هل یمتلك عباس اوراقا رابحة في ظل الازمات العالقة؟

هل یمتلك عباس اوراقا رابحة في ظل الازمات العالقة؟
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٨ بتوقيت غرينتش

طالما دعت حرکة المقاومة الفلسطينية "حماس"، الاطراف الراعية بالتخفیف عن الشعب الفلسطيني وكسر الحصار الظالم عنه. وفي ظل الظروف المأساوية التي یمر بها قطاع غزة واستمرار تهديدات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بفرض المزيد من الإجراءات العقابية ضد القطاع وجهت مصر، السبت، وفدا أمنيا رفيع المستوى إلى غزة.

 العالم- تقاریر

ویری بعض المحللین ان هذه الزیارة جاءت لمتابعة المخابرات المصرية ملفي التهدئة وتعزيز العلاقة مع حماس، ومحاولة القاهرة استكمال ملف المصالحة الفلسطينية وتقريب وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح. ولفتت مصادر أن الوفد دعا إلى دعم الخطاب الفلسطيني الموحد، بحيث يتسلح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بموقف قوي أمام الأمم المتحدة في كلمته المرتقبة في نيويورك، لمواجهة ما يسمى "صفقة القرن" ومشاريع تصفية القضية.

وقد وصفت حركة حماس يوم السبت، اللقاء ایجابیا وأن الطرفين ناقشا فیه العديد من القضايا خاصة آفاق العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والحصار الإسرائيلي على غزة، خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وبخاصة القدس واللاجئين والاستيطان.

فالنقاش وفق المصادر قد دار حول سبل إنهاء الحصار عن قطاع غزة والتخفيف من معاناة أهله ومتطلبات ذلك من خطوات وإجراءات. ویری بعض المصادر المطلعة ان الوفد الامني المصري حمل رسالة ایضا من "إسرائيل" إلى حركة "حماس" تطالبها بوقف مسيرات العودة والابتعاد عن السياج الحدودي الفاصل.

لکن هناک مصادر فلسطینية اخری تری أن هذه الزيارة اصطدمت برفض حماس دعم عباس قبل توجهه إلى الأمم المتحدة لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة في 27 الشهر الجاري. ووصفت هذه المصادر أجواء اجتماع الوفد الأمني مع قيادة حماس بأنها كانت "سلبية"، خصوصاً في ظل تهديد عباس بفرض عقوبات جديدة على القطاع.              

وغادر الوفد الأمني المصري غزة بعد المحادثات متوجهاً إلى رام الله حيث يعقد اجتماعاً مع المسؤولين في فتح في محاولة لإيجاد أرضية مشترك تبدو صعبة في ضوء تبادل الاتهامات بين الحركتين.

ووسط هذه الاجواء تفید الانباء ایضا بان عائلات إسرائيلية تعیش في امریکا طالبت الرئيس دونالد ترامب بمنع دخول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ووفق المصادر فان هذه العائلات تعتبر عباس "شخصية غير مرغوب بها" لأنه داعم "الارهاب" على حد وصفها.  

وعباس لا یمتلك اوراقا رابحة في هذه الایام بالذات، والقرائن تؤید هذا الفرض وتکاد توحي بفشل جهوده في التوصل الی اتفاق نافع؛ فتراجع دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية لعباس، والضغط عليه للوصول إلى المصالحة مع حماس وزيادة الغضب لدى الشعب الفلسطيني على التعاون الأمني ​​للسلطة الفلسطينية مع "إسرائيل"، کل هذه من شانها ان تفشل مباحثات التسوية.

لاسیما و ان إعلان رئيس السلطة محمود عباس عن استعداده بدء مفاوضات سرية أو علنية، مع "إسرائيل"، بوساطة دولية، لم يجد أي صدى في تل أبيب نفسها، خاصة على المستوى السياسي. ومن الحق ان یقال انه لا تفاهم من دون فهم، ولا سلام من دون عدل ولا عدل عندما لا یلتزم احد الطرفین (هنا اسرائیل) بأي من المواثیق الدولية و الجوانب الانسانية. فهل یمکن لکلام عباس ان یجد في الجمعية العامة للامم المتحدة صدی ما والظروفُ غیر مواتية بالنسبة له؟ 

د. نظري