الموظفة أم ربة المنزل.. أيهما الأفضل في الحياة الزوجية؟!

الموظفة أم ربة المنزل.. أيهما الأفضل في الحياة الزوجية؟!
الثلاثاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

يُقال دائماً أن الزواج مشاركة بين الرجل والمرأة، كل منهما له دور يجب عليه أن يقوم به كي تستمر حياته الزوجية ويُحافظ على علاقته بشريكه.

العالم - تقارير 

فيظن الغالبية أن المشاركة هنا تعني تساوي الأدوار التي يقوم بها كلا الطرفين مهما كانت، بمعنى أن تُشارك الزوجه في العمل خارج المنزل لإعالة أسرتها، ويُشارك الرجل في أعمال المنزل وغير ذلك. 

وبما أن الحياة هي قائمة بين الرجل والمرأة، فكل منهما هو مسؤول عن تدبير شؤون الحياة الأسرية، والنساء شقائق الرجل، ولكل منهما دورا هاما في الحياة يكمل بعضهما البعض. 

وبينما أن المرأة هي نصف المجتمع، فبالتالي يجب أن تساهم في تطوير المجتمع وتدفع بعجلته نحو الأمام. 

حيث قامت العديد من النساء وبعض الجماعات بالمطالبة بمساواة الرجل بالمرأة في نظام العمل، والسعي لطلب المعيشة وحب مزاولة المهنة الخاصة بها، والمناضلة من أجل الحصول على حقوقها او التحرر من القيود الدينية أو المطالبة بمساواتها بالرجل.

وفي هذا الوقت أصبحنا نرى المرأة تعمل في كافة مجالات الحياة لإثبات ذاتها بجدارة لتتفوق على الرجل وتشعر بنشوة الانتصار والمنافسة في التقديم للوظائف الحكومية والخاصة بجميع فروعها واشكالها المختلفة لتمارس حقها المشروع في العمل وبناء أسرة بمستوى معيشي كبير.

ولكن هناك وجهات النظر المختلفة نراها في أرض واقع المجتمع،حيث ينظر قسم منها إلى أن المرأة قبل أن تخرج للعمل كانت الخلافات الزوجية محدودة ومعروفة لكنها عندما خرجت للعمل تفاقمت المشكلات، وازدادت الخلافات.

وإن سألتهم عن هذه الخلافات لا يترددون في الإجابة التي تكون أكثرها صخباً وضجيجاً مشكلة راتبها الشهري ومساهمتها في الصرف ما دامت تقضي جزءاً من وقتها خارج المنزل للعمل.

وفي هذا الجانب تحديدا تنوعت القضايا والحوادث بين أزواج يطالبون الزوجات العاملات بضرورة الإسهام في نفقات البيت نظراً لتقصيرهن في واجباتهن الزوجية، وزوجات يطالبن الأزواج بضرورة المساعدة في أعمال المنزل وتدبير شؤون الصغار نظراً لإسهامهن في الإنفاق على الأولاد والمنزل، غير أن هناك من ينظرون إلى الأمر بزوايا أكثر تفاؤلاً.

ليبقى سؤال أخير طرحناه على رجال الدين، هل يظل الإنفاق مسؤولية الزوج حسب رأي الشريعة الإسلامية؟ أم اختلف الأمر في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، حيث أصبحت مسؤولية الإعالة قضية معقدة لا تخضع للضوابط الشرعية ولا تتحدد بالأعراف الاجتماعية.

قبل عقد من الزمان تسبب الكاتب الكبير مايكل نوير في مجلة «فوربز» الأميركية التي تهتم بالشؤون الاقتصادية بثورة عارمة عندما كتب مقالاً حذر فيه الرجال من الزواج بامرأة موظفة وافتتحه قائلاً:

«أيها الرجل، هذه نصيحة خاصة لك تزوج امرأة جميلة أو قبيحة، قصيرة أو طويلة، شقراء أو سمراء، لكن بحق السماء، لا تتزوج موظفة «الأمر الذي أغضب السيدات مما دفع المجلة لحذف المقال من الموقع الإلكتروني.

كما أن هناك دراسات حديثة وجدت فيها أن الرجل يُفضل المرأة غير العاملة، ويميل للإرتباط بها، مهما كانت ثقافته أو جنسيته.

وجاء في هذه الدراسات آراء مختلفة مأخوذة من اقسام اعضاء المجتمع، تشير الى أن الرجل الذي يُفضل المرأة غير العاملة أو ربة المنزل فهو يعتقد أن هذا أفضل لحياته الأسرية ولأبنائه، لأن زوجته لن يشغلها أي شيء عن غرس القيم والأخلاق الصحيحة في أبنائه ومتابعة دروسهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم، فمهما فعلت المرأة العاملة ومهما ساعدها زوجها لن تستطيع الموازنه بين متطلبات العمل والمنزل من وجهة نظر الرجل.

ونقلت الدراسة مزاعم البعض قائلة: إنها طبيعة آدم التي لا يُمكن أن يُنكرها أحد،هو أنه لن يُحب أبداً أن تتفوق عليه زوجته خاصة في مجال العمل، وربما يشعر البعض أن هذا انتقاص من رجولته، إضافة إلا أن راتب الزوجة لن يُساعد كثيراً في النفقات المنزلية حسب رأيه، لأن معظمه سيذهب للمصاريف الإضافية التي يفرضها عملها، كدار رعاية الأطفال، إضافة لمصاريفها الشخصية الخاصة بالعمل!!!.

بالإضافة الى أن هناك قد تكون الضغوطات العصبية الناتجة عن عمل الزوجة،تتسبب في انهيار الأسرة بالكامل لو لم ينتبه الزوجين ويُحاولا إيجاد حل وسط بأسرع وقت ممكن، أغلب الأحيان لا تستطيع المرأة الموازنة بين واجباتها كأم وزوجة ووجباتها في العمل، بالتالي يتأثر الزواج بشكل كبير.

إن إقدام الرجل من الزواج بامرأة معينة هو اقتران طبيعي وإنساني لديمومة الحياة، واستمرار وجود النوع الإنساني، ومع تعقيدات الحياة وازدياد متطلباتها جعل الكثير من الرجال يلجؤون في الارتباط الزوجي مع من يساعده في تحمل أعباء الحياة.

أما ان يكون ذلك على حساب المرأة التي لا تعمل، فالمفروض ان يكون ذلك حافزا لها، ويجعلها ترغم ذاتها على ان تتغير، وان تحسن من وضعها بالتعليم والاستفادة من التسهيلات التي تقدم لها اليوم لان المجتمع يحدث فيه بعض التغيير الايجابي على الرغم من رواسب الماضي.

وهنا تكون المرأة الموظفة او العاملة التي تحصل على مردود مادي إزاء قيامها بالانخراط في مجال معين من العمل.

فيرى البعض أن الاقتران الزوجي بامرأة موظفة هي حالة ايجابية في مشاركة الحياة الزوجية، ولكن هناك من يرى أيضا ان هناك سلبيات في هذا الأمر.

بل ان هناك من يرى ان المجتمع يفقد توازنه إذا تم الاقتران بالنساء الموظفات أو العاملات، وإهمال النساء الأخريات من ربات البيوت، اللواتي هن أيضا لهن  ميزات عدة، والتي لم تعد كما كانت في السابق بل أصبحت الآن متعلمة وغيرها من الأمور، ولكنها على خلاف المرأة الموظفة لا تعمل، ولا يوجد لديها دخل ثابت..

 فبمعتقد هذا القسم من اعضاء المجتمع، أن الزواج من امرأة ربة بيت أفضل من الزواج من امرأة عاملة بسبب رواسب النظرة التقليدية في المجتمع العربي والشرقي عموما، وان المرأة مجرد تابع او حاضنة للأطفال في محاولة لتحجيم دورها في الأسرة والمجتمع، وهنا يكمن الاختلاف.

وبالمقابل هناك البعض يرى أن عمل المرأة يؤثر كثيراً على ثقافتها وشخصيتها، فيُساعدها على مواكبة التطورات والإنخراط في المجتمع، والتعرف على آخر المتغيرات الثقافية وغيرها، كما يُحفزها على الاهتمام بمظهرها وجمالها طوال الوقت، بالتالي يرون أن ربة المنزل تُصبح منغلقة على نفسها وعلى مشاكلها الشخصية ولا تهتم بتطوير شخصيتها، فتتحول إلى شخصية سطحية مع الوقت.

اليكم بعض وجهات النظر ...

هناك "ممرضة" ترى أن المرأة سواء العاملة أو ربة المنزل هي التي تصنع السعادة بنفسها لزوجها ولأولادها، ولكن الغالب، الأسعد المرأة التي لا تعمل مع أنها امرأة عاملة وسعيدة، ولكنها تشقى كثيرا حتى تتمكن من أن توفق بين البيت والعمل، فالعمل يكسبها مهارات وصداقات وخبرات جديدة بالإضافة إلى الجانب المادي، ولكن يحرمها من وجودها لساعات مع أسرتها.

تقول: “انا أحب الجو الأسري، وإذا رجعت إلى البيت أحاول أن أعوض زوجي وأبنائي بمراعاة احتياجاتهم والجلوس معهم، والحمد لله زوجي يساعدني في أعمال البيت، ومتفهم لطبيعة عملي، ولولا عملي لما استطعت أن أوفر لعائلتي هذا المستوى المناسب من حيث السكن المريح وتعليم أبنائي في مدراس خاصة”.

فيما تسرد لنا "معلمة" تجربتها في العمل، فهي امرأة عاملة وعمرها يقارب نهاية الأربعين، وتقول :

“لو استطيع أن ارجع عشرين سنة لبقيت مع زوجي وأبنائي”، وتقول بنوع من الحزن: “انا قضيت عمري أحارب لتامين مستقبل أبنائي، ولكني اشعر باني خسرت وقتا طويلا من دونهم، ولم أكن بجنبهم مدة طويلة، وهذا يشعرني بالنقص، وأحاول أن أرجعهم إلى حضني، ولكن لم يتبقَّ شيء من الوقت”.

ويشاركها الرأي "موظف"، فهو يفضل أن تكون زوجته ربة منزل، فمن وجهة نظره أن من الطبيعي ان الزوج والأبناء يحتاجون إلى رعاية مستمرة، وبجانب آخر لا يريد زوجته أن تختلط مع الرجال، ولا أن تتعب من اجل المال، ويؤكد ان الذي يستوجب عليه أن يكدح ويعمل من اجل مستقبل أسرته هو الرجل.

وبالمقابل، تؤكد ممرضة أخرى على أن من ميزة المرأة العاملة أن لها متنفسا خارج المنزل و(تشوف الدنيا صح...)، وقد ساعدها العمل على تطوير شخصيتها، فكانت في السابق خجولة لأقصى درجة، ولا تستطيع التعامل مع أناس أغراب، ولكن الآن تغيرت شخصيتها تمامًا، فالعمل بالنسبة إليها ليس من أجل المال فقط على الرغم من أن المال شيء مهم، إذ لولا مساعدتها لزوجها لما استطاعا أن يكونا لهما بيتا مستقلا.

فهي ترى فضلا عن ذلك أن الزوج يحب المرأة المتطورة والمثقفة وذات العقل الكبير، التي تكون اهتماماتها غير سطحية، فالاختلاط مع الناس بشكل مستمر يثري حياتها الخاصة، والزوجان يحتاجان إلى أن يفترقا بعض الشيء لكي لا يسود الملل والروتين حياتهما.

وهناك "موظف عازب" يقول من جانبه إن المرأة سواء كانت ربة منزل أم عاملة باستطاعتها أن تبعث البهجة في البيت أو أن تسوده بالملل، ولكنه يشعر بأن ربة المنزل بكون أكثر أوقاتها في البيت تكون روتينية ومملة، بل وتختلق المشكلات، فيصبح العيش معها بمثابة المحكوم عليه بالسجن المؤبد مع أعمال شاقة، وبجانب آخر تكون متطلبة مادية، فليس لها متنفس غير ذهابها إلى السوق. 

في النهاية…

هذا المقال ليس مقارنة بين الطرفين ولا تفضيل لأحدهما على الآخر،بل نقول إن عمل المرأة من عدمه خاضعاً لإتفاق الزوجين أولاً وأخيراً، فكل أسرة لها ظروفها الخاصة، وكل زوجين لهما رؤية وطريقة تفكير تختلف عن غيرهما، لذلك لا تظن أننا ندعو لحرمان المرأة من حقها في العمل أو تفضيل الرجل أو أي من هذه الأمور.

وأنت أعلم بما ترسمه لنفسك من خطط لحياة أفضل..