مصر.. الاحكام الصادرة بحق المتهمين بقضية "تفجير الكنائس"

مصر.. الاحكام الصادرة بحق المتهمين بقضية
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

أعرب أسر شهداء ومصابي حادث تفجير كنيستي البطرسية وطنطا في مصر، عن سعادتهم بالحكم الذي أصدرته اليوم الخميس المحكمة العكسرية في الاسكندرية، ضد المتهمين الذين صدرت بحقهم أحكام بالإعدام والسجن المؤبد.

العالم - تقارير

قضت المحكمة العسكرية بمحافظة الإسكندرية في مصر، الخميس، بإعدام 17 متهما وسجن 29 آخرين في وقائع "تفجير كنائس" واستهداف كمين أمني بالبلاد.

وذكر موقع "بوابة الأهرام"، التابع لصحيفة الأهرام المصرية الرسمية، أن الحكم جاء في "القضية رقم (165 / 2017) جنايات عسكرية كلي الإسكندرية"، حيث أمرت المحكمة بـ"إعدام 17 متهما والسجن المؤبد لـ19 متهما، والسجن المشدد 15 سنة لـ8 متهمين، والسجن 15 سنة لمتهم، والسجن المشدد 10 سنوات لمتهم آخر، وانقضاء الدعوة بالوفاة لـ2 متهمين".

وأضاف أن الحكم يأتي بعد "إدانتهم (المتهمين) باستهداف الكنيسة البطرسية بالعباسية، والذي أسفر عن قتل 29 شخصا، وشروعهم في قتل (34) آخرين أثناء أدائهم الصلاة، واستهداف كنيسة مار جرجس بطنطا، ما أسفر عن قتل 27 شخصا وشروعهم في قتل 75 آخرين، واستهداف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، ما أسفر عن قتل 18 شخصا، وشروعهم في قتل 43 آخرين، واستهداف كمين النقب، مما أسفر عن قتل 8، وشرعوا في قتل 14 من رجال الشرطة".

وأفاد بأنه "تنوعت الأدوات التي استخدموها في ارتكاب جرائمهم من (البنادق الآلية - ذخائر – مفرقعات)، ليكون إجمالي ما أسفرت عنه جرائمهم قتل 82 فردا والشروع في قتل 166 فردا وتخريب الممتلكات العامة"، حسب الموقع الإلكتروني.

أبرز التهم

يواجه الـ 48 متهما العديد من الجرائم التي ضمها أمر الإحالة ولعل أبرزها القتل العمد والانضمام لجماعة إرهابية، وحيازة مفرقعات بغرض القتل، وحيازة أسلحة وذخيرة.

1 ـ القتل العمد والشروع فيه

يواجه المتهمون في الـ4 حوادث التي ضمتها القضية تهم القتل العمد لـ 82 فردا بالإضافة للشروع في قتل 166 آخرين، وتصل عقوبة القتل الإعدام شنقا.

 2 - حيازة مفرقعات

وضع المشرع نص المادة 102 "أ" من قانون العقوبات، والتي تنص على أنه يعاقب بالأشغال الشاقة كل من أحرز مفرقعات أو صنعها أو استوردها بدون ترخيص.

فيما نصت المادة 102 "ب" على أنه يعاقب بالإعدام كل من استعمل مفرقعات بنية ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المادة 87، أو بغرض ارتكاب قتل سياسي أو تخريب المباني والمنشآت العامة.

 3 - تخريب الممتلكات العامة

يواجه المتهمون تهمة التخريب العمدي للممتلكات العامة والخاصة، ووضع المشرع نص المادة 90 من قانون العقوبات، والتي تنص على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات كل من خرب عمدًا مبانٍ أو ممتلكات عامة، مخصصة لمصلحة حكومية، أو مرافق ومؤسسات عامة.

 4 - الانضمام لجماعة إرهابية

يواجه جميع المتهمين في القضية تهمة الانضمام لجماعة إرهابية والتي تصل عقوبتها للسجن المشدد.

التحقيقات

المتهمون شاركوا في عملية تفجير الكنيسة البطرسية إيمانًا منهم بمبدأ الولاء والبراء والذي يجيز من وجهة نظرهم عملية قتل كل شخص لا ينتمي للإسلام، وأن الإدارة المركزية لما يسمى تنظيم ولاية سيناء قررت تنفيذ عدد من العمليات في منطقة الوادي، من أجل تخفيف العبء عن أعضاء التنظيم في شبه جزيرة سيناء ومدن القناة، ومن أجل ذلك رصد أعضاء التنظيم عددا من الرموز الدينية، ورموز الإعلام، والكنائس المصرية.

وأضافت التحقيقات، أن الخلية المركزية التي استهدفت الكنائس نجحت في تكوين مجموعة من الخلايا الفرعية، كان من المفترض أن تقوم هي الأخرى بعدد من العمليات الإرهابية، وأن التنظيم أصدر أوامره بإعادة إحياء الخلية المركزية، على أن يتم اختيار عناصرها من بين غير المرصودين أمنيا في المرحلة الحالية، وحدد أهدافها في استهداف دور عبادة الأقباط، واستهداف السائحين ومراكز الخدمة الحكومية، وأفراد الجيش والشرطة والقضاء، كما أنه تم رصد عدد من دور الأقباط، من بينها كنيسة ماريوحنا بالزيتون، والكنيسة البطرسية، والكنيسة الإنجيلية.

وأكدت التحقيقات أنه تم رصد مجموعة من الشخصيات الإعلامية والقضائية والسياسية وعدد من سفراء الدول الأجنبية، بهدف اغتيالهم، وتم تقسيم عمل الخلية بحيث عهد التنظيم إلى المتهم "رامي عبد الحميد" مسئولية توفير أماكن للإيواء وشراء مستلزمات تصنيع المتفجرات والأسلحة، كما أوكل التنظيم إلى المتهمة "علا محمد" مسئولية رصد الأهداف التي يتم اختيارها، ويعاونها المتهم "محمد حمدي" والذي يقوم أيضا بتوفير أماكن لعقد الاجتماعات بشكل دائم بين عناصر الخلية.

أمر إحالة المتهمين

كشف أمر الإحالة بوقائع تفجيرات الكنيسة البطرسية بالقاهرة والمرقسية بالإسكندرية وماري جرجس بمحافظة الغربية، أن المتهمين انضموا لتنظيم داعش الإرهابي، أن 18 متهما من أعضاء الخليتين الإرهابيتين المنفذتين للحوادث الإرهابية أقارب بدرجات متفاوتة، حيث تبين أن المتهم عمرو سعد أحد قياديي التنظيم استقطب عددا من أقاربه من بينهم شقيقه عمر وزوج أخته محمود مبارك منفذ عملية الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

وجاء بأمر الإحالة أن القيادي بالتنظيم الإرهابي مهاب مصطفى حاول تجنيد شقيقه لكنه لم يستجب له واعترف عليه في التحقيقات وأقر أمام جهات التحقيق بما دار بينهما أثناء عرض شقيقه عليه الانضمام للتنظيم، وثبت أن المتهم سلامة وهب الله هو ابن عم القيادي بالتنظيم عمرو سعد، وأن المتهم رفاعي علي أحمد محمد استقطب شقيقه البالغ من العمر 17 عاما فقط، وأن المتهم رامي محمد عبدالحميد ضم للتنظيم زوجته علا حسين محمد .

وأكدت اعترافات المتهمين، أن المتهم وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز ـ حركي "كريم"، أقر بالتحقيقات بانضمامه للجماعة المسماة داعش التي تعتنق أفكـارًا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وكذا تمويله تلك الجماعة بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريب وتعليم بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، وكذا مهاجمته وآخريْن الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه، وحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر.

وجاء في التحقيقات أنه في غضون 2014 أطلعه المتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم اعتنق أفكار وسافرا ـ في غضون فبراير 2016 ـ لمحافظة شمال سيناء للانضمام إلى جماعة ولاية سيناء التابعة لها، ولفشلهما في الوصول لأحد أعضائها، عَزَمَ على السفر لدولة سوريا.

وجاء في التحقيقات أن المتهم عمرو سعد أعد المتهمين عمر سعد عباس، ومحمد يوسف أبو بكر، ورامي محمد عبد الحميد عسكريا ـ حيث دربهم المتهمان عزت محمد حسن حسين، حمادة جمعة محمد معداوي، والحركيان "أبو نافلة السعودي" و"عبد الله التونسي" على كيفية استعمال الأسلحة الآلية، ورفع لياقتهم البدينة، واضطلع الحركي "عماد" بتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المباني والكمائن الشرطية، متخذين من منطقةٍ صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج معسكرًا لهم، كما أعدهم المتهم عمرو سعد عباس أمنيًا بتكليفهم باتخاذ اسماءٍ حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفةٍ دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامجٍ مؤمنٍ "تليجرام" وبرسائل نصية مشفرة تلافيًا للرصد الأمني.

تعليق من أسر ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية

عبرت عدد من أسر ضحايا حادث الكنيسة البطرسية، عن سعادتهم بحكم المحكمة العسكرية التي صدر بحق المتهمين المتورطين في الحادث بالإعدام شنقا.

وقال الدكتور مؤمن والد الطفلة ماجي أصغر ضحية في حادث تفجير الكنيسة البطرسية، تعقيبا على حكم المحكمة العسكرية الذي صدر اليوم الخميس، بإعدام المتهمين المتورطين في الحادث إنه كان يثق في عدالة القضاء المصري.

وأضاف أن إبنته ماجي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات وقت وقوع الحادث، متابعا : "بعد مرور عامين على الحادث، لا يزال لحزن يسكن القلوب، ولن يعوضنا حكم محكمة، ولكنه يشفي جزءا من الغليل".

وتوجه بالشكر الى الأمن المصري، الذي استطاع القبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة. وقال بيشوى جرانت، أحد المصابين في حادث تفجير كنيسة ماري جرجس بطنطا، أنه فقد عينه في الحادث، مؤكدا أن توجه بالدعاء الى الله أن يسامح الجناة.

بينما قال فوزي صالح ، شقيق إحدى ضحايا  حادث الكنيسة البطرسية، أنه سعيد بحكم المحكمة الذي صدر اليوم بإعدام الجناة، مؤكدا أنه من سوف يساهم في إطفاء نيران الغضب داخل قلوب أهالي الضحايا، مشيرا الى أنه فقد شقيقته ولكن ابنتها مازالت تعالج حتى الان في لندن.