معبر البوكمال في طريقه للفتح الوشيك

معبر البوكمال في طريقه للفتح الوشيك
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

كانَ لافِتًا في التَّصريحات التي أدلَى بِها الدكتور إبراهيم الجعفري، وزير الخارجيّة العِراقيّ، أثناءَ لِقائِه نَظيرُه السوريّ وليد المعلم على هامِش زيارته الحاليّة للعاصِمَة السوريّة، تَلميحه إلى وُجودِ مُبادَرةٍ لاستعادَة الحُكومة السوريّة مِقعَدها “المُجمَّد” في الجامِعةِ العربيّة مُنذ سَبعِ سَنوات.

العالم - سوريا

الدكتور الجعفري قال “لا أحَد يستطيع تَهميش سورية، وأثبَتَت السَّنوات الماضِية أنّها قويّة، والنَّتيجة أنّ بَيتَها هو البَيت العربيّ”، مُؤكِّدًا على ضَرورَة عودَة سورية إلى الجامِعة العربيّة.
الحَقيقة التي تُؤكِّدها الوقائِع على الأرضَين السوريّة والعربيّة، أنّ تجميد مِقعَد سورية في الجامِعة العربيّة ارتدَّ سلبًا على الدُّوَل التي وَقَفَت خلف هذا القَرار الذي لم يَفشَل فقط في تهميش سورية وإنّما أدّى في الوَقتِ نَفسِه إلى تَهميشِ الجامِعة العربيّة نَفسَها، وسُقوط ما تبقّى من هيبَتِها ومكانَتِها رَسميًّا وشَعبيًّا، فالجامعة العربيّة باتت مُغيَّبة كُلِّيًّا عن دوائِر الأحداث في المِنطَقة، وأمينها العام السيد أحمد ابو الغيط تحوّل إلى مُوظَّف يتلقّى معاشه آخر الشَّهر، أُسوَةً بمُوظَّفيه الآخَرين، دُونَ أن يقوم بأيِّ عَمَلٍ، ولم يَعُد يَسْمَع بِه أحَد إلا ما نَدَر.
سورية تتعافَى بعد أن هزَمَت المُؤامرة التي كانت تستهدِفها، وتُريد تَمزيقها، ونَسف هياكِل دَولتها، ويَزورها اليوم الدكتور الجعفري لبَحثِ إعادَة فتح معبر البوكمال على الحُدود العِراقيّة السوريّة المُشتَركة، وبعد يومٍ مِن الإعلان رَسميًّا عن فَتحِ مَعبر جابر ـ نصيب على الحُدود الأُردنيّة السوريّة.
القادِمون مِن دِمشق يتحدَّثون ليسَ فقط عن عودة الحياة الطبيعيّةِ إليها، وإنّما يُؤكِّدون أنّها باتَت أكثَر أمانًا واستقرارًا مِن عَواصِم عربيّة وعالميّة عديدة، ويَتدفَّق إليها العَشَرات مِن رجال الأعمال، ومُمَثِّلي الشَّرِكات الكُبرى، بَحثًا عن دَورٍ في عمليّة إعادَة الإعمار التي باتَت وَشيكَةً.
السيد وليد المعلم كانَ حَكيمًا كعادَتِه عندما قال في المُؤتمر الصِّحافي نفسه مع ضيفِه العراقيّ أنّ الدَّولة السوريّة دعَمَت الاتِّفاق الروسيّ التركيّ لتَجنُّب إراقَة الدِّماء، ولكن إذا لم يتِم الالتزام بهذا الاتِّفاق فإنّ الجيش العربيّ السوريّ جاهِزٌ وفِي حالةِ تأهُّبٍ في مُحيطِ إدلب.
نُؤيِّد في هَذهِ الصَّحيفة “رأي اليوم” عَودَةَ سورية “القويّة” إلى الجامِعة العربيّة، لأنّ هَذهِ العَودة تُعيد التَّوازُن إليها، مِثلَما تُعيد الهُويّة العربيّة المُقاوِمة والأصليّة إلى العَمَل العربيّ المُشتَرك الذي تَراجَع وذهبت ريحه، وتَضَع حَدًّا لهَيمَنة أدوات الوِلايات المتحدة الأمريكيّة عليها، وهِي الهَيمنة التي تزامَنت مع التَّدخُّل لزَعزَعَة استقرار وأمن دُوَل وقَفَت دائِمًا في مُواجَهة المَشروع الصُّهيوني مِثل ليبيا والعِراق وسورية واليمن.
إدلب ستَعود حتمًا إلى السِّيادةِ السوريّة، والشَّيء نفسه نَقولُه عَن شَرق الفُرات أيضًا، ليس لإيمانَنا بأنّ المَشروع الأمريكيّ انهَزم، وإنّما لثِقَتِنا في الجيش العربيّ السوريّ وقُدراتِه العسكريّة المُتطوِّرة التي مَكَّنته مِن بَسطِ سِيادَة الدَّولة على أكثَر مِن تِسعينٍ في المِئَة مِن أراضيها، والبَقيّة في الطَّريق بإذنِ الله.
“رأي اليوم”