معارض سعودي يتّهم الرياض بالتنصت على مكالماته الهاتفية مع خاشقجي         

معارض سعودي يتّهم الرياض بالتنصت على مكالماته الهاتفية مع خاشقجي         
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

إتهم معارض سعودي لاجئ في كندا الرياض بقرصنة هاتفه والتنصت على مكالمات هاتفية جرت بينه وبين مواطنه الصحافي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية المملكة السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

العالم - الأميريكيتان

قال عمر عبد العزيز في مقابلة مع شبكة التلفزة الكندية العامة "سي بي سي" أمس الأحد: بالتأكيد إستمعوا إلى المحادثات التي جرت بيني وبين جمال خاشقجي ونشطاء آخرين في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والمملكة العربية السعودية.

ونقلت الشبكة التلفزيونية عن المعارض الشاب المقيم في مقاطعة كيبك كلاجئ سياسي، إنتقاده لسجلّ السعودية في مجال حقوق الإنسان وكذلك للطريقة التي تعاملت فيها السعودية مع كندا خلال الخلاف الدبلوماسي الذي نشب بين البلدين.

وأفاد تقرير نشره مؤخراً مختبر تابع لجامعة تورونتو أنّه "يرجّح بقوة" وقوف السلطات السعودية خلف عملية القرصنة التي إستهدفت هاتف عبد العزيز والتي تمّت بواسطة برامج تنصت قوية للغاية لا تُباع إلا لحكومات.

وفي مقابلته روى الناشط المعارض لسلطات بلاده أنّه خلال الأشهر الأخيرة كان يعمل مع خاشقجي على مشاريع عديدة بينها خصوصاً تنظيم حملة ترمي للتصدي للدعاية المؤيدة للنظام السعودي على مواقع التواصل الإجتماعي.

وقال: "لقد وعدني خاشقجي برعاية المشروع وأعتقد أنهم تمكنوا من الإستماع إلى تلك المحادثات"، معرباً عن خشيته من أن تكون عملية التنصت على هاتفه قد ساهمت في إختفاء الصحافي المعارض الذي تعتقد أنقرة أنه قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وهو ما تنفيه الرياض بشدة.

وأضاف عبد العزيز: لقد قلت للسلطات الكندية إن هذا أمر خطير.

وشدّد عبد العزيز الذي وصل إلى كيبك عام 2009 بقصد الدراسة ثم حصل على حق اللجوء السياسي في المقاطعة الكندية، على أن خاشقجي كان مصدر إزعاج حقيقي للرياض، قائلاً: صوته كان يشكل صداعاً للحكومة السعودية.

وقال: لا أحد سيؤذيني لأنني (أعبّر) عن آرائي لكن الكثير من الناس الذين إتصلوا بي هم في خطر حقيقي بسبب ذلك.

وكان عبد العزيز قال لشبكة "سي بي سي نيوز" في مطلع تشرين الأول/أكتوبر إنه يخشى على مصير الأشخاص الذين تحدّث معهم هاتفياً بسبب القرصنة التي تعرّض لها هاتفه.

وبحسب الشبكة الإخبارية فإن شقيقي عبد العزيز والكثير من أصدقائه أُعتقلوا أخيراً على أيدي قوات الأمن السعودية.

وقال المعارض الشاب إنّه تكلّم لآخرة مرة مع خاشقجي في 28 أيلول/سبتمبر الماضي.

وفُقد أثر خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 تشرين الاول/أكتوبر الحالي لإنجاز معاملات إدارية. والصحافي الذي يُعتبر معارضاً لسياسات الأمير محمد بن سلمان منذ تسلّمه منصب ولي العهد في حزيران/يونيو 2017، كان يُفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الستين يوم السبت الماضي.

وأعلن مسؤولون أتراك لوسائل إعلام محلية أن خاشقجي قُتل داخل مبنى القنصلية. لكنّ الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بأنها "لا أساس لها" من الصحة.

وتصرّ الرياض على أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية، لكنها لم تقدّم دليلاً على ذلك، وقالت إن كاميرات المراقبة لم تكن تسجّل يوم إختفاء الصحافي الذي يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست".

وأوفدت السعودية إلى أنقرة فريق عمل وصل الجمعة الماضية ويُفترض أن يُجري محادثات مع مسؤولين أتراك، لكن أنقرة إتهمت الرياض السبت الماضي بعدم التعاون في التحقيق.

إنتهى