هل يستطيع التحالف السعودي احتلال الحُديدَة؟

هل يستطيع التحالف السعودي احتلال الحُديدَة؟
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٢ بتوقيت غرينتش

الحرب التدميرية التي يشنّها التحالف العدوان السعودي على مدينة الحديدة ومينائها، تلقى تأييدا أميركياً. فهذه الحرب ضحاياها الأطفال والمدنيون وتنذر بالمزيد من القتل والدمار، لكن تحالف العدوان السعودي لا ينعم باحتلال شبر واحد من مدينة أو منطقة استراتيجية.

العالم - تقارير

قوات العدوان السعودي والإماراتي تعتمد على الدعم الأميركي في السلاح والعتاد والإحداثيات عبر الأقمار الصناعية. كما تعتمد على تزويد الطائرات بالوقود وعلى مساعدة الخبراء في إدارة المعارك وعلى مشاركة ضباط أميركيين متقاعدين، طالبت عريضة من النواب في مجلس الشيوخ برئاسة مارك بوكان، بالكشف عن هذه المشاركة دون جدوى.

من جهة اخرى أشارت المصادر إلى أن غريفيث «يحاول رفع العتب، وعدم إظهار انعدام الأمل في المسار السياسي»، رغم انعدام الفرص الآن. وأوضحت المصادر أن غريفيث يبحث إمكانية تأمين سفر وفد صنعاء إلى جنيف مجدداً أو بعض أعضاء الوفد. وأرجعت مصادر في وفد صنعاء التفاوضي المراوحة على الخط السياسي إلى «تصلّب التحالف السعودي الإماراتي اعتماداً على الغطاء الأميركي». وبالفعل، بدت الولايات المتحدة بعد زيارة الوفد العسكري الأميركي، غير المسبوقة، قبل أيام، إلى عدن، في غير وارد دعم العملية السياسية والمسار التفاوضي، وفي الوقت نفسه لم تحرّك ساكناً أمام فشل المشاورات التي رعَتها الأمم المتحدة لمجرد أسباب لوجستية تتعلق بضمان سفر وفد صنعاء.

وفي الوقت نفسه، أرسلت زيارة الوفد الأميركي إشارة إلى دعم استئناف معركة الحديدة. ويبدو أن غريفيث يطمع في إحداث اختراق ولو محدود من خلال التصديق على مذكرة تفاهم في الملف الإنساني، وقّعت مسودتها الأمم المتحدة مع حكومة صنعاء، وتقضي باستئناف الرحلات العلاجية للحالات الحرجة غداً الثلاثاء، عبر رحلات مبرمجة تابعة للأمم المتحدة ولمدة ستة أشهر.


اهمیه الحدیده بالنسبه للأمارات

تمضي أبوظبي في مخططها الاستراتيجي للسيطرة على موانئ اليمن لاسيما تلك الواقعة على البحر الأحمر في إطار مخطط عام للانتشار والتوسع في الموانئ المهمة في المنطقة والعالم. كما أن السيطرة على ميناء الحديدة بالتنسيق مع الرياض يأتي كذلك في إطار التنافس الجيوسياسي بينهما وبين إيران وتركيا على بسط النفوذ في إقليم الشرق الأوسط. وقد كان ميناء عدن هو الهدف الأول لأبوظبي تلاه الآن محاولات السيطرة على ثاني أهم موانئ اليمن وهو ميناء الحديدة ليضاف إلى ما لها من نفوذ على مينائي مدينتي المكلا والشحر بحضرموت، وما قامت به من تحويل ميناء المخا الذي يبعد 6 كيلو مترات عن مضيق باب المندب، إلى ثُكنة عسكرية.

واليوم؛ تتجه أنظار أبوظبي إلى الحُدَيِّدة وميناءيها (الصليف والحُدَيِّدة)، وصولًا إلى ميناء ميدي بمحافظة حجة. من هنا؛ فإن أهداف الإمارات العسكرية في السيطرة على الموانئ اليمنية؛ لا تنفصل عن مساعيها لتعزيز حضورها الاقتصادي والعسكري في المنطقة لاسيما من خلال الممرات البحرية الرئيسية.

اقتصاديًّا؛ تخشى أبوظبي من احتمال قيام منافسين لها يسعون لتحويل التجارة بعيدًا عن ميناء جبل علي؛ فالتوسع الكبير في مينائي جابهار في إيران والدقم في عُمان ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في السعودية يُشكِّل تحديًا بالنسبة لها.

عسكريًّا؛ يأتي ميناء الحُدَيِّدة، ضمن سلسلة من الموانئ التي عملت أبوظبي على الاستحواذ عليها؛ فمن ميناء جبل علي بدبي توسع امتدادها على طول الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، مرورًا بالقرن الإفريقي وإريتريا التي أقامت فيها قواعد عسكرية.

هل يستطيع التحالف السعودي احتلال الحُديدَة؟

الخبراء المهتمون بدراسة أفاق العدوان السعودي على اليمن، يتوقّعون أن تكون معركة الحديدة طويلة من دون سيطرة حاسمة للتحالف السعودي. لكن الجميع يتوقّع كارثة إنسانية جديدة تُلهب الجمعيات الإنسانية وتتيح فرصة مناسبة لداعمي العدوان في واشنطن والدول الغربية بذرف دموع التماسيح.