استقالة هايلي.. فصل جديد في ازمات الادارة الاميركية

استقالة هايلي.. فصل جديد في ازمات الادارة الاميركية
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

ربما كانت نيكي هايلي المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة اكثر من خدم الاجندة الخارجية للرئيس دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بالعلاقة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى الملفات الروسي والكوري الشمالي.

العالم - قضية اليوم

ولان هايلي حازت على المكان المميز في الادارة الاميركية، يمكن اعتبار تقديمها استقالتها امرا مفاجئا كما هو الحال بالنسبة للاعلام الاميركي  وبعض اجنحة الادارة الاميركية، الا اذا نظرنا الى تاريخ العلاقة بين هايلي ورئيسها، وايضا علاقتها بصقور ادارة ترامب.

في نظرة سريعة لحياة نيكي هايلي السياسية التي اختيرت حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية مرتين في ظل اتهامات تلاحقها حول علاقات مشبوهة مع سياسيين ومتنفذين جمهوريين. وصولا الى تعيينها عام الفين وستة عشر مندوبة لبلادها لدى الامم المتحدة.

خلال عام ونصف العام تقريبا اظهرت هايلي نفسها لسان حال الادارة الاميركية لاسيما من منبر الامم المتحدة حيث وزعت ابداعاتها في تمرير اجندة واشنطن الخارجية. 

لكن مسار حياة هايلي السياسية في البيت الابيض تغير منذ مارس ابريل الماضي عندما  بدات حملة تغييرات في ادارة ترامب مع استبعاد وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون واستبداله بمايك بومبيو، واستبدال مستشار الامن القومي هربرت ماكماستر بجون بولتون.. وهنا بدات نهاية حياة هايلي في ادارة ترامب.

المصادر في ادارة ترامب تقول ان اختلافا في وجهات النظر سيطر على علاقتها مع بومبيو وبولتون الوافدين الجديدين حينها وبقوة للبيت. وان التركيبة  الجديدة المتحكمة بعملية اتخاذ القرار في البيت الابيض لا تحتمل وجود هايلي، ولا بد من اخضاعها لاسلوب الاجبار الناعم على الاستقالة.

التحليلات حول خلفية استقالة هايلي، الملفت فيها الفضائح التي بدات تلاحقها، حيث خرجت دعوات للتحقيق معها في قضايا فساد خلال شغلها منصب حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية اضافة للكلام عن علاقة مشبوهة تجمعها بدونالد ترامب.

لكن كل ذلك لا يخرج من اطار الصراعات داخل الادارة الاميركية التي باتت بيد كوشنير وايفانكا ترامب اضافة لبومبيو وبولتون. وعليه فان ما بعد استقالة هايلي يشير الى مرحلة مختلفة على الساحتين الداخلية والخارجية

داخليا يبدو ان الادارة الاميركية تتجه لتكوين صورة اكثر تطرفا وقربا من نظرية المحافظين الجدد. لا سيما وان هايلي كانت تعتبر داخليا الوجه المعتدل في ادارة ترامب ( رغم تطرفها في حماية الاحتلال الاسرائليي ونهجها التهديدي مع العديد من الدول خارجيا).

هذا الواقع يشير لتغير محتمل على مستوى الحزب الجمهوري مع ترجيح عدم غياب هايلي عن الساحة السياسية وهو ما اكدته بنفسها في رسالة استقالتها. اضافة لكلامها عن عدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة رغم عدم وجودها على لائحة المرشحين الاقوياء، لكن بعد استقالتها، تبدو هايلي من الاسماء المرشحة لدخول المنافسة  الانتخابية مع وجود دعم قوي لها من قبل اللوبي الصهيوني.

ودخول هايلي المنافسة الانتخابية بعد عامين قد لا يكون مستغربا، فهي ليست من انصار ترامب الاوفياء وعملت ضده في انتخابات الحزب الجمهوري قبل عامين واعتبرت وصوله للبيت الابيض امرا يدعو للاشمئزاز. كما ان خروجها ياتي قبل اسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس والخسارة غير المستبعدة للجمهوريين بحسب استطلاعات الراي، حيث ستتجنب هايلي تبعات هذه الخسارة التي ستطال البيت الابيض بطبيعة الحال.

خارجيا تشير استقالة هايلي الى توجه جديد لدى الادارة الاميركية يكون اكثر عدائية وصدامية مع وجود بومبيو وبولتون اضافة الى كوشنير. وهؤلاء يتبنون اجندة واضحة ان كان بالنسبة لصفقة ترامب والعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي او بالنسبة لايران والعداء المستشري بين هؤلاء الذين دعوا اكثرمن مرة الى ضرب طهران واسقاط نظام الجمهورية الاسلامية فيها. كما ان توجهاتهم بالنسبة  لروسيا والصين لا تخرج من اطار العداء والتهديد.

وفي ضوء كل ذلك بات واضحا ان استقالة نيكي هايلي ستفتح الباب امام تغيرات في الحياة السياسية الاميركية داخليا وخارجيا من المرجح جدا ان تبدا ملامحها بالظهور بعد انتخابات الشهر المقبل.

حسین موسوی