زيارة بن سلمان للكويت وسط تدابير امنية.. وملفات ساخنة على الطاولة

زيارة بن سلمان للكويت وسط تدابير امنية.. وملفات ساخنة على الطاولة
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

بعد ان اتخذت السلطات الكويتية إجراءات أمنية غير عادية تتعلق بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الكويت التي كان يفترض أن تبدأ السبت، أصدرت الكويت بيانا جديدا بمناسبة الزيارة وأعلنت رسميا تأجيلها الى اليوم الاحد دون أن تذكر أسباب تأجيل الزيارة.

العالم- تقارير

زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الكويت كان يفترض أن تبدأ أمس السبت، لكن فجأة يعلن عن تأجيلها من دون ذكر أي سبب، لتبدأ اليوم الأحد.

وقد اتخذت إجراءات أمنية غير عادية تتعلق بالزيارة، حيث أعلنت الداخلية الكويتية في بيان أن عدة طرق رئيسية في العاصمة ستغلق ضمن إجراءات مرورية أمنية، وناشدت المواطنين والمقيمين ضرورة التعاون مع رجال الأمن. وتستمر الزيارة يومين، حسب مصادر كويتية.

توقيت الزيارة له دلالاته في ظل الظروف الاقليمية والدولية

وفي ظل الظروف التي فضل فیها ولي العهد السعودي الشاب خلال العام والنصف الماضي أن يجلس في الرياض وان یستضيف قادة الدول العربية هناك الا ان زيارته الی الکويت تدل علی انه یبحث عن امر مهم للغاية ويتبنى مهمة هامة جدا. 

توقيت هذه الزيارة يبدو لافتاً لأنها تتزامن مع الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السعودية ودول خليجية أخرى من أجل زيادة إنتاجها وبما يؤدي إلى خفض أسعار النفط لعدم إلحاق الضرر بالاقتصاد الأميركي الذي حقق ازدهاراً في العامين الأولين من فترة الرئاسة الأولى للرئيس الأميركي، كما تتزامن هذه الزيارة أيضاً مع مساع أميركية لتشكيل حلف "ناتو عربي" من دول مجلس التعاون الست إلى جانب كل من مصر والأردن.

الزيارة اكتسبت منذ الإعلان عنها أهمية بالغة، وساعدت على ذلك الظروف الإقليمية والدولية التي تعيشها المنطقة بشكل عام، ولا سيما منذ بدء الأزمة الخليجية التي قاربت 500 يوم.

وتعد هذه الزيارة الثانية لولي العهد السعودي منذ ظهر على المشهد السياسي السعودي، فقد كانت الأولى بعد بدء العدوان السعودي على اليمن بشهرين في مايو/أيار 2015 عندما كان وليا لولي العهد، ويأتي اليوم للكويت وهو ولي للعهد بعد أن عصفت بالمنطقة الخليجية أزمات متتالية.

أبرز هذه الأزمات اضمحلال دور مجلس التعاون الذي صمت منذ بدء أزمة خليجية ما زالت تراوح مكانها ولا يبرز ما يؤشر إلى قرب نهاية حاسمة لها، إضافة لكارثة العدوان على اليمن، والعلاقات مع إيران، وأخيرا عدم الاستقرار في العراق، وثلاثتها مناطق تماس مع الخليج الفارسي، ولا يمكن بحث أي ملفات من دون التطرق إليها بصورة أو بأخرى، وهذا يدفع بالتساؤل: ماذا في جعبة بن سلمان وهو يزور الكويت في مثل هذه الظروف العصيبة؟

علاقات الكويت والسعودية تشهد مدا وجزرا منذ عقود طويلة

علاقات الكويت والسعودية منذ عقود طويلة تشهد مدا وجزرا. تعلو أصوات الخلافات أحيانا وتتوتر العلاقات وتسخن، لكن ما تلبث أن تهدأ بعد قليل، بسبب أن جل الخلافات البينية الخليجية قبل اندلاع الأزمة الخليجية الأخيرة كانت في نطاقات محددة، وكان مجلس التعاون بلجانه ومؤسساته يقوم بدوره في حلحلة الأمور وتهدئتها إلى حين، كأضعف الإيمان.

 والكويت منذ اندلاع الأزمة أعلنت دورها وواجبها في ضبط الأمور وعدم انفلاتها، ورغبتها في لعب دور الوسيط المحايد لحل الخلاف بين "رباعي الحصار" وقطر.

واستطاعت، حسب تصريحات أمير الكويت في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الفائت، استبعاد الحل العسكري الذي كان معدا لإنهاء الأزمة في أيامها الأولى.

ومن هنا ينتظر بعض المراقبين أن تبحث زيارة ولي العهد السعودي للكويت ملف الأزمة أولا قبل التطرق لملفات أخرى عالقة وشائكة في الوقت نفسه تخص البلدين، ولا تقل أهمية عن الأزمة الخليجية أيضا.

حقول النفط المتنازع عليها في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية لا شك أنها ستكون من الملفات المهمة التي لا بد من التفاهم بشأنها وحلها بحكمة وهدوء، وهي من الملفات العالقة بين البلدين والتي طالما تسببت في توترات وأزمات منذ عقود.

محاولة الضغط على الكويت للخروج عن حيادها في الأزمة الخليجية أمر له تبعاته على الكويت نفسها قبل غيرها

كما أن علاقات دول المنطقة بطهران ملف ثالث لا يقل أهمية عن الملفين السابقين، ذلك أن العلاقات الكويتية الإيرانية لا يشوبها حاليا أي توتر، ومن الخطورة بمكان الضغط على الكويت لاتخاذ مواقف تنسجم مع القرار السعودي مثلا تجاه إيران، باعتبار أن أي توتر بالمنطقة تلك سيكون للكويت النصيب الأكبر منه.

ورغم ان مباحثات ابن سلمان مع المسؤولين الکويتيين تدور حول الازمة العالقة في علاقات مجلس التعاون مع قطر، والترکيز علی تسوية الخلافات حول المصادر النفطية السعودية الکويتية المشترکة لکن، توفیر حاجة الولایات المتحدة من النفط علی ضوء الظروف الناتجة عن الحظر ضد ایران یتصدر مهام ابن سلمان في زيارته للکويت وسیکون علی جدول المحادثات.

من هذا المنطلق فان ابن سلمان یعتزم في هذه الجولة القصيرة ان یحصل علی الضمانات اللازمة لتوفير النفط في الاسواق في ظل الغياب الایراني عن هذه الاسواق، كي لا يلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي.

هذا ووفق الانباء الواردة فقد ارتفعت اسعار البنزين في امريکا حوالي 60 % في حين کانت الامارات والسعودية قد وعدتا من قبل ان تعوضا المشاکل الناتجة عن الغياب الايراني عن اسواق النفط.

تشير زيارة ابن سلمان بالقلق عند السلطات الاميرکية علی المستقبل الاقتصادي لهذا البلد من جهة وتکشف من جهة اخری عن قلق ابن سلمان من الضعف الذي قد اعتری موقف ترامب من ايران.  

يذكر أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤخرا، امر فيه ترامب الطرف السعودي بالحفاظ على الإمدادات لضمان استقرار سوق النفط بشكل لا يضر الإقتصاد الأميركي.