ترامب يهدد ايران ترد

ترامب يهدد ايران ترد
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

في خطوة نادرة، شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومات روسيا وسوريا وإيران وتركيا على جهودها المبذولة من أجل منع معركة عسكرية في محافظة إدلب السورية.

العالم_تقاریر

وقال ترامب، أثناء ترؤسه اليوم اجتماعا لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: "بودي أن أشكر إيران وروسيا وسوريا على تخفيفها وتيرة هجماتها على إدلب بشكل عام، تلبية لدعواتي ومطالبي الشديدة".

كما شكر الرئيس الأمريكي أنقرة على إسهامها في إبرام الاتفاق بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح عند خط التماس بين طرفي النزاع في إدلب.

وأعرب ترامب عن أمله في أن تتمكن هذه الدول من القضاء على الإرهابيين الموجودين في إدلب، لكن مع استمرار القيود على العمليات العسكرية الواسعة ، مؤكدا أن العالم كله يتابع تطورات الأحداث في المحافظة.

في الوقت نفسه، جدد ترامب هجومه على الحكومة الإيرانية والذي شنه من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، متهما طهران بنشر الدمار والعنف في المنطقة.

وانتقد الرئيس الأمريكي الاتفاق النووي المبرم بين طهران ومجموعة "5+1" في عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو الماضي، مشيرا إلى هذه "الصفقة السيئة" مولت الحكومة الإيرانية لتطوير قدراتها النووية.

وشدد ترامب على ضرورة منع طهران من الحصول على الأسلحة النووية، مؤكدا عزم واشنطن فرض عقوبات جديدة على إيران في نوفمبر المقبل.

وتوعد الرئيس الدول التي لن تتراجع عن علاقاتها مع إيران بعقوبات و"عواقب وخيمة" .

 لكن " التعهد مقابل التعهد والنقض مقابل النقض والتهديد مقابل التهديد.. بهذه الكلمات رد الرئيس الايراني حسن روحاني على تهجم الرئيس الاميركي دونالد ترامب على بلاده وسياسية التركيع التي تتبعها واشنطن لاخضاء طهران.

وكان الرئيس روحاني وفي كلمةٍ له خلالَ اعمالِ الدورةِ الثالثةِ والسبعين للجمعيةِ العامة للامم المتحدة اكد، إن بلاده لن تتعاون مع دولة لا تلتزم بتعهداتها، وأن الإجراءات الجزائية الأحادية تمثل إرهابا اقتصاديا، معتبرا ان عواقبها الوخيمة ستنعكس على الجميع.

وقال روحاني: "الادارة الاميركية تنتهك الاتفاقات التي اقرتها الادارة السابقة. لايمكن دفع أي دولة أو شعب الی مائدة التفاوض بالقوة. خطابنا واضح وهو التعهد مقابل التعهد والنقض مقابل النقض والتهديد مقابل التهديد وليس هناك سبيل غير الحوار لكن علی أساس التساوي والتفاهم والند للند".

مواقف روحاني جاءت رداً علی تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد ايران امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث استغل منبر المنظمة لشن هجوم علی الجمهورية الاسلامية متوعداً اياها بإجراءات حظر اضافية.

وحاول ترامب تجييش العالم بهدف عزل ايران ودعم قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مطالباً العالم بوقف شراء النفط من ايران طالما لم تغير سياستها.

وقال ترامب: "لن يمكننا ان نسمح لنظام يهتف بالموت لأميركا ويهدد "اسرائيل" بالقضاء التام عليها ان يمتلك السبل لاطلاق رأس حربي نووي. نطالب جميع الدول بعزل النظام الايراني طالما استمر في عدوانه".

ترامب لم يكتف بهذا القدر بل ذهب في خطابه للدفاع بشدة عن الكيان الصهيوني وجرائمه في المنطقة حيث قال ان مواجهةَ طهران هي بسبب تشكيلها تهديداً للكيان الاسرائيلي ودول المنطقة بحسب زعمه.

 اما الدول الاوروبية من أهم قضية اليوم بين ايران واوروبا تتمثل في السعي المشترك لتنفيذ بنود الإتفاق النووي بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين و الذي أكد الرئيس الايراني على أنّ الجانبين الايراني والاوروبي إتخذا قرارهما بحزم للحفاظ على الإتفاق النووي ومواصلة السير وفق بنوده والإلتزام بمواقف سياسية صارمة.

ونقلاً عن الموقع الاعلامي لمكتب رئاسة الجمهورية ان الرئيس الايراني التقى مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك برئيسة وزراء بريطانيا «تريزا ماي»، وأشار خلال اللقاء الى الانسحاب غير القانوني للولايات المتحدة من الإتفاق النووي واصفاً هذا الإنسحاب بأنه مدعاة للدهشة واثار معارضة المجتمع الدولي.

وأضاف روحاني بأنه بات علينا جميعاً السعي الى تنمية تعاوننا ومواصلة مباحثاتنا بغية التوصل الى إطار عملي ملائم يحفظ الإتفاق النووي ويكفل تنفيذ بنوده خاصة ما يخص الشأن الإقتصادي.

و خلال لقاء الرئيس الفرنسي امانوئيل ماكرون أكد روحاني  على ضرورة حفظ وتعزيز الاتفاق النووي كاتفاق دولي واكدا على تنمية وترسيخ العلاقات والتعاون الثنائي والاقليمي والدولي بين طهران وباريس.

واكد الرئيسان ضرورة بذل الجهود في سياق تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ومنها الاقتصادية والمعاملات المالية والطاقة وصرحا بانه لا عائق امام تنمية التعاون بين البلدين وانه على المسؤولين فيهما بذل المزيد من الجهد في هذا السياق.

واكد ماكرون اهمية التعامل والحوار مع ايران كدولة مؤثرة في المنطقة في سياق مكافحة الارهاب العالمي واضاف، انه علينا العمل عبر تطوير التعاون للوقوف بوجه الارهاب والنزعة الاحادية في العالم.

الرئيس روحاني  دعا الاتحاد الاوروبي لاتخاذ خطوات عملية للحفاظ على الاتفاق النووي، معتبرا ان الاتحاد الاوروبي الان امام اختبار كبير ليس فقط تجاه ايران بل تجاه العالم ايضا وان الجميع يتوقع من اوروبا العمل بتعهداتها.

صرح بذلك خلال استقباله رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشل في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة حيث وصف العلاقات بين البلدين بانها متنامية مشيرا الى دور الاتفاق النووي في تعزيز العلاقات واضاف، ان حفظ الاتفاق النووي مسؤولية جسيمة ومشتركة لنا جميعا.

واكد بان الضغوط على ايران لن توصل اميركا الى مآربها واضاف، ان حفظ الاتفاق النووي مسؤولية دولية ويتوجب على الدول اداء دورها في القضايا العالمية بصورة صحيحة واصفا دور الاتحاد الاوروبي السياسي والاقتصادي في هذا المجال بانه مؤثر ومهم جدا.

من جانبه اكد رئيس وزراء بلجيكا خلال اللقاء عزم بلاده على تطوير التعاون مع ايران وقال، ان بلجيكا مؤيدة لنهج التعددية ولن تألو جهدا للحفاظ على الاتفاق النووي ونامل بتحقيق نص الاتفاق بصورة كاملة.

واعتبر انه لم يسبق بعد الحرب العالمية الثانية توحد مواقف اوروبا والصين وروسيا لحفظ اتفاق دولي (الاتفاق النووي) واضاف، انه خلافا للضغوط السياسية والاقتصادية الاميركية فان ارادة الاتحاد الاوروبي مبنية على ايجاد آلية مالية جديدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع ايران.

واضاف، ان اوروبا تبحث عن نظام دفع بديل يطمئن الشركات للاستثمار في ايران.

الرئيس روحاني وخلال استقباله رئیسة وزراء النرویج ارنا سولبرغ في نیویورك ، قال : ان المشكلة الراهنة لا ترتبط بایران وامیركا فقط لان الحكومة الامیركیة الراهنة وقفت امام قرار مجلس الامن الدولي المصادق علیه بالاجماع ونقضته.

واضاف، ان القرار 2231 یصرح بانه على جمیع الدول دعم الاتفاق النووى ومن المهم جدا ان لا یتجاهل العالم نقض الاتفاق من جانب امیركا.

 ومن جانبها اكدت رئیسة وزراء النرویج عزم بلادها على تطویر التعاون مع ایران وقالت، نامل بان نتمكن جمیعا من الاستفادة من الاتفاق النووى كاساس لتطویر العلاقات.

واشارت سولبرغ، الى خروج امیركا من الاتفاق النووي وقالت، ان استمرار الاتفاق النووي مهم جدا بالنسبة لنا لتحسین العلاقات ولكن للاسف ان القضایا الساسیة قد اضرت بهذا الاتفاق الجید.

أما رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان قال الرئيس روحاني، ان الطاقات الواسعة بين البلدين تستوجب الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بموازاة العلاقات السياسية، ونحن نولي الاهمية للاتصال مع ارمينيا وجورجيا للوصول الى البحر الاسود وان ممر 'الجنوب –شمال' يحظي باهمية فائقة في هذا المجال.

واكد استعداد طهران من ناحية الخدمات التقنية والهندسية لاكمال هذا الممر الحيوي وقال، ان من الضروري تعزيز التعاون بين القطاعات الخاصة في البلدين ونحن على استعداد لتشجيع انشطة التجار (الايرانيين) في ارمينيا وان نوفر تسهيلات للاستثمارات الارمينية (في ايران).

من جانبه اكد رئيس الوزراء الارميني استعداد بلاده لتطوير التعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال، انه يجب الاستفادة من جميع الطاقات في مسار تعزيز التعاون وايجاد قفزة في العلاقات خاصة في المجال الاقتصادي.

واضاف، انه ينبغي التخطيط لمشاريع جديدة لتنمية التعاون وقد حان الوقت لتنفيذ الاتفاقيات الواسعة بين البلدين خاصة في مجال مقايضة الطاقة.

كما اعلن باشينيان رغبة بلاده بالتعاون في مجال ممر المواصلات الجديد الذي يربط ارمينيا بالخليج الفارسي.