بعد اغتيال خاشقجي.. نوايا لاغتيال السيد الحوثي

بعد اغتيال خاشقجي.. نوايا لاغتيال السيد الحوثي
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

الأشهر الماضية لمن دعموا خطوات الإصلاح غير المسبوقة التي بدأها ابن سلمان كانت مثيرة للقلق، فهناك سيل من الأخبار السيئة من اعتقال الامراء و اعدام المعارضين الى اغتيال الصحفيين و قادة اليمن، وهذا يدل على ان وليعهد السعودي ديكتاتور متهور ميال للعصبية والقرارات اللاعقلانية.

العالم-تقارير

ونقلت رويترز عن مصدرين تركيين ليل السبت أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، قد تمت تصفيته داخلها بالفعل.

ورجّحت الشرطة التركية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذكرت مصادر أن فريقا سعوديا قام بتعذيبه وتقطيعه، بينما تصرّ الرياض على أنه غادر القنصلية بعد دخوله بقليل.

ويذكر أن التحقيقات الأولية التركية توصلت إلى أن خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" تم قتله وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

في هذا السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست إن "الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي أفادت أنباء بتصفيته بطريقة مروعة داخل قنصلية بلاده في إسطنبول ربما قتل لأنه يشكل خطرا على نظام الحكم في السعودية".

وأضافت أن "المتابعين للشأن السعودي يقولون إن خاشقجي ربما كان يعتبر خطرا بشكل خاص من قبل القيادة السعودية، لأنه كان قريبا من دوائرها الحاكمة لعقود من الزمان".

وأشارت في هذا الإطار إلى أن "الرجل كان المستشار الإعلامي لرئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل، عندما كان الأخير سفيرا لبلاده في لندن وواشنطن".

ووفق تعبير الصحيفة، فإن قتل خاشقجي إذا تم تأكيده سوف يمثل تصعيدا صادما في جهود السعودية لإسكات المعارضة.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مصدرين مطلعين على التحقيقات أن الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال قدم من السعودية وهو مؤلف من 15 شخصا، وقالت إنه إذا تأكد مقتل خاشقجي فسيشكل ذلك تصعيدا سعوديا صادما لإسكات المعارضة.

وأشارت إلى حملة القمع التي شنها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" قبل عام، حيث تم اعتقال المئات من الأكاديميين والناشطين والدعاة ورجال الأعمال، بدواع أمنية أو بحجة مكافحة الفساد.

والسعودية بعد وصول محمد بن سلمان الى ولاية العرش و رأس هرم السلطة، تشهد موجة متواصلة من الاعتقالات تستهدف صحفيين، ومنتقدين للحكومة، ودعاة. فجميع نشطاء المجتمع المدني البارزين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك العديد الذين جاهروا بمواقف مناهضة للفساد، يقبعون حاليًا خلف القضبان أو يعذبون حتى الموت كما هو مصير جمال خاشقجي.

وقد تكون تمت تصفيته على طريقة المعارض السعودي الشهير "ناصر السعيد الشمري"، الذي اختطف عام 1979 في السفارة السعودية في بيروت، واختفت أخباره من ذلك الحين، وظهرت روايات تتحدث عن إلقائه حيا من طائرة وسط صحراء السعودية، قبل أن ينقل عن حارس أمن بريطاني خاص للملك فهد أن ناصر السعيد رميت جثته في السواحل اللبنانية و لذلك بعض المحللين يقولون ان تصفية خاشقجي تمت على طريقة المعارض السعودي الشهير ناصر السعيد.

وبعد حوالى أكثر من سبعة وثلاثين عاماً على مرور الحادثة، كشف الحارس البريطاني لأمراء آل سعود مارك يونق أن المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد لم يتم التخلص منه في السعودية عام1979 كما قيل سابقاً، بل الحقيقة أنه تمّ التخلص منه في لبنان بعد اختطافه بأمر من الأمير فهد ورمي جثمانه من طائرة على السواحل اللبنانية.

وأكد يونق أن مصدر معلوماته هو من الملك فهد شخصياً أسرّها إلى شخص مقرب منه جداً آنذاك حيث لا زال يرتبط الحارس يونق بعلاقة وثيقة بهذا الشخص حتى هذه اللحظة وأنه متأكد مائة في المائة مما قال.

وقد اختطف المعارض السعودي الكاتب ناصر السعيد في بيروت عام ١٩٧٩ عبر عملاء سعوديين ولا يُستبعد أن لصحفي فرنسي وعضو في منظمة التحرير الفلسطينية وهو عطا الله عطا الله "أبو الزعيم" والسفير السعودي في لبنان الفريق علي الشاعر يداً في اختطافه.

ويُعتبر ناصر السعيد أكبر معارض عرفته السعودية في تاريخها، وله كتاب بعنوان "تاريخ آل سعود" الذي يفضح فيه أصل هذه العائلة الحاكمة وعمالتها لبريطانيا وتالياً للولايات المتحدة الأمريكية، وممارسات أمرائها في قهر أهل الجزيرة العربية !!.

وبعد نشر الاخبار عن اغتيال خاشقجي، أعلن نشطاء التواصل الاجتماعي نوايا حكومة ال سعود لاغتيال السيد "عبدالملك الحوثي" قائد حركة انصارالله في اليمن بالتغريد عبر حسابهم على "تويتر" فيما شن نشطاء موالون لمملكة ال سعود حملة ضد السيد الحوثي.

وقام النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي بشن حملة ضد السيد عبدالملك الحوثي واطلقوا هاشتاقا يدعو ابن سلمان الى اغتيال السيىد الحوثي و اكدوا فيه على نوايا السلطات السعودية لإغتيال زعيم حركة انصارالله بعد اغتيال الشهيد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق لليمن.

واستشهد صالح الصماد 19 أبريل 2018 في محافظة الحديدة إثر استهدافه بغارة جوية من قبل طيران العدوان الأمريكي السعودي وهو يؤدي واجبه الوطني.

وقال بعض النشطاء إن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي تقوم بإجراء سياسات قمعية من جهة ويريد اجراء خطوات الإصلاح من جهة اخرى.

وفي ذات السياق، غرد واحد من النشطاء في حسابه انه "مع أن حملة القمع كانت من أجل تقوية موقع ولي العهد في الداخل، إلا أنها كانت، بحسب المراقبين الغربيين، تحركا قمعيا من موقع الخائف لا القوي، ولم تكن بالضرورة جيدة للاسثتمار".

وفي الختام يمكن القول ان هذه السياسات القمعية جاءت على خلفية حملة مكافحة الفساد سيئة السمعة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، التي اعتقل فيها أمراء ورجال أعمال ومسؤولين في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وأجبروا على شراء حريتهم بالتخلي عن أرصدة مالية وممتلكات ضخمة، فيما نشرت تقارير عن مزاعم تعرضهم للاعتداءات الجسدية والتعذيب حتى الموت.

ج حسيني