عاشوراءُ وانتصارُ التضحية

عاشوراءُ وانتصارُ التضحية
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣١ بتوقيت غرينتش

 قصيدتان رثائيتان في ذكرى تضحية سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام  يوم العاشر من شهر محرم سنة 61 هجرية . التضحية التي اسست لمنهج الفداء الاصيل في سبيل صيانة الرسالة المحمدية الشريفة ومقارعة الاستكبار والضلالة والغصب والانحراف على مر الدهور.


      (القصيدة الاولى)
      ....................

هو الحسينُ الذي باهى الإلهُ به
_____________

أقِمْ حدادَكَ للمظلومِ وانتَحِبِ 

وابْكِ الحسينَ إماماً وابنَ خيرِ نبي

فقد اُضيمَ وآلُ البيتِ داهَمَهم

حِقدٌ تلظَّى على القُرآنِ والنَسَبِ

في يومِ عاشورَ كانَ الشِّركُ قاتِلَهُ

باْسمِ السقيفةِ والأحزابِ والنُصُبِ

"جماعَةٌ" لم يُطِيعوا اللهَ  توصيَةً

وقدْ أزاحُوا وَصيّاً خُصَّ بالرُّتَبِ

تاللهِ هم أجَّجُوا مُذّاكَ محرَقَةً

جارتْ على آلِ بيتِ الوحي والحَسَبِ  

وساهَمُوا باضطهادٍ في تغرُّبهِمْ

ونحرِهِمْ طُهَّرَاً في ساحةِ الكُرَبِ 

يا كربلاءُ أستديمي رايةً رُفِعَتْ

تستنصِرُ الخَلْقَ مِن عُجْمٍ ومِن عَرَبِ

وتعتلي في سماء الحقِّ واعيةً

تدعُو إلى يقظةٍ في الفِعْلِ والخُطَبِ

فأنتِ يا أرضَ عاشوراءَ ساقيةٌ

 تشدُو بأنغامِها تغريدَةُ الشُهُبَ

ويحتسي مِن رَوَاها كُلُّ مُغتَرِبٍ

يرجُو الحسينَ مَناراً قطُّ لم يغِبِ 

يا نادِباً يومَ عاشوراءَ في شَجَنٍ

مُستذكِراً مصرعَ الأطهارِ والنُجُبِ

زِنْ مُقلَتيْكَ بدمعِ الحزنِ مُنتصرِاً

لِطاهرٍ جادَ بالأسيادِ والنُّخَبِ 

ولم يَخَفْ في سبيلِ الله مُنقلَباً

تُرديهِ ثَمَّ سِباعُ الحقدِ والشَغَبِ

فهو الحُسينُ الذي باهى الإلهُ به

مَنْ في السماواتِ والأرضينَ والكتُبِ 

تبكيكَ يا سيدَ الشهداءِ أنفُسُنا

قبلَ العُيُونِ وداءُ الحُزنِ لم يطِبِ

فقد ندَبْناكَ والآلامُ تعصُرُنا

مُذ أنْ رُضِعْنا لِبانَ الاُمِّ والأدَبِ 

شكراً لاُمِّي التي مِنْ نُبْلِها زرعَتْ

حُبَّ الحسينِ بقلبي الغَضِّ ثُمَّ أبي

كِلاهُما عَلَّمَانِي (الطَفَّ) مدَرسةً

للتضحياتِ  ومنهاجاً لِخَيرِ أَبيّ 

إنَّ الحسينَ سبيلُ اللهِ  تعشقُهُ

خلائقُ الكونِ في الأنظارِ والحجُبِ

وإنّ هيهاتَ منّا الذِلََةُ انطلقَتْ

من كربلاءَ لتبقى شُعلةَ الحِقَبِ

تبثُّ أصداءَ ذكرى كربلا أملاً

للمُتعبينَ ومَنْ سيقُوا الى النُوَبِ

ففي اليمانِ حشُودُ الخيرِ في رَهَقٍ

وقد تصدَّتْ لأحلافٍ ومغتصِبِ

جاؤوا بأحقادِ أهلِ الجهلِ يقدُمُهُم

عطشى دماءَ اليمانيينَ يا عجبي

يرمُونَ أبناءَ صنعاءَ الإباءِ لَظىً

وفي الحُديدةِ بالنيرانِ واللهَبِ

 لكنَّما كربلاءُ الصابرينَ أبتْ

ان يُستباحَ يمانٌ قُدَّ مِنْ شُهُبِ

فثمَّ مستبسِلٌ لن يستكينَ وفي

دمائهِ كربلاءُ العِشقِ لم تَغِبِ

تالله لن يخنقَ الأشرارُ نهضتَنا

فنحنُ في طَفِّنا ارجوزةُ العجَبِ

ولن تجُفَّ دماءُ الابرياءِ سُدىً

إنّ الإباءَ  وعاشوراءَ في نسَبِ

______


    (القصيدة الثانية)
   .........................
  
    نبكي الحسينَ

 وذي الدُمُوعُ مبادئُ
____________

وا حسرتاهُ على حفيدِ محمدِ

لم يرحمُوا في نحرِهِ الكبِدَ الصدي

جعلُوهُ قربانَاً يُطافُ برأٌسهِ

بدراً تلألأَ حيثُ لم يُستَحمَدِ

للهِ نشكو ما أصابَ إمامَنا

سبطَ النبيِّ بيومِ كربٍ أسوَدِ

وإليكَ يا بنَ الأطهرِينَ عزاؤُنا

بمصابِ جدِّكَ واضطهادِ السؤدَدِ

نبكي الحسينَ وذي الدُمُوعُ مبادئُ

ينجو بها الساعي الى فوزِ الغَدِ

وبها يُزلزَلُ عَرشُ كلِّ مخادِعٍ

نزِقٍ وتُنسَفُ اُمنياتُ الفُسَّدِ

يا يومَ عاشوراءَ جِئتَ مخلِّداً

ذكرى البطولةِ والفداءِ الأَجوَدِ
...............................

بقلم  الكاتب والإعلامي 
  حميد حلمي زادة
10 محرم الحرام 1440
20 ايلول/سبتمبر 2018