اغتيال خاشقجي يدفع المعارضين للفرار من المملكة

اغتيال خاشقجي يدفع المعارضين للفرار من المملكة
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي لا زال محط انظار العالم الذي شعر بالحيرة من الوحشية التي تمت بها عملية تصفيته، ويبدو ان الهدف الوحيد الذي نجح في تحقيقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من وراء الجريمة هو إدخال الرعب في قلوب معارضيه. ولطالما لم يتم تحديد المجرم الحقيقي في قضية خاشقجي فكل معارض او منتقد للنظام السعودي هو مهدد بشكل مباشر.

العالم- تقارير

وفي هذا السياق شدد الكاتب التركي "إبراهيم قراغول" رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية،  على أنّ المسؤولين عن قتل خاشقجي، لو لم يتم كشفهم متلبسين بالجريمة؛ لكانوا قد تخلصوا من الكثير من الشخصيات بالطريقة ذاتها، مشيرا الى أن قائمة أولئك الأشخاص ليست مقتصرة على المواطنين السعوديين فقط.

"قراغول" الذي حمل كلا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي ابن زايد، وصهر الرئيس الأميركيّ كوشنر، مسؤولية قتل خاشقجي، قال "إن جريمة قتل خاشقجي ليست النهاية بل إنّهم كانوا يخططون لما هو أكبر من ذلك، عبر مشروع "طويل المدى".

على مايبدو ان تصريحات الصحفي التركي ليست خاوية فاذا ما قرأنا تصريحات بعض الامراء السعوديين سنتأكد ان عمليات الاغتيال هي احدى ركائز النظام السعودي حيث أثارت تغريدة للأمير السعودي وليد بن ناصر بن فرحان آل سعود، بشأن قضية خاشقجي جدلا واسعا وغضبا بين النشطاء. 

بالطبع امام موجة الغضب التي لاقتها التغريدة اضطر الامير السعودي لحذف وتعطيل حسابه بعد زعمه أنه تعرض للاختراق.

التغريدة المحذوفة التي احتفظ ناشطون بصورة منها، دوّن فيها الأمير السعودي ما نصه: "يتم تناول قضية خاشقجي وكأن الجريمة جنائية بين أفراد، هي ببساطة عملية استخباراتية لتصفية فرد رأت الحكومة السعودية مصلحة في تصفيته لا أكثر ولا أقل".  وتابع: "فشل العملية لا يغير شيئا من واقعها ولن تكون آخر عملية".


ولطالما العقلية الاجرامية تسيطر على صناع القرار في السعودية فستخلو المملكة من اي شخص يخاف على مستقبل بلاده وسيفضل الهرب على أن يوجه أبسط نصيحة قد يعبر بها عن حرصه على بلاده لكنها لن تلقى استحسانا من قبل قادة النظام.

فارتفعت اصوات الهجرة من السعودية والتي كان اخرها الإعلامية المعروفة إيمان الحمود التي نصحت مواطنيها بالهجرة ومغادرة المملكة، وذلك على خلفية تطورات قضية جمال خاشقجي وتقاطع الأدلة التي أثبتت تورط النظام وولي العهد في دم خاشقجي.

وأشارت الحمود المقيمة في فرنسا حيث تعمل في إذاعة "مونت كارلو" الدولية وتقدم برنامجا بعنوان "ساعة خليجية"، إلى أن الحرية في السعودية كانت حلما واندثر...

 ودونت في تغريدتها: "بعد تأملٍ وتفكرٍ وسهر أوصيكم ونفسي بالهجرة وبجواز السفر فالحرية في أوطاننا حلمٌ قد عاش يوماً واندثر".

ولم يشفع للنظام السعودي اعترافه بمقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول بعد مماطلات كثيرة بدأت بإدعاء خروجه من القنصلية وانتهت الی ادعاء وفاته بعراك بالأيدي مع أشخاص سعوديين في القنصلية. فكانت الجريمة لها آثار سلبية على مؤتمر الاستثمار الذي اقيم في الرياض، فبعد انسحاب ممثلي اكبر الشركات العالمية والدول الغربية أصبحت كراسي القاعة فارغة الا ممن ارادوا تملق ولي العهد السعودي والذين يعانون من مشاكل اقتصادية.

لكن برغم التملق فالبعض كان يحاول التواري عن الانظار حتى لاتلتقطه الكاميرات حيث تداول ناشطون بمواقع التواصل صورا أظهرت أحد الحضور الأجانب بمؤتمر الاستثمار السعودي الذي بدأ الثلاثاء، وهو يغطي وجهه أثناء التقاط الصور مخافة التعرض للنقد، بعد مقاطعة العديد من المسؤولين والشخصيات العامة والشركات العالمية. 

يقينا ان بن سلمان كان يشعر بمدى المازق الذي وضع نفسه فيه ولذلك حضر إحدى جلسات المؤتمر لبضع دقائق جالسا إلى جوار الملك الأردني عبد الله الثاني، دون الإدلاء بتصريحات. واكتفى بتصريحات مقتضبة خارج جلسات المؤتمر نشرتها وكالات أنباء عالمية، قال فيها إنه راض عن مؤتمر الاستثمار، معتبرا أن "مزيدا من الناس يعني مزيدا من المال"، بينما افادت صحيفة "تايمز" البريطانية أن بن سلمان ألغى كلمة كانت مقررة له في المؤتمر.

وختاما انه اذا استمر النظام السعودي بالتستر على وليعهده لينقذه من المسؤولية عن قتل خاشقجي فإن العالم باسره سيتخذ قرارات أكثر حدة ضد آل سعود، وقد تكون هذه الجريمة النكراء هي القشة التي قصمت ظهر البعير حيث يواجه الشعب اليمني الصامد الويلات دون ان يكون هناك اجراء جدي لوقف العدوان السعودي عليه.