أبرز التصريحات والمواقف الدولية عقب اعتراف السعودية بقتل خاشقجي

أبرز التصريحات والمواقف الدولية عقب اعتراف السعودية بقتل خاشقجي
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٥ بتوقيت غرينتش

لا تزال السعودية تواجه تشكيكا دوليا واسعا في رواياتها بشأن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، فيما تتواصل ردود الأفعال الدولية الرافضة برواية السعودية عن مقتل جمال خاشقجي.

العالم- تقارير

أثار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا أوائل الشهر الجاري, أزمة دولية خانقة واجهت خلالها السلطات السعودية الغضب والاستنكار.

وعبر الكثير من الدول الغربية استيائها من المعلومات الواردة من الرياض حول مقتل الصحافي السعودي المعروف بكتاباته الناقدة للحكومة السعودية بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والذي اختفى بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الحالي، ولم ير بعد ذلك.

وبعد أكثر من أسبوعين من الإنكار حول علاقتها باختفائه، اعترفت السلطات السعودية في وقت متأخر من مساء الجمعة 19 أكتوبر بمقتل خاشقجي، وعللت ذلك بـ"وقوع شجار بينه وبين متواجدين بالقنصلية السعودية في إسطنبول".

وادعى النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب، أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي، أظهرت وفاته بعد "مشاجرة" داخل القنصلية، وأنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.

وبالتزامن مع هذا الإعلان، أمر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم، كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.

وعلى مدى أكثر من أسبوعين، زعمت البعثة الدبلوماسية السعودية في تركيا أن الصحافي غادر القنصلية على قدميه كما دخلها، وبعد يوم واحد من اختفاء خاشقجي، أعرب ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في مقابلة مع بلومبرغ عن ثقته بأن الصحفي غادر القنصلية على قيد الحياة!.

اسبانيا 

في مدريد, قالت الحكومة الإسبانية يوم أمس إنها ”مستاءة“ من المعلومات الواردة من الرياض عن مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.

وأضافت في بيان ”الحكومة الإسبانية مستاءة من التقارير الأولية من الادعاء السعودي بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وتقدم خالص تعازيها لأسرته.

وأيد البيان دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لإجراء تحقيق شامل وشفاف من أجل محاسبة المسؤولين عن تلك الواقعة التي أثارت ضجة عالمية.

ألمانيا

أما في أقوى رد فعل غربي حتى الآن على اعتراف الرياض بمقتل خاشقجي داخل القنصلية نددت المستشار الألماني انجلا ميركل و وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بمقتله وطالبا الرياض بتوضيح ما حدث.

وقالت ميركل في بيان مشترك مع وزير خارجيتها صدر أمس السبت "نندد بهذا العمل بأقوى العبارات.. نتوقع الشفافية من السعودية بشأن ملابسات موته.. المعلومات المتاحة بشأن الأحداث في القنصلية باسطنبول ليست كافية".

وعبرت ميركل ووزير الخارجية الألماني عن التعاطف مع أصدقاء وأقارب خاشقجي وقالا إنه يجب محاسبة المسؤولين عن موته.

قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس أمس السبت إنه يجب ألا توافق بلاده على بيع أسلحة للسعودية لحين اكتمال التحقيقات في ملابسات مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ويبدو أن تصريح ماس يمثل تراجعا عن قرار صدر بالموافقة على مبيعات أنظمة مدفعية للرياض وجاء بعد رفضه والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تفسير السعودية لمقتل الصحفي المعارض داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بوصفه غير مقنع.

وأضاف ماس في حديث للتلفزيون الألماني أنه يرى ضرورة عدم بيع أسلحة للسعودية إلا بعد توضيح ملابسات مقتل خاشقجي.

وقال "ما دامت التحقيقات جارية وما دمنا لا نعرف ما الذي حدث هناك فلا يوجد ما يدعو لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن صادرات الأسلحة للسعودية".

وأدى القرار الذي اتخذته ألمانيا الشهر الماضي بالموافقة على هذه الصفقة التي تعد جزءا من محاولة لتطبيع العلاقات مع السعودية إلى إثارة جدال بسبب تعارضه مع تعهد أعلنته ألمانيا سابقاَ بعدم بيع أسلحة للدول المشاركة في العدوان على اليمن.

وأضاف أن إجراء تحقيق تدعمه الأمم المتحدة في مقتل خاشقجي ربما يكون وسيلة لتحسين "موضوعية ومصداقية" أي نتائج يتم التوصل إليها.

وجاءت تصريحات ميركل وماس بعد دعوات من كل الأطياف السياسية يوم السبت بضرورة تشديد ألمانيا موقفها تجاه الرياض بسبب قضية خاشقجي التي تأتي في وقت غير مناسب لألمانيا التي كانت تحاول تطبيع علاقاتها المضطربة مع السعودية.

فرنسا

وفي فرنسا, ادانت الخارجية الفرنسية، مساء السبت، مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أثناء التحقيق معه بقنصلية بلاده بإسطنبول، داعية السعودية إلى التحقيق بشكل جدي في الواقعة.

وأعلنت الخارجية الفرنسية في بيان، أن "فرنسا اطلعت على المعلومات التي نشرتها السعودية يوم السبت، والتي تؤكد موت خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول"، مضيفة إن "فرنسا تدين بشدة هذه الجريمة".

وأضاف بيان الخارجية أن "التأكد من مقتل خاشقجي هو خطوة أولى نحو كشف الحقيقة، لكن ما زال هناك العديد من الأسئلة العالقة"، مشددا على ضرورة "القيام بتحقيق جدي لكشف الحقيقة وكشف الفاعلين ومحاسبتهم، وفرنسا تنتظر من السعودية أن تتصرف على هذا النحو وذلك نظرا أيضا للشراكة الاستراتيجية التي تربطنا".

وأكد البيان أن "ظروف موت خاشقجي تؤكد على ضرورة حماية الصحفيين وكل من تساهم حرية تعبيره بتغذية الحياة العامة في المجتمع، وهذه تعتبر أولوية في سياسة فرنسا الخارجية".

بريطانيا

ووصفت بريطانيا مقتل خاشقجي بـ"المروع جداً"، مطالبةً بمحاسبة جميع المسؤولين عنه، كما أعلنت أنها تبحث "الخطوات المقبلة" بعدما اعترفت السعودية لأول مرة بمقتله.

وأضافت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، "نقدم تعازينا لأسرة جمال خاشقجي بعد هذا التأكيد لوفاته. ندرس التقرير السعودي وخطواتنا المقبلة".

كندا

اعتبرت كندا الرواية التي سردتها الرياض حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصليتها بإسطنبول "غير متماسكة وتفتقر إلى المصداقية" وطالبت بإجراء "تحقيق معمّق".

وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستي فريلاند في بيان مساء السبت، إن: "التفسيرات التي قدّمت حتى اليوم غير متماسكة وتفتقر إلى المصداقية". وأضافت في البيان الذي نشر على موقع الحكومة: "تدين كندا بشدة مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي أكدت المملكة العربية السعودية حدوثه في قنصليتها في إسطنبول".

وأضافت "نكرّر المطالبة بتحقيق معمّق يجري بالتعاون الكامل مع السلطات التركيّة وبسرد كامل ومتين لملابسات مقتل خاشقجي"، مشدّدة على "وجوب أن يحاسَب المسؤولون عن هذه الجريمة وأن يواجهوا العدالة".وقدّمت الوزيرة الكندية كذلك التعازي إلى خطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز وإلى أسرته وأقاربه الذين "يمزّقهم" الألم، حسب تعبيرها.

وكانت الوزيرة فريلاند نفسها نشرت في أغسطس الماضي تغريدة طالبت فيها السلطات السعودية بالإفراج عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار حفيظة الرياض وتسبّب بأزمة دبلوماسية بين البلدين.

وردّت الرياض على تلك التغريدة بطرد السفير الكندي المعتمد لديها واستدعاء سفيرها من اوتاوا وتجميد المبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين.

اليابان 

دعا وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقال كونو، خلال زيارته إلى الدنمارك، بحسب قناة تلفزيون "NHK": "هذا أمر مؤسف. نحن ندعو إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث ولاتخاذ إجراءات عادلة ومنصفة وشفافة".

اليونسكو

كما أدانت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي، ووصفته بأنه عملية اغتيال.

وشددت، في بيان صحفي، على ضرورة خضوع الجرائم ضد الصحافة للمساءلة باعتبارها مسألة غير قابلة للنقاش. وحثت السلطات المعنية على الشروع في إجراء تحقيق مستفيض حول هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

وقالت أزولاي "إن مقتل خاشقجي يذكرنا بالحاجة للنضال في سبيل حرية الصحافة نظرا لكونها عنصرا أساسيا لإقامة الديمقراطية."

منظمة الأمم المتحدة 

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس السبت عن انزعاجه البالغ إزاء تأكيد مصرع الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقدم الأمين العام تعازيه لأسرة السيد خاشقجي وأصدقائه.

وفي بيان صحفي منسوب إلى المتحدث باسمه، أكد جوتيريش على الحاجة لإجراء تحقيق عاجل وشامل وشفاف حول ملابسات مصرع السيد خاشقجي، وضمان المحاسبة الكاملة للمسؤولين عن ذلك.