مع الحدث: إدلب، ومآل عودتها لكنف الدولة- الجزء الاول

الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

هل تم تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق ادلب عشية انتهاء المهلة المحددة؟ ماذا بشأن تضارب الانباء حول سحب السلاح الثقيل من التنظيمات الارهابية؟ كيف ستعمل انقرة الفصل بين ما يسمون معارضين والارهابيين؟ ما اهمية تأكيد دمشق ان اتفاق مؤقت والمحافظة ستعود لكنف الدولة؟

اكد الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابوزيد، ان العقدة الاساسية في موضوع اتفاق ادلب هي الموقف التركي الذي يمر الان بمرحلة من التردد والحيرة، مشيراً الى ان هذا الموضوع خاضع لموازين القوى التي فرضت نفسها على الارض.

وقال ابوزيد في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": ان تركيا مازالت جزء من الحلف الاطلسي ولكنها من جهة اخرى تتطلع الى علاقات ودية او ايجابية مع ايران روسيا، لذلك لا تستطيع ان تخرج من هذا الموضوع، موضحاً ان تركيا تحاول احترام التزامها مع روسيا وتضغط على القوى المسلحة الارهابية الموجودة في ادلب واخلائهم جميعاً بعد ان كانت توفر لها الدعم المباشر اما تسهيل الامدادات العسكرية والمالية وغيرها.

ورأى، ان أنقرة طالما انها مضطرة الالتزام بهذا الموضوع فانها ستفرض على التنظيمات الارهابية الموجودة في ادلب من اجل تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق ادلب الذي حصل مع روسيا وايران بسحب السلاح الثقيل من الارهابيين، واعتبر ان انتزاع السلاح من المسلحين الارهابيين سيؤدي الى نوع من الحالة النفسية تؤكد على تراجع هؤلاء المسلحين الذين لم يعد لديهم المعنويات الكافية لخوض معركة عسكرية حاسمة ضد سوريا وضد الطيران الروسي.

وفي حال تلكأ تركيا بتطبيق اتفاق ادلب فهل سيكون اقتلاع الارهابيين سيكون بجهد روسي سوري، قال ابوزيد: انا غير مطمئن للموقف التركي وعلينا ان نكون حذرين لان تركيا تحاول ان تتذاكى، فهي تريد البقاء ضمن الحلف الاطلسي وانتزاع بعض المكاسب والشروط، ومن جهة اخرى تسعى الى مد الجسور مع روسيا وايران، مشيراً الى ان هذه الحيلة والازدواجية التركية مازالت مربكة ويجب اخذها بعين الاعتبار.

بدوره، اعتبر الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوروبيف، اتفاق ادلب بانه خطوة مؤقتة وغير نهائية ولن تؤدي الى انجاح المهمة الجوهرية وهي سلامة الاراضي السورية وارجاع محافظة ادلب الى كنف الحكومة السورية.

وقال فوروبيف: ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غير قادر على معارضة عودة ادلب الى الدولة السورية، طبقاً لاتفاقيات استراتيجية على مستوى الاقليم اي عملية التنسيق ما بين طهران وموسكو وأنقرة.

ونوه الى تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اشار بدقة الى موقف الرئيس التركي عندما قال ان بعض اللاعبين على الساحة السورية لديهم طموحات  انانية، ورأى ان الموقف التركي هو ما يجسد انعكاس هذه الطموحات.

واوضح فوروبيوف، من الضروري مراعاة مصلحة وحدة الاراضي لحل الملف السوري بشكل جذري دون الحلول المنفصلة والفردية كما يحدث في محافظة ادلب.

من جانبه، اكد الخبير الاستراتيجيي علاء الاصفري، ان تركيا نفذت جزئياً من اتفاق ادلب، فهناك الكثير من المناطق لم يخليها المسلحون ولم يتراجعوا الى عمق 20 كيلومتراً كما نص الاتفاق.

وقال الاصفري: ان منطقة سراقب تعتبر خليط ما بين جبهة النصرة وجيب كبير من داعش في تلك المنطقة، موضحاً ان اصل انشاء المنطقة العازلة هي فتح طريق حلب- دمشق او حلب- حماة، والطريق الآخر هو حلب- اللاذقية، ولا يمكن فتح هذا الطريق بوجود الارهابيين من حزب التركستاني في جسر الشغور.

ورأى ان اتفاق ادلب مازال جزئياً وان تركيا تحاول ذر الرماد في العيون عبر خلط الارهابيين ببعضهم البعض، لانه ليس لدى سوريا مفهوم ارهاب معتدل او معارضة معتدلة وغير معتدلة.

واوضح الخبير الاستراتيجيي، ان هناك محاولات يائسة من تركيا لفصل تلك التنظيمات عن بعضها ولكنها مترابطة عضوياً بنفس الايديولوجية التطرفية والراديكالية ولا يمكن فصلها عن بعضها، وخلال الايام المقبلة سنرى هل يمكن ان تستطيع تركيا ان تنفذ كامل اتفاقيتها.

 واكد الاصفر، اذا كان لدى تركيا حقاً قليل من المصداقية سوف تصطدم حتماً بتلك الفصائل الارهابية، مبيناً بانه لا حل ثالث لدى تركيا، فإما ان تصطدم معها واما ان تعلن بانها غير قادرة على تنفيذ كامل اتفاق ادلب، مما يعفيها من تلك المسؤولية ليتولى الجيش السوري وحلفائه بالاشتراك مع القوات الجوية الروسية بانهاء هذا الملف مهما كلف الامر.

ورأى ان تركيا سوف تفشل رغم كل المحاولات الان لحلق ذقن عناصر جبهة النصرة ليتم ضمهم فصائل حتى يقال عنهم انهم اكثر اعتدالاً، واعتبرها بلعبة كذبة كبيرة تمارسها أنقرة.

تابعوا الفيديو اعلاه للمزيد من التفاصيل..

 

ضيوف الحلقة:

الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابوزيد

الخبير الاستراتيجيي د. علاء الاصفري

الدبلوماسي الروسي السابق د. سيرغي فوروبيف

 

يمكنكم متابعة الحلقة ملخص عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3826281