصغر. هو أصغر شهيد بين شهداء كربلاء.

العالم _ تقارير

ولدبمقتضى الحساب في شهر رجب عام 60 للهجرة واستشهد مع والده واخوانه وعمه العباس بن علي بن أبي طالب في يوم عاشوراءوعمره حوالي ستة أشهر في معركة كربلاء بسهم من حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي حسب روايات الشيعة و السنة ودفن على صدر والده في كربلاء.

عاد الحسين إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء . فخرج الحسين إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة . ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يظلله من حرارة الشمس . فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال: أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار . فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية . عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم . يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه . فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها إبريق فِضَّة . فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة . وعندئذٍ وضع الحسين يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا : اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين إلى المخيم . فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟ قال: بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد. رُوِيَ أنَّهُ لما فجع الحسين بأهل بيته و ولده و لم يبق غيره و غير النساء و الذراري نادى ـ أي الحسين ـ : " هَلْ مِنْ ذَابٍّ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ؟ هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍ يَخَافُ اللَّهَ فِينَا ؟ هَلْ مِنْ مُغِيثٍ يَرْجُو اللَّهَ فِي إِغَاثَتِنَا ؟ وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النِّسَاءِ بِالْعَوِيلِ . فَتَقَدَّمَ إِلَى بَابِ الْخَيْمَةِ ، فَقَالَ : " نَاوِلُونِي عَلِيّاً ، ابْنِيَ الطِّفْلَ حَتَّى أُوَدِّعَهُ " فَنَاوَلُوهُ الصَّبِيَّ . و قال المفيد دعا ابنه عبد الله . قالوا : فجعل يقبله و هو يقول : " وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى خَصْمَهُمْ " . و الصبي في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين ، فتلقى الحسين دمه حتى امتلأت كفه ، ثم رمى به إلى السماء . و قال السيد: ثم قال : " هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّهِ " . قَالَ الْبَاقِرُ : " فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ

لقد تذكر حرملة أنه حينما استهدف عبد الله الرضيع بنبله المسموم ذي ثلاث شعب فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو على يدي أبيه، حفر والده الحسين بغلاف سيفه قبرا صغيرا خلف الخيمة ودفن جثمانه الصغير، فذهب إلى محل الدفن وحفر القبر واستخرج جثة عبد الله الرضيع وقطع رأسه بخنجره وأتى به إلى تلك القبيلة الفاقدة للرأس، فعلقوا رأس عبد الله فوق الرمح، ولأن الرأس كان صغيرا، والرمح أكبر منه، ولم يقف على الرمح، ربطوه بالحبال إلى أن انتصب على الرمح، و أمه الرباب تنظر إليه..

المصادر : الشيخ الطوسي، رجاله، ص102.

 ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص69.

 ينظر: موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام، مقتل الرضيع، ص572 وما بعدها.

 العسكري، معالم المدرستين، ج3، ص131. نقلاً عن مقتل الخوارزمي.

 الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص25.

 

طغاة العصر یعیدون جرائم الامس

"اقطع نزاع القوم یا حرملة " عبارة خطھا التاریخ بدم الرضیع عبد الله ابن الامام الحسین في كربلاء،فما اشبه الیوم بالأمس . یعید حرملة العصر تلك الجريمة النكراء بابشع الأسالیب في بقاع مختلفة من العالم .

فھا ھم طغاة العصر یعیدون جرائم الامس،  نحو ما يزيد على اربع سنوات من الحرب على اليمن؛ مازال يٌشكل المدنيون اليمنيون، تحديدا الأطفال والنساء منهم، الضحية الأولى للحرب، ولا يكاد ينقضي يوم إلا ويحصي المتابعون للشأن اليمني عددا من الأطفال قد خسروا حياتهم، أو فقدوا جزء من أجسادهم، جراء القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، أو جراء قصف المدارس والمستشفيات والأسواق.

تشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يتحمل المسؤولية الكبرى عن مقتل وتشويه الأطفال في اليمن، وذلك استنادا إلى توثيق ضحايا الغارات التي شنها التحالف، وراح ضحيتها عشرات الأطفال بين قتيل وجريح.

فبحسب إحصائيات محلية ودولية عن جرائم التحالف السعودي  في عام 2017 ،  قتل أكثر من (3078) طفل، وأصيب نحو (2886) آخرين، بسبب الغارات الجوية والقصف؛ أي أن (7) أطفال يقتلون ويجرحون يوميا، بسبب القصف، كما يصاب نحو (35) ألف و(988) طفل بالذعر ويرعبون يوميا بسبب القصف .

 

 

اليوم العالم للطفل الرضيع

اليوم العالمي للطفل الرضيع يقام سنويا لإحياء ذكرى عبد الله الرضيع ابن الإمام الحسين الذي كان عمره حوالي ستة أشهر في معركة كربلاء واستشهد بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي، ویکون هذا الإحياء من أجل إظهار مظلومية رضيع الحسين إلى العالم و مواساة مع كل الاطفال المظلومين في العالم..

 

الأطفال الإيرانيون يرتدون الكوفية لذكرى عبد الله الرضيع

ضمن مراسم إحياء ذكرى عاشوراء شهدت العاصمة الإيرانية طهران اليوم الجمعة الرابع من شهر محرم الحرام فعاليات "اليوم العالمي للطفل الرضيع" بحضور الأطفال الرضع وأمهاتهم لتكريم الشهداء الأطفال الذي سقطوا في واقعة الطف.

و اقيمت هذه المراسم في اكثر من 5300 نقطة في ايران و 41 دولة في العالم تخليدا لذكرى استشهاد الطفل الرضيع

وتحت خيمة كبيرة مثلها مصلى طهران الكبير وقفت الأمهات تنذر أبناءها لسيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام خدمة لمبادئه و خطاه.

اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام وخلال السنوات التي مضت قامت بإحياء مهرجان وإحتفالية الطفل الرضيع عليه السلام في أكثر 75 مدينة في العالم في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام وأطلقت على هذا اليوم "اليوم العالمي للطفل الرضيع".

وقد لاقت هذه المراسيم إقبالا كبيرا من الحسينيات والهيئات واللجنان الاسلامية والحسينية لإقامة هذه المراسيم ، كما لاقت إقبالا كبيرا من النساء المؤمنات الرساليات اللاتي إصطحبن أطفالهن معهمن لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام.

وحضرت الألآف من النساء مع أطفالهن الرضع في العراق وإيران والهند والباكستان والبحرين والسعودية (في القطيف والإحساء) والكويت ولندن وكندا ودمشق وسائر بلدان العالم في مراسم اليوم العالمي للطفل الرضيع.

إنبثقت فكرة إحياء ذكرى الطفل الرضيع في محرم عام 2003 وذلک في حسينية المهدية في طهران وثم توسعت في مختلف مدن إيران وسائر أنحاء العالم حيث تقام هذه المراسم سنوياً في إيران و بحرين و لبنان و العراق و باكستان و تركيا وبلدان أخرى .