تحرير الشام تبعث إشارات سرية لتركيا.. وترامب يزعم فضله بمنع هجوم إدلب!

تحرير الشام تبعث إشارات سرية لتركيا.. وترامب يزعم فضله بمنع هجوم إدلب!
الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

تطرق "إسرائيل" الباب الأميركي في مسعى لاجتراح "مبادرات" تجاه الجانب الروسي، قد تثنيه عن استكمال تسليم منظومة "S-300" لسوريا. وبالتوازي، انتقد الرئيس دونالد ترامب وشكر في الوقت نفسه، كلاً من روسيا وإيران وسوريا، قبل أن يلمّح إلى دور مباشر لبلاده في إنجاز "اتفاق إدلب".

العالم - تقارير

قالت جماعات معارضة في سوريا، الخميس 27 سبتمبر/أيلول 2018، إن لديها ثقة متزايدة في أن خصومها من المسلحين سيلتزمون بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح التي أنشأتها تركيا وروسيا بموجب اتفاق ادلب الذي حال دون تنفيذ الجيش السوري هجوما بدعم من روسيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق لإنشاء منطقة جديدة منزوعة السلاح في إدلب السورية يقضي بانسحاب المسلحين الارهابيين بحلول منتصف الشهر القادم.

وقال مسؤول كبير بالمعارضة السورية إن أقوى جماعة مسلحة في الشمال الغربي وهي "هيئة تحرير الشام" الارهابية بقيادة فرع القاعدة سابقا في سوريا بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي من خلال أطراف ثالثة في الأيام القليلة الماضية لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق.

وذكر المسؤول بالمعارضة الذي أطلعه مسؤولون أتراك على الأمر وطلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع «الأمور تسير بشكل جيد و"هيئة تحرير الشام" وعدت مبدئيا بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة».

"حراس الدين" يرفضون اتفاق ادلب

وكان تنظيم ما يسمى بـ"حراس الدين" الموالي لتنظيم القاعدة الارهابي قد أصدر بياناً أعلن فيه رفضه التام لاتفاق ادلب الأخير، معتبراً أن هذا الاتفاق هو "مؤامرة" مصيره كما حصل في البوسنة خلال اتفاقية نزع السلاح.

وطالب التنظيم الارهابي الفصائل التي أيدت الاتفاق بالتوبة ومحاسبة النفس، ودعاها إلى إعادة ترتيب ما تبقى من قوة وإمكانيات والتعاون في البدء بعمليات عسكرية ضد الجيش السوري.



وتحدثت مصادر في ادلب عن انقسام غير مسبوق في صفوف "هيئة تحرير الشام" الارهابية في حال رضخت للاتفاق، حيث طالب الجناح الرافض للاتفاق "الجولاني" بإعلان موقفه رسمياً للمسلحين لكي يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

وأشارت المصادر إلى أن الجناح الرافض للاتفاق هدد بالانشقاق عن الهيئة وعدم الالتزام بأي اتفاق تبرمه تركيا بشأن ادلب، وأنها ستنضم إلى تنظيم "حراس الدين" الارهابي.

ورجحت المصادر خروج "الجولاني" في تسجيل مصور يعلن فيه الموقف الأخير من اتفاق ادلب بعد مهلة منحه إياها الجناح الرافض للاتفاق تنتهي خلال 72 ساعة، وبعد ذلك إن لم يعلن قائد "هيئة تحرير الشام" الارهابية موقفه بشكل واضح فإن موجة الانشقاقات ستبدأ بعد إنتهاء المهلة المحددة.

وكان عدة قياديين في "هيئة تحرير الشام" أعلنوا في وقت سابق رفضهم لاتفاق سوتشي (الاتفاق التركي الروسي بشأن ادلب)، حيث اعتبر القيادي المصري "أبي فتح الفرغلي" أن تسليم نقاط الرباط والدشم والمواقع المحصنة لا يقل جرماً وخيانةً عن تسليم السلاح.

وكما رفض القيادي "أبو اليقظان المصري" اتفاق سوتشي الذي يقضي بإنشاء منطقة فاصلة منزوعة السلاح، متوعداً بمواصلة القتال في ادلب. وقال المصري "كيف نفرط في نقاط رباط أصبح الآن كثير منها قلاع عسكرية؟"، معتبراً أن خطوط التماس مع الجيش السوري تنتهي بإنشاء تلك المنطقة وبالتالي "إنهاء الجهاد"، وفق تعبيره.

اتفاق سوتشي لا يشمل تسليم أسلحتهم

وسيتراوح عمق المنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا بين 15 و20 كيلومترا بينما ستمتد على طول خط الاتصال بين المسلحين والقوات الحكومية وستقوم قوات تركية وروسية بدوريات فيها.

وقال مسؤول كبير آخر بالمعارضة إنه يتوقع من "هيئة تحرير الشام" الارهابية تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أنه لا يرى تهديدا باندلاع مواجهة لأن الاتفاق لا يسعى لإجبار المسلحين على تسليم أسلحتهم.

وقال المعارض البارز "أحمد طعمة" الذي قاد وفد مسلحي المعارضة السورية في المحادثات التي جرت برعاية روسيا في عاصمة قازاخستان «أرى أن الأمور ستكون وفق الاتفاق بحلول المدة الزمنية المقررة».

ولم تعلن "هيئة تحرير الشام" الارهابية موقفها بعد من الاتفاق وسيلعب موقفها دورا حاسما في نجاحه.

وألقت تركيا بثقلها لدى روسيا لتفادي حملة كبيرة يشنها الجيش السوري لاستعادة إدلب وحذرت الأمم المتحدة من أنها ستسبب كارثة إنسانية. وتعهدت أنقرة لموسكو بأنها ستتولى أمر خطر "المتشددين".

أردوغان أكد انسحاب "الجماعات المتشددة"

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الفائت إن انسحاب "«الجماعات المتشددة» بدأ بالفعل، مضيفاً أن «هذا الجزء من سوريا سيكون خالياً من الأسلحة» بإشراف القوات التركية والروسية. وخلافاً لما أدلى به أردوغان، لم تشهد المناطق المحاذية لخطوط التماس أي انسحابات عسكرية. وعلى العكس، شهد اليومان الماضيان تصعيداً في عدد من المواقع في أرياف اللاذقية وإدلب وحماة، أفضى إلى قصف متبادل ومتقطع.

 تلميح ترامب إلى وجود دور أميركي في رعاية "اتفاق إدلب" وشكره لايران وسوريا وروسيا!

والتقى وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانا على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، لبحث آخر تطورات الملف السوري، الذي حضر أيضاً في أغلب الكلمات والتصريحات الصادرة عن وفود الدول المشاركة في دورة الجمعية العامة.

وكان حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأبرز من حيث المضمون، رغم المفارقات التي تضمنها، فبعد أن افتتح كلمته أمام أعضاء مجلس الأمن بانتقاد روسيا وإيران وتعهد (في فقرة لاحقة) بالرد على أي هجوم كيميائي مزعوم من قبل الحكومة السورية (على حد زعمه)، عاد ليشكر إيران وروسيا وسوريا على «إبطاء هجومها في إدلب، حيث يعيش 3 ملايين شخص، لإخراج نحو 35 ألف إرهابي». ولم يكتفِ ترامب بهذا الشكر، بل قال إن «إبطاء» الهجوم جاء «بإلحاح قوي وعاجل» من قبله، مضيفاً القول: «أخرجوا الإرهابيين، ولكني آمل أن يستمر ضبط النفس، فالعالم يراقب».

وشكَر تركيا على مساعدتها في التفاوض على «ضبط النفس»، مشيراً إلى أن بلاده حاضرة لتقديم "المساعدة في حلّ هذه المشكلة... لحماية مئات آلاف الأرواح" على حد تعبيره.

ونسب ترامب خلال مؤتمر صحفي في نيويورك الفضل إلى نفسه بعدم تنفيذ هجوم على المدينة، زاعما بانه فعل ذلك بواسطة تغريدة على حسابه في تويتر قال فيها: “سترتكب خطأ إنسانيا فادحا بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة”. 

والجدير بالذكر أن ترامب قال ايضا إنه لم يسمع من قبل بإدلب، إلى أن تحدثت عن قضيتها امرأة خلال لقاء حاشد مع مناصريه قبل شهر!!

"إسرائيل" تواصل جهودها لوقف تسليم «300-S»

وفي سياق قريب، أشارت القناة الإسرائيلية الثانية، أمس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيكرس زيارته لنيويورك حيث سيلتقي ترامب، لبحث  القرار الروسي بتسليم منظومة «S-300» لسوريا.

وأضافت وفق ما نقلت عنها وكالة «الأناضول»، أن نتنياهو سيعمل على إقناع ترامب بتقديم «مبادرة ديبلوماسية» إلى الطرف الروسي، مقابل تراجع الأخير عن قرار تسليم المنظومة.

وبالتوازي، أكد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن "إسرائيل" مستمرة بالتواصل «عبر قنوات اتصال» للحديث في ملف سقوط الطائرة الروسية، وما تلاها من تبعات.

وفي وقت تبحث فيه "إسرائيل" عن خطوة أميركية لكبح تحرك موسكو الأخير في سوريا، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين أميركيين، بأن وزارة الدفاع ستسحب أربعة أنظمة صواريخ «باتريوت» من الأردن والكويت والبحرين، الشهر المقبل؛ وإن وضعه في خانة «الإجراءات الروتينية».